جامعة دمشق.. الدراسة وسط حراسة النظام

جامعة دمشق.. الدراسة وسط حراسة النظام

26 مايو 2014
في نفق جامعة دمشق (العربي الجديد)
+ الخط -


قرب باب كلية الآداب الشهيرة لـ"جامعة دمشق"، وعلى أوتوستراد المزة يقف الطلاب في طابورين طويلين للتفتيش وإبراز هوياتهم الشخصية والجامعية، طابور للفتيات وآخر للذكور، ومخرج واحد.
يقف عناصر الأمن وكتائب "البعث" من الطلاب المؤيدين للنظام قرب الأبواب الضيقة لتفتيش زملائهم، فقد تم تجنيدهم من صفوف الطلبة المؤيدين والطائفيين الذين أظهروا بوضوح، انتماءاتهم السياسية والطائفية داخل الكلية، وينتشر المسلحون بثيابهم العسكرية ويتجولون في الممرات ويتلصصون على القاعات الدراسية، فهم لا يراقبون الطلبة فقط بل والأساتذة أيضاً.. الكل هنا تحت المجهر.
في السنوات الثلاث الماضية من عمر الصراع أدرك الطلاب، أن هناك تعليمات بالتهاون في المراقبة وفي تصحيح الامتحانات، وأوامر برفع نسبة النجاح لأن أغلب القادرين على الحضور للامتحان هم من المناطق الخاضعة للنظام، أما من لم يحضر فهو "تحت الحصار".
لذلك تمكن كثير من الطلبة الفاشلين من التخرّج لمجاهرتهم بتأييد النظام ورفع صور "القائد"، وكثيرون منهم أدخل الأجوبة إلى قاعاتهم، وتم الحديث الى الأساتذة لترفيعهم لسنوات أعلى لانشغالهم بـ"أداء الواجب بالدفاع عن الوطن".
يحدث ذلك في وقت لم يتمكن فيه أغلب طلاب الجامعة من القنيطرة ودرعا وريف دمشق من المشاركة في امتحانات السنوات الماضية بسبب المعارك والتهجير، الذي تتعرض له مناطقهم.
يقول الطالب أحمد، من درعا إنه منذ أكثر من سنتين لم يتقدم على أي امتحان بسبب حصار مدينته، والمشاكل التي تعترض الطريق، ولم يصدر أيّ قرار بخصوص الطلاب في هذه المناطق، بل إن كل مراسيم الجمهورية أعطت الفرصة لمن يستطيع الحضور أو الذي يعيش في ظل سلطة النظام.
ويؤكد مراد، من ريف دمشق بأن أغلب زملائه الذين يعيشون في دمشق قد تخرجوا، وهو الذي يبعد عن العاصمة سبعة كيلومترات فقط، لم يتمكن من الخروج من قريته المحاصرة في الغوطة الشرقية.
قرب باب كلية الآداب يقود أفراد الحراسة شخصٌ معروف بضربه للطلاب الذين تظاهروا في الجامعة، ويعتقل من يشك في مظهره العام فقط، وليس بناء على معلومات أمنية. كما تقوم فتيات منتقيات، يرتدي بعضهن اللباس العسكري، بتفتيش محافظ الفتيات. ويصل الأمر في كثير من الأحيان إلى الإهانات.
تشرح ليلى: تم التحرش بأكثر من فتاة داخل الحرم الجامعي بحجّة الشكّ بانتماءاتهن السلفية، وكونهن من مناطق ثائرة كمدينتي داريا والمعضمية. وتؤكد طالبة غير محجبة "بهذه الحجج يتم الاعتداء على بعض الفتيات. فأغلب عناصر الأمن والحراسة من أصحاب السمعة السيئة، وسمحت لهم الظروف الحالية بالدخول إلى الجامعة".

دلالات

المساهمون