"الفسيخ" يتربع على عرش إفطار الغزيين في العيد

"الفسيخ" يتربع على عرش إفطار الغزيين في العيد

04 يوليو 2016
نهاية رمضان موسم لبيع الفسيخ (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

ينادي أبو خالد خلف من وراء بسطته المعبأة بالفسيخ "السمك المُملح"، في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، بشعارات مصرية مثل "معانا عصافير الهوى وقفة النور واقلي يابا اقلي" التي استوقفت بعض الزبائن لشراء سمك الفسيخ، باعتباره الطعام المُفضل للغزيين مع حلول أول أيام عيد الفطر.

وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان، يجتهد بعض الباعة في بيع "الفسيخ"، كمصدر رزق موسمي لهم، بعدما اعتاد سكان القطاع المحاصر إسرائيلياً، على شراء السمك المُملح بأنواعه والتحضير لتناوله كوجبة رئيسية في الصباح الأول من عيد الفطر المبارك.

وأوضح خلف لـ"العربي الجديد" أنه يعمل طوال السنة في تصليح الأحذية، لكنه مع قُرب حلول عيد الفطر يُسارع إلى بيع "الفسيخ"، كون الأخير يشهد إقبالًا نشطاً مع وداع شهر رمضان، إذ إن غالبية الغزّيين يرغبون في الوجبة المالحة لكسر صيام 30 يومًا.

ويقول البائع: "قبل شهرين من موعد عيد الفطر من كل عام، أعمل على تخزين كمية من السمك تصل إلى 400 كيلو وحفظه ومن ثم تمليحه، ليكون جاهزًا مع حلول العيد لبيعه للناس"، مضيفًا أن حركة بيع "الفسيخ" تشهد إقبالاً واسعًا في هذا الوقت من كل عام.


ويشير خَلف إلى أن غالبية الغزّيين يُقبلون على شراء الفسيخ وتناوله في أول أيام عيد الفطر، لرغبتهم في تغيير أنواع الطعام التي تناولوها طيلة شهر رمضان، مبينًا أن الوجبة المالحة تحفظ توازن المعدة بعد جُل الوجبات التي أفطر عليها صائمو رمضان.

ويمثل بيع الفسيخ مصدر رزق للبائع خلف وعائلته المكونة من 10 أفراد، كما هو الحال مع خليل المبيض (20 عامًا)، الذي ينشط مع أواخر شهر رمضان في بيع السمك المملح، آملًا في توفير بعض تكاليف دراسته لتخصص الهندسة في سنته الثالثة.

ويوضح المبيض لـ"العربي الجديد"، أن الفسيخ يمثل وجبة خاصة للغزّيين في أول أيام عيد الفطر، لذلك يعمل على بيعه مع نهاية الشهر الفضيل، كما تشهد الأسواق الغزّية نشاطًا ملحوظا على حركة بيع سمك "الفسيخ"، كما هي حركة بيع الملابس وحاجيات العيد.


الإقبال ينشط على الأسماك المملحة قبل العيد (عبد الحكيم أبو رياش)
 



وتتفاوت أسعار الفسيخ حسب أنواع السمك، ويبيّن المبيض أن سعر كيلو الفسيخ من سمك الجرع يصل إلى 20 شيكلاً (الدولار يعادل 3.8 شيكلات)، وسمك "الفسيخ" المجهز من الدنيس نحو 15 شيكلاً، فيما يصل سعر السمك المُملح من نوع البوري إلى 30 شيكلا.

ويشير المواطن أبو خالد حمد (66 عاماً) لـ"العربي الجديد" إلى أن تناول "الفسيخ" في صباح العيد، أصبح عادة متبعة لدى الفلسطينيين منذ العصور القديمة.

من المأكولات المفضلة في عيد الفطر (عبد الحكيم أبو رياش)
 

وتقول فاطمة أبو رمضان (70 عاماً) إن تناول الفسيخ في العيد، من مبادئ عائلتها الأساسية، كونهم من سكان مدينة المجدل المهجرة، والتي يتبع غالبية سكانها نفس العادة، مضيفةً أنها تقدم صبيحة العيد وجبة "الفسيخ" لأولادها السبعة، مع صلصة البندورة الخاصة.

وتوضح أبو رمضان لـ"العربي الجديد" أن 2 كيلو من "الفسيخ" كمية كافية لعائلتها، إذ تتفاوت الكميات التي يتناولها أفرادها حسب ميولهم نحو السمك المُملح، مشيرةً إلى أن أحد أبنائها قد يتناول كيلوغراماً من "الفسيخ"، وآخر قد يكتفي ببعض من اللقيمات.

دلالات

المساهمون