الأمن البيئي هو الأساس

الأمن البيئي هو الأساس

14 نوفمبر 2015
المطلوب استخدام التقنيات النظيفة (فرانس برس)
+ الخط -
نملأ الدنيا ضجيجاً حول الأمن المائي، والأمن الغذائي، وننسى أنّ أصلهما هو الأمن البيئي، والذي يعني توفير عناصر الصحة للبيئة والإنسان. كما يشمل توفير الخدمات، ورضا المجتمع، ما يعني أنّ رعاية البيئة هي من أجل استتباب الأمن واستدامة التنمية.

تقول وثائق الأمم المتحدة (1994) إنّ "من الصعب المحافظة على الأمن الدولي من دون تحقيق الأمن البيئي". أما في السودان فنردد أنه "من المستحيل المحافظة على الأمن العام والأمن القومي من دون تحقيق الأمن البيئي".

ويؤكد الخبير البيئي عيسى محمد عبداللطيف أنّ "الصراع على الموارد، التي ظلت تشحّ عاماً بعد عام، يشكل العامل الرئيس في الغالبية العظمى من الحروب الداخلية والنزاعات الإقليمية والفلتانات الأمنية التي حدثت في السودان منذ عام 1954".

نسبة كبيرة من السودانيين تتكدس في مدن العاصمة الثلاث، ما يفاقم من مشكلات بيئة الخرطوم الكبرى، ويزيح الستار عن قضايا بيئة الريف السوداني. والأسباب دائماً هي التعاطي مع قضايا الأمن البيئي بلا دراية كافية. فبعد أن رُفع شعار "السودان سلة غذاء العالم"، أعمل السياسيون أياديهم فساداً وإفساداً، فبيعت وخصصت ملايين الأفدنة لصالح الزراعة الآلية على حساب المراعي.

حتى منتصف الثمانينيات، لم يظهر تهديد الأمن الغذائي على حقيقته إلا بعد ما اصطلح على تسميته بالمجاعة. فظهرت أكبر موجة نزوح في السودان لا علاقة لها بالحروب. وتم تطويق العاصمة والمدن الكبيرة بأحزمة الفقر والسكن العشوائي بـ"نزوح بيئي".

شيئاً فشيئاً بدأت الأصوات تعلو عن تدهور الأمن البيئي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وقد تجلى في ظواهر عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وانعدام الأمن والأمان، والفقر والضغوط الاجتماعية والنفسية. وكلّ هذا بسبب سوء التخطيط وترتيب الأولويات، وغياب الإجراءات الوقائية، وسوء إدارة الموارد.

يؤكد عبد اللطيف أنّ أهم تدابير تحقيق الأمن البيئي يكمن في تمكين المؤسسات والسلطات البيئية من أداء دورها المرسوم. وإعطاء أولوية قصوى للتوعية والتثقيف لكافة عناصر المجتمع، من المواطن البسيط حتى متخذ القرار من السياسيين والمخططين. وتوظيف كل وسائل الإعلام والتعليم لهذا الغرض، للخروج من ظلمات عدم الإدراك إلى آفاق الفعل الإيجابي تجاه البيئة. كذلك، الإدارة المتكاملة لموارد مياه الشرب النقية، وتبني أسس التخطيط العمراني والبناء المستدام والعمارة الخضراء، والاهتمام بالطاقات المتجددة، واستخدام التقنيات النظيفة، والنظم الحديثة في الأنشطة الزراعية، وتطوير الصناعة النفطية.

*متخصص في شؤون البيئة

إقرأ أيضاً: البيئة هبة تقتضي التبجيل

المساهمون