كورونا يتجاوز حدود الصين إلى كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا

فيروس كورونا يتجاوز الصين... بؤر إصابة في كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا

22 فبراير 2020
+ الخط -
أبلغت كوريا الجنوبية اليوم السبت، عن قفزة بستة أضعاف في الإصابات بفيروس كورونا المستجد خلال أربعة أيام إلى 433، معظمها مرتبط بكنيسة ومستشفى في دايجو، وهي رابع أكبر مدينة في البلاد وما حولها، وأُغلقَت مدارس، وأُبلغ المصلون وغيرهم بتجنب التجمعات.
وبينما ظل إقليم هوبي ومدينة ووهان في الصين، المركز الأساسي لمواجهة تفشي الفيروس منذ ظهوره، تنضم دايجو كمركز لتكثيف جهود المكافحة العالمية، إذ إنّ من بين الحالات الجديدة البالغ عددها 142 حالة في كوريا الجنوبية، 131 حالة من دايجو والمناطق القريبة منها.
وجرى ربط الإصابات الأولية بالصين، لكن الحالات الجديدة لا تظهر صلة واضحة بالسفر إلى هناك، وهناك قلق من أن عدد القتلى، الذي يبلغ حاليا اثنين، قد يرتفع، إذ إن 17 من المصابين في حالة حرجة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم السبت، إن المنظمة قلقة من عدد الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا دون صلة واضحة بالمرض على الرغم من أن العدد الكلي للإصابات خارج الصين لا يزال صغير نسبيا. 
وأضاف على "تويتر" أن "الحالات التي لا توجد لها صلة واضحة بالمرض تشمل أشخاصا لم يسبق لهم السفر إلى الصين، أو مخالطة أي حالة إصابة مؤكدة بالفيروس". وقال "أكبر مخاوفنا لا يزال احتمال انتشار فيروس كوفيد-19 في بلدان ذات أنظمة صحية هشة. نشرنا أيضا خطة استراتيجية للتأهب، وطلبنا 675 مليون دولار لدعم البلدان، خاصة الأكثر تهديدا".
وكشفت التقارير أن المرض ما زال بسيطا لدى 80 في المائة من المصابين، وخطيرا أو حرجا لدى البقية، ويكون الفيروس قاتلا في اثنين في المائة من الحالات.

وقال نائب وزير الصحة في كوريا الجنوبية، كيم جانغ ليب، السبت، إن "تفشي المرض قد دخل في مرحلة جديدة خطيرة"، لكنه ما زال يعرب عن تفاؤله الحذر في إمكانية احتوائه على المنطقة المحيطة بدايجو، حيث أُبلغ عن الحالة الأولى يوم الثلاثاء.
بحلول صباح السبت، أحصت المدينة التي يقطنها 2.5 مليون نسمة والمناطق المجاورة 283 حالة، من ضمنها أول قتيلين في كوريا الجنوبية في مستشفى تشونغدو. أعلنت الحكومة المركزية المنطقة "منطقة إدارة خاصة"، ووجهت الدعم لتخفيف النقص في أسرة المستشفيات والعاملين الطبيين والمعدات.
وقال كيم خلال مؤتمر صحافي: "على الرغم من أننا بدأنا نرى بعض الحالات الأخرى على مستوى البلاد، إلا أن الإصابات ما زالت متقطعة خارج منطقة الإدارة الخاصة في دايجو ومقاطعة جيونغسانغ الشمالية"، ودعا إلى الحفاظ على ضوابط حدودية قوية لمنع الإصابات من الصين وغيرها من دخول كوريا الجنوبية.



وأُبلغ عن 20 حالة جديدة في البلاد يوم الأربعاء، و53 يوم الخميس، و100 يوم الجمعة، وجرى ربط نحو 170 من هؤلاء مباشرةً بكنيسة في دايجو، حيث حضرت امرأة في الستينيات من العمر قداسين قبل أن تظهر الفحوص إصابتها بالفيروس.
ويحقق المسؤولون أيضاً في وجود صلة محتملة بين أتباع الكنائس والزيادة الحادة في العدوى في مستشفى تشونغدو، حيث أصيب 111 شخصاً حتى الآن، معظمهم مرضى في جناح الأمراض العقلية.



وقال كيم إن مسؤولي الصحة كانوا يفحصون نحو 9300 من أتباع الكنيسة الذين كانوا في حجر صحي بمنازلهم، وإن نحو 540 منهم أظهروا سعالاً وأعراضاً أخرى، وإن مرضى الفيروس في مستشفى تشيونغدو نُقلوا إلى مرافق أخرى، لكن 17 منهم في حالة حرجة.
وأُغلِقَت جميع المواقع الـ74 التي تديرها كنيسة شينتشيونجي، وأُخبر المصلون بمشاهدة القداس عبر الإنترنت.
ويقول مسؤولو الصحة إن المرأة الأولى التي ثبتت إصابتها كانت على اتصال مع نحو 1160 شخصاً، سواء في الكنيسة أو في مطعم أو مستشفى حيث عولجت من إصابات في حادث سيارة. لكن المسؤولين يقولون إنّ من غير المرجح أن تكون المرأة قد أطلقت سلسلة من العدوى، وإنها ربما كانت مجرد أول شخص يُكتشَف في منطقة ينتشر فيها الفيروس بين السكان.

مدينة خاوية

كانت شوارع مدينة دايجو، التي عادة ما تكون مزدحمة، مهجورة تقريباً حيث كان الأشخاص الذين يرتدون أقنعة الوجه يصطفون في عيادات تسعى للفحص. تشكلت حشود في محلات السوبر ماركت حيث كانت رفوف الطعام شبه خالية.
ومن المقرر أن تبدأ ثمانمائة مدرسة في المنطقة عاماً دراسياً جديداً في الثاني من مارس/آذار، وكلها أخرت الموعد لمدة أسبوع. وقال هوى مي يون، أحد سكان دايجو: "الذعر يعمّ المكان. الناس خائفون من أي موقف قد يلتقون فيه بشخص آخر".
وبدت مظاهر القلق واضحة في أجزاء أخرى من البلاد. في العاصمة سول، دفع الخوف من الفيروس الكثيرين إلى تجنب المتاجر والمطاعم، وبدلاً من ذلك، تناولوا الطعام في المنزل وطلبوا الضروريات عبر الإنترنت. كانت الحافلات ومترو الأنفاق مليئة بالركاب الذين يرتدون الأقنعة، وتم حظر التجمعات في وسط مدينة سول، لكن المئات استمروا في احتجاجات مناهضة للحكومة يوم السبت.



وظهرت الحالات الثلاث الأولى في الجيش البالغ قوامه 600 ألف جندي في قواعد منفصلة يوم الجمعة، ما زاد من المخاوف، وثبتت إصابة بحار في جزيرة جيجو، وضابط بالجيش في مقاطعة شمال تشانغتشيونغ بالفيروس، وقال مسؤولون إن كليهما قام بزيارات حديثة لدايجو.
وقالت وزارة الدفاع إنه أُبلِغ عن إصابة ثالثة في ضابط بالقوات الجوية مقره في دايجو، لكنه سافر أخيراً إلى مقر عسكري في وسط كوريا الجنوبية، ما أدى إلى فرض حجر صحي على 80 جندياً هناك. وفرضت حامية تابعة للجيش الأميركي في دايجو قيوداً على الدخول وفرضت حجراً صحياً ذاتياً على القوات الأميركية.

الصين

وذكرت الصين اليوم السبت، أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد اليومية الجديدة انخفض كثيراً إلى 397، مع وفاة 109 أشخاص آخرين، معظمهم في مقاطعة هوبى مركز تفشي الفيروس.
وترفع الأرقام الجديدة العدد الإجمالي للحالات في البر الرئيسي للصين إلى 76288، فضلاً عن 2345 حالة وفاة، مع استمرار إجراءات الحجر الصحي الصارمة وحظر السفر في احتواء المرض الذي ظهر في الصين في ديسمبر/كانون الأول، وانتشر في جميع أنحاء العالم. 

إيران وإيطاليا

وفي إيران، حيث وقعت خمس وفيات، ذكر التلفزيون الإيراني اليوم السبت، أن رئيس بلدية المنطقة 13 في العاصمة طهران، مرتضى رحمان زادة، نُقل إلى المستشفى مصاباً بأعراض فيروس كورونا أمس الجمعة، وسبق اكتشاف 28 حالة إصابة بفيروس كورونا في إيران، من بينهم سبعة في مدينة قم، وأربعة من طهران، وشخصان آخران من مدينة جيلان شمالي البلاد.

وفي شمال إيطاليا، قالت السلطات الصحية إن أول من أصيب بالمرض التقى بشخص عاد من الصين في 21 يناير/كانون الثاني، من دون أن يعاني أياً من أعراض الفيروس الجديد.
وأعلنت وكالات الأنباء الإيطالية وفاة ثانية من جراء فيروس كورونا المستجدّ، فضلا عن حوالى 30 مصاباً حتى الآن، بينهم أكثر من 25 في لومبارديا (منطقة ميلانو). والضحية الثانية التي كانت في المستشفى منذ حوالى عشرة أيام، تُوفيت بسبب الالتهاب الرئوي الفيروسي، وهي إيطالية تقطن في لومبارديا (شمال)، حيث تمّ عزل حوالى عشر مدن بشكل كامل منذ الجمعة. وأُعلن خلال الليل عن أول حالة وفاة في إيطاليا وهو رجل يبلغ 78 سنة.

اليابان

في اليابان، ثبتت إصابة مدرس بمدرسة إعدادية في الستينيات من العمر بالفيروس، ما أثار القلق على صحة المعلمين والطلاب الآخرين في ماكوهاري في محافظة تشيبا جنوب شرق طوكيو. وقال عمدة تشيبا، إن المدرسة مغلقة، وسيُختبَر جميع المعلمين، مع مراقبة الطلاب.
وقالت السلطات الإيطالية إن رجلاً يبلغ من العمر 78 سنة توفي متأثراً بالمرض، وإن عدد الأشخاص المصابين قد تضاعف أربع مرات بسبب مجموعة من الحالات الناشئة في شمال البلاد، ليصل العدد الإجمالي إلى 19 حالة يوم الجمعة.
في الولايات المتحدة، ثبت أن 35 شخصاً أصيبوا بالفيروس، من بينهم 18 شخصاً عادوا إلى بلادهم من سفينة سياحية تخضع لحجر صحي في اليابان، وحالة واحدة أُبلغ عنها يوم الجمعة في كاليفورنيا.

روسيا

وقال رئيس بلدية موسكو، يوم الجمعة، إن العاصمة الروسية بدأت باستخدام تكنولوجيا التعرف إلى الأشخاص من خلال وجوههم لضمان عدم مخالفة أوامر صدرت لهم بعدم مغادرة منازلهم أو فنادقهم بموجب إجراءات الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا.
ومنعت روسيا مؤقتاً الصينيين من دخول البلاد للحد من انتشار الفيروس، ولكنها رحبت بالروس العائدين بشرط أن يبقوا أسبوعين في منازلهم، حتى وإن لم يظهر عليهم أي أعراض.
وقال سيرجي سوبيانين، رئيس بلدية موسكو، إن أوامر صدرت لنحو 2500 شخص وصلوا إلى المدينة قادمين من الصين بالذهاب إلى الحجر الصحي. السلطات بدأت تستخدم تكنولوجيا التعرف إلى الوجه في المدينة لضبط المخالفين منهم.

بريطانيا

ويعود نحو 35 راكباً بريطانياً إلى بلادهم اليوم السبت، بعد أن ظلوا أكثر من أسبوعين عالقين في سفينة رحلات فُرض عليها حجر صحي في ميناء ياباني بسبب تفشي فيروس كورونا، وستهبط الطائرة التي تقلّ هؤلاء الركاب في مطار تابع لوزارة الدفاع في جنوب غرب إنكلترا، وسيُنقَلون مباشرة إلى مرافق خاضعة للحجر الصحي.
وكانت السفينة دايموند برنسيس تقلّ 3700 راكب، من بينهم 78 بريطانياً، عندما فُرض عليهم حجر صحي في يوكوهاما في الخامس من فبراير/شباط، بعد أن ثبتت إصابة رجل نزل في هونغ كونغ بفيروس كورونا. وأصيب أكثر من 620 راكباً على ظهر السفينة بالفيروس، وكان أكبرعدد يصاب بالفيروس خارج البر الرئيسي للصين.
وأُجليَ بعض الركاب البريطانيين بالفعل خلال الأسبوع الماضي على متن طائرات إلى هونغ كونغ حسبما قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي). وعولج آخرون في مرافق صحية باليابان. وأصيب ما لا يقلّ عن أربعة بريطانيين بالفيروس على ظهر السفينة، لكن الاختبارات أظهرت عدم إصابة الأشخاص الذين يصلون اليوم السبت بالفيروس.


(أسوشييتد برس، رويترز)

ذات صلة

الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة
أطفال فلسطينيون جرحى في غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يمثّل غياب اللقاحات الدورية عن محافظَتي غزة وشمال غزة خطراً إضافياً يهدّد حياة الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 98 يوماً.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.
الصورة
نازحون فلسطينيون في مخيم أونروا في خان يونس في غزة (مصطفى حسونة/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّها تشعر بقلق بالغ إزاء انتشار الأمراض في قطاع غزة، وذلك في اليوم الثاني والأربعين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع وأهله.

المساهمون