والدة الأسيرين محمد ومحمود البلبول: "فتح" مقصّرة تجاه ولدَي

والدة الأسيرين محمد ومحمود البلبول: "فتح" مقصّرة تجاه ولدَي

06 سبتمبر 2016
الأم التي تطلب الدعم لقضية ابنيها (العربي الجديد)
+ الخط -


الخوف والقلق واضحان على وجه والدة الأسيرين الفلسطينيين محمد ومحمود البلبول، بعد تسرّب الأنباء غير المطمئنة عن صحة ولديها، اللذين يخوضان إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجون الاحتلال منذ أكثر من شهرين.

وما يثير قلقها أكثر، أن حركة "فتح" التي ينتمي إليها الأسيران البلبول، لا تقوم حتى اليوم بدور فعال في تحريك القضية ومساندتهما على كافة الأصعدة الشعبية والرسمية والتنظيمية، لتحقيق مطالبهما العادلة وإنهاء اعتقالهما الإداري.

وتقول والدة الأسيرين سناء عليان لـ"العربي الجديد" إنها لا تشعر بأن حركة فتح تقوم بالمطلوب منها، تجاه ابنيها اللذين دخلا في مرحلة خطرة من إضرابهما عن الطعام، حتى أن الصمت والفتور الذي تعيشه الحركة حتى اللحظة، فاق توقعاتها.

يبدو أن الانقسام الفصائلي على الساحة الفلسطينية، والخلافات الداخلية بين مسؤولي حركة فتح، أثرت بشكل كبير على حركة التضامن الشعبي مع الأسيرين البلبول بحسب عليان. كما أن خيمة الاعتصام التي نصبت أمام مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوب المدينة، أثارت حفيظة البعض لعدة اعتبارات تنظيمية وسياسية وخلافات داخلية.

عليان دعت عبر "العربي الجديد" أبناء ومناصري حركة فتح إلى وضع الخلافات الداخلية جانبا، معتبرة أن التظاهرات الشعبية الخجولة لم ترق إلى المستوى الذي تريده العائلة كي يتماشى مع الحالة الخطرة التي يمر بها نجلاها في سجون الاحتلال.

وطالبت حركة فتح والشارع الفلسطيني بالتظاهر في كافة المدن الفلسطينية، والتحرك للضغط على سلطات الاحتلال لإنهاء اعتقال ولديها الإداري وإطلاق سراحهما.

كما لفتت إلى أن بعض قادة الفصائل ومسؤولي السلطة يتصلون بها عبر الهاتف، محاولين طمأنتها بأنهم يقفون إلى جانبها، لكنها لا ترى ترجمة واقعية لذلك.

نوران شقيقة الأسيرين محمد ومحمود تدعو للانضمام الواسع لخيمة الاعتصام (العربي الجديد)




ثمة حزن يداهم عليان كلما نظرت إلى صور محمد ومحمود، وقلبها يخفق خوفا من مكالمات هاتفية من المحامين ينقلون فيها خبرا سيئا لا تحمد عقباه. وتشعر بالحسرة تارة، وبالضيق تارة أخرى حين ترى اهتمام القيادة السياسية بالانتخابات المحلية ذات الطابع الفصائلي على حساب ابنيها اللذين قد يفقدان حياتهما بسبب الإهمال وعدم اهتمام أصحاب القرار.

لا تجد الأم وقتا كافيا لتحريك قضية ابنيها، هي معلمة مدرسة، تعتذر في بعض الأحيان عن المشاركة في وقفات شعبية تضامنية هنا وهناك، خصوصاً أن وزارة التربية والتعليم لم تمنحها استثناءً مؤقتاً من سلك التعليم حتى يحقق نجلاها مطالبهما.

لمحمد ومحمود البلبول شقيقة تحررت من سجون الاحتلال قبل عدة أشهر تدعى نوران وهي في الخامسة عشرة. وجهت نوران رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقادة السياسيين دعتهم فيها إلى التدخل الفوري العاجل من أجل إنقاذ حياة شقيقيها، كما طالبت الشارع الفلسطيني بحمل صور شقيقيها والتواجد في خيمة الاعتصام، وخيام أخرى من المفترض أن تنصب في مراكز المدن حتى لا يساهم صمتهم مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أن تفقد شقيقيها إلى الأبد.

الأم والابنة تقولان إن الأمل موجود، وثمة فرصة متاحة الآن "تحركوا، واخرجوا في مسيرات، اعملوا أي شيء" قبل أن يفوت الأوان في ظل الأخبار التي وردت اليهما اليوم أن محمد بدأ يفقد شيئا من بصره.

"إذا فقد محمد بصره، فستفقد فلسطين بصرها. ستنتهي وينتهي الناس معها، وسأنتهي أنا، والسبب هو الصمت"، هكذا تختم عليان حديثها.

المساهمون