الجزائريون يستذكرون رموزهم التاريخية في الحراك الشعبي

الجزائريون يستذكرون رموزهم التاريخية في الحراك الشعبي

19 ابريل 2019
صور الشيخ بن باديس في حراك طلاب الجزائر(العربي الجديد)
+ الخط -
يحتفي الجزائريون المشاركون في الحراك الشعبي المتواصل لرفض بقايا نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، بعدد من الشخصيات التاريخية التي تركت بصمة في الساحة السياسية والثقافية وشهداء ثورة التحرير، والذين تظهر صورهم في كل المسيرات والاحتجاجات.
في 16 إبريل/نيسان الجاري، رفع آلاف الطلبة في مسيرات داعمة للحراك الشعبي، صور مؤسس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، الشيخ عبد الحميد بن باديس، ولافتات كُتبت عليها أقواله الخالدة بالتزامن مع ذكرى وفاته، وبينها "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب"، و"يا شعب أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب".
وقال الطالب بلعربي أمير الذي يدرس بكلية الترجمة، لـ"العربي الجديد"، بينما يرفع صورة بن باديس، إن الشيخ "يظل رمزا لكل الجزائريين، فمن لا يملك ماضيا عريقا لن يصنع حاضره ولا مستقبله، ورفعنا صور رموزنا التاريخية يثبت أننا شعب له تاريخ، والشعب يستمد من رموزه التاريخية القوة للاستمرار في طلب التغيير".

وتظل صورة "الدا الحسين" التي تعني شيخ الشيوخ، القائد الراحل حسين آيت أحمد تجوب مدن الجزائر، فابن منطقة عين الحمام بولاية "تيزي وزو" وإحدى شخصيات مجموعة الـ22 التي قادت ثورة التحرير منتصف القرن الماضي ومؤسس جبهة القوى الاشتراكية، عرف بالدعوة إلى محاربة الفرقة ومقاومة رموز الفساد.
وقال محند أمقران الذي يعمل في مقهى بالعاصمة الجزائر، لـ"العربي الجديد"، إن "آيت أحمد رمز خالد في الذاكرة الوطنية، ويعود للواجهة في الحراك الشعبي بسبب مواقفه الحكيمة، إذ كان من المعارضين لوقف المسار الانتخابي في 1991، وترشح في الرئاسيات في 1999، ثم انسحب مع المرشحين الخمسة".

وفي مدينة البليدة القريبة من العاصمة الجزائرية، حمل أحد المحتجين صورة الشيخ الراحل محفوظ نحناح، مؤسس حركة مجتمع السلم التي تعد أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، والذي دعا قبل ثلاثة عقود إلى تطبيق المصالحة الوطنية وحقن دماء الجزائريين خلال فترة العشرية السوداء.
كما ظهرت في الحراك الشعبي أيضا صور الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري، والمعروف بمواقفه القومية العربية، والقائل إن "الديمقراطية التي تحمي نفسها بدبابة هي ديمقراطية مريضة".
وإلى جانب الرموز السياسية والثقافية، حرص آخرون على رفع صور قادة ثورة التحرير كالعربي بن مهيدي، وعبان رمضان، ومصطفى بن بولعيد، ومحمد بوضياف، كما حضرت خلال المظاهرات صور لرموز فنية كالفنان الأمازيغي معطوب لوناس.
وعلق الناشط محمدي رابح على استدعاء الجزائريين لرموزهم التاريخية في الاحتجاجات، قائلا لـ"العربي الجديد"، إن "الناس يستشعرون غياب الزعامات والقامات السياسية والفكرية، ولذلك يبادرون برفع صور الرموز التاريخية، وتلك أيضا إشارة مهمة إلى عدم وجود قطيعة بين الأجيال في الجزائر".​

صور قادة ثورة تحرير الجزائر في الحراك الشعبي (العربي الجديد) 

المساهمون