مهجرو حي الوعر... معاناة لا تنتهي في مخيمات النزوح

مهجرو حي الوعر... معاناة لا تنتهي في مخيمات النزوح

06 مايو 2017
الخيم تغمرها مياه الأمطار (تويتر)
+ الخط -


ملأت مياه الأمطار مخيم زوغرة في منطقة جرابلس قرب الحدود السورية التركية، وأحالت أرض المخيم إلى مستنقع طيني، غامرة معظم الخيام لتزيد من معاناة المهجرين المقيمين في المخيم.

"لسنا مرتاحين إن شرقت الشمس أو أمطرت السماء"، هكذا بدأ يحيى حميدة، حديثه مع "العربي الجديد"، الذي وصل إلى المخيم ضمن الدفعة الرابعة مع زوجته وأولاده الثلاثة.


وتابع يحيى "عندما كانت الشمس مشرقة كان الهواء جافا والحرارة مرتفعة، والأرض مليئة بالعقارب والحشرات السامة، وأصيب طفل بلدغة عقرب ومن حسن حظه أنه نجا من الموت"، مضيفا "اليوم أمطرت وأصبح المخيم مستنقعا، لا نستطيع الحركة أو الجلوس في الخيام التي طافت بالمياه".

وفقد يحيى ابنه البالغ من العمر 13 عاما في حي الوعر، نتيجة إصابته بقصف طيران النظام السوري على الحي، ويخاف اليوم أن يفقد أحد أبنائه في المخيم بلدغة عقرب أو مرض مفاجئ بسبب الوضع الصحي المتردي للمخيم.

ويشغّل القيّمون على المخيم الكهرباء مدة ثلاث ساعات يوميا، ما دفع بالمهجّرين إلى شراء مولدات للكهرباء من أجل تأمين قدر أكبر من الكهرباء، في حين تتوفر مياه الشرب عبر صهاريج تنقل المياه إلى الخيام وتملأ الأوعية البلاستيكية في كل خيمة.



لا يحاول يحيى أن يتأقلم مع حياته الجديدة إنما يسعى للتغلب عليها، إذ ينوي بناء بيت إسمنتي وسط المخيم بدل الخيمة مستفيدا من الأموال التي بقيت بحوزته، كما يرغب بفتح محل لبيع الفول والحمص، وهي المهنة التي كان يحترفها قبل اندلاع الثورة في مارس/ آذار عام 2011.

وقال يحيى: "الآن يتم بناء سوق شعبي للمخيم، وهو سوق يتضمن مستلزمات الخيام وغيرها من الحاجيات، وهناك عائلات تبني غرفا من الإسمنت تقيهم من حرارة الشمس في الصيف، ومن خطورة دخول الأفاعي أو العقارب على الخيم".



وأوضح صالح غسان، لـ"العربي الجديد" أن "الناس هنا لم تعد تحتمل العيش في الخيام، وبدأنا ببناء منازل إسمنتية للاحتماء من المطر والأفاعي والعقارب، تركنا كل شيء نملكه خلفنا فلا نريد الموت هنا، المنظمات تعيننا قليلا لكننا نحاول التغلب على الصعوبات".

وفضّل صالح الخروج إلى جرابلس على البقاء تحت رحمة النظام السوري في حي الوعر وفق قوله، مؤكدا أن المعاناة في المخيّم بين الأفاعي والعقارب، لا تعني شيئا مقابل المعاناة التي أحدثها النظام عبر الحصار.



ووصلت الدفعة الثامنة من مهجري حي الوعر ظهر أمس الجمعة إلى مخيم زوغرة، الذي يقع على بعد 25 كلم غرب مدينة جرابلس، بعد ساعات من الانتظار على طريق حمص حماة. ويأتي التهجير تطبيقا لاتفاق بين المعارضة السورية والنظام السوري برعاية روسية.



المساهمون