أطفال مركز كلينت الحدودي عرضة لمشاكل نفسية

أطفال مركز كلينت الحدودي عرضة لمشاكل نفسية

01 يوليو 2019
لا لتعذيب الأطفال (ماريو تاما/ Getty)
+ الخط -

ما شاهده محامون في مركز كلينت على الحدود مع المكسيك، في ولاية تكساس الأميركية، بدا صادماً، بحسب موقع "واشنطن بوست". أطفال مهاجرون غطى المخاط وجوههم. فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً تعتني بطفلة لا تتجاوز العامين. ما من حفاضات لأطفال ينامون على أرض باردة. مثل كثيرين، يشعر علماء النفس بالرعب حين يشاهدون هذه القصص المتعلقة بسوء معاملة الأطفال. لكن علماء النفس يعلمون أيضاً أنه بعد انتهاء الأزمة، ستبقى هذه التجارب في أذهان الضحايا لسنوات.

وتشير الأبحاث إلى أن سوء معاملة الأطفال على الحدود، يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، بدءاً من الأمراض العقلية والجسدية وصولاً إلى الوفاة المبكرة. ودرس علماء النفس أحوال الأطفال الذين كانت لديهم تجارب قاسية في الماضي، ومدى قدرتهم على التأقلم، بما في ذلك الإساءة الجسدية والعاطفية والإهمال والانفصال عن مقدمي الرعاية. وربطت كل هذه التجارب بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق في وقت لاحق من الحياة. إحدى الدراسات التي تابعت نحو 2200 شخص منذ الولادة وحتى عمر 18 عاماً في بريطانيا، وجدت أن الأطفال الذين تعرضوا لصدمة في حياتهم كانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بأمراض نفسية، بالمقارنة مع أولئك الذين لم يتعرضوا لصدمات.

ويزداد احتمال حدوث مشاكل في الصحة العقلية مع تزايد عدد التجارب الضارّة. في استطلاع أعدّته جامعة "هارفارد" على المستوى الوطني وشمل أكثر من ستة آلاف مراهق أميركي، سُئل المراهقون ما إذا كانوا قد تعرضوا للإيذاء البدني أو الجنسي أو العاطفي أو الانفصال عن مقدمي الرعاية أو ضغوط أخرى. ومثل الدراسة البريطانية، تبيّن أن المراهقين الذين عانوا من الشدائد كانوا أكثر عرضة للاضطراب العقلي بنحو الضعف، بالمقارنة مع آخرين لم يواجهوا صدمات.

ما يجري على الحدود يعادل بالتأكيد الصدمات التي شملتها الدراسات. بل إن هذه الأحداث تأتي على قمة درجة الشدائد وقد عانى منها هؤلاء الأطفال بالفعل. كثيرون يفرّون من العنف والفقر المزمن، ويواجهون خطر الموت أثناء رحلتهم إلى الولايات المتحدة.




ووجدت العديد من الدراسات رابطاً بين صدمات الطفولة والأسباب الرئيسية للوفاة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري. إحدى الدراسات التي نشرت مؤخراً سألت أكثر من ستة آلاف من البالغين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و74 عاماً، عما إذا كانوا قد عانوا من سوء المعاملة العاطفية أو الجسدية في مرحلة الطفولة. ثم تم تعقب هؤلاء الناس لمدة عقدين. أولئك الذين عانوا بسبب سوء المعاملة كانوا أكثر عرضة للموت خلال تلك الفترة. لا يفهم العلماء تماماً العوامل التي تسهم في حدوث هذه الوفيات المبكرة. لكن إحدى النظريات هي أن الشخص يكبر بسرعة أكبر.