الهاتف ممنوع أثناء القيادة

الهاتف ممنوع أثناء القيادة

13 مايو 2015
استخدام الهاتف يزيد من نسبة وقوع حوادث (العربي الجديد)
+ الخط -
أكثرُ من 1300 مخالفة يرصُدها نظام المرور في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، يومياً، لسائقين يستخدمون الهواتف النقالة أثناء القيادة. ويتجاوز إجمالي المخالفات الـ 15 ألفاً يومياً في مختلف المناطق السعودية. ومنذُ مطلع شهر مايو/أيار الجاري، بات استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة مخالفة مرورية من الدرجة الأولى، ولم يعد هناك أي مجال للتحايل، وتحديداً بعد بدء تطبيق نظام "باشر" الذي يرصد المخالفات المروية. وبعدَ دقائق، تصل السائق رسالة نصيّة على هاتفه الخلوية، ليعلم بالمخالفة التي ارتكبها.

في السياق، يؤكّد مدير الإدارة العامة للمرور عبد الرحمن بن عبد الله المقبل، أن استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة يعد أحد أسباب الحوادث المرورية. يضيف: "أثبتت الدراسات أن أولئك الذين يستخدمون الهاتف النقال أثناء القيادة معرضون لحوادث مرورية بنسبة أربع مرات أكثر من أولئك الذين لا يستخدمونه". يتابع أن "عقوبة التقاط صورة سيلفي أثناء القيادة، بهدف نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تختلف عن عقوبة استخدام الهاتف بشكل عام، وهي غرامة مالية تصل إلى 300 ريال (نحو 90 دولاراً أميركياً)".

وبحسب بعض الإحصائيات المرورية، تقدّر نسبة الحوادث الناتجة من استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة بـ 78 في المائة من الحوادث بشكل عام. ويؤكّد متخصّصون أن استخدام الهاتف للتحدث أو المراسلة أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها يزيد المخاطر بنسبة أربعة أضعاف.

في السياق، يوضح المتحدث باسم نظام المرور العميد علي الرشيدي أنه يصعب تحديد الأسباب الحقيقية وراء الحوادث، سواء كانت السرعة أو استخدام الهواتف النقالة، أو وجود مشاكل في السيارات، أو غير ذلك، بسبب عدم اعتراف السائقين بالخطأ. في الوقت نفسه، يشير إلى وجود مؤشرات "تربط بين ارتفاع نسبة الحوادث واستخدام الهاتف النقال سواء للحديث أو تبادل الرسائل عبر برامج خاصة أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي". يضيف أن "استخدام الهاتف أثناء القيادة يؤدي إلى فقدان السائق تركيزه. فلا يراقب الطريق جيداً بسبب تركيزه على الهاتف النقال. بالتالي لا ينتبه إلى جميع السيارات المارة أمامه أو الناس".

وبحسب الرشيدي، فقد زادت نسبة الحوادث بسبب استخدام الهواتف النقالة. وأطلق نظام المرور حملات تفتيش مكثفة في فترات متفاوتة، ركزت على رصد أربع مخالفات، من بينها استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة. وأسفرَت إحدى الحملات عن تسجيل أكثر من 95 ألف مخالفة خلال أسبوعين فقط. في المقابل، يرى مراقبون أنه يجب مضاعفة قيمة الغرامة المالية لتكون رادعاً للسائقين.

وفي الآونة الأخيرة، انتشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب صور نفسه وهو يقود سيارته بسرعة كبيرة، ما أدى إلى تعرضه لحادث ووفاته. وخلال الشهر الماضي، سجل أكثر من حادث من هذا النوع في السعودية. في السياق، يؤكد المتخصص في السلامة العامة نادر الراشد أن زيادة استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة تحولت إلى ظاهرة سلبية، قد تؤدي إلى وقوع المزيد من الحوادث ليس في السعودية فحسب، بل في العالم. ويقول لـ "العربي الجديد": "نحتاج إلى زيادة التوعية حول عدم استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، حتى ولو كان الهدف منه للتحدث فقط، وليس تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو المراسلة". ويلفت إلى أن هذه الأمور تزيد من وقوع حوادث خطيرة بنسبة 90 في المائة.

ويشدد الراشد على أهمية زيادة حملات التوعية، للحد من نسبة الحوادث التي تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان. وفي محاولة للحدّ من هذه الظاهرة، أطلق نظام المرور نظام "باشر" الإلكتروني، بهدف رصد المخالفات المرورية وتسجيل حوادث السير والتعرف إلى السيارات. هذا النظام يسمح لشرطة المرور باستخدام أجهزة إلكترونية يدوية ترتبط مباشرة بمركز المعلومات الوطني، بهدف إصدار المخالفات وتبليغ مالك السيارة بها خلال دقائق، عن طريق رسالة نصية قصيرة تصله على هاتفه الخلوي. ولجأت الشرطة السعودية إلى هذا النظام من أجل تسريع إجراءات المرور وفق أنظمة تقنية حديثة. ربما يحتاج الأمر إلى بعض الوقت قبل أن يعتاد المواطنون على نسيان هواتفهم أثناء القيادة.

إقرأ أيضاً: حوادث السير بلبنان: القيادة والهاتف المحمول.. "دونت ميكس"