إقصاء الفلسفة من البكالوريا يثير جدلاً في المغرب

إقصاء الفلسفة من البكالوريا يثير جدلاً في المغرب

28 فبراير 2018
تلاميذ المغرب ضحايا سجال الفلسفة (عبد الحق سنة/فرانس برس)
+ الخط -

ما زال السجال قائماً في المغرب حول قرار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، القاضي بإقصاء تدريس مادة الفلسفة في كل سنوات مستوى البكالوريا (المرحلة الثانوية)، وتعويضها بمادة التربية الإسلامية، رغم تصريحات وزير التربية بأن الإلغاء لن يحصل.


ووصفت جمعية "اتحاد أصدقاء الفلسفة"، التي تضم أساتذة ومحبي هذا التخصص المعرفي والتعليمي، التوجه نحو إلغاء مادة الفلسفة في البكالوريا، بأنه "عنوان على إفلاس مسلسل الإصلاح، وضعف المدرسة المغربية"، معتبرة أن القرار هو "استخفاف بالعلوم الإنسانية عامة".

ودعت الجمعية إلى "العمل بآليات الفلسفة وأدواتها وقيمها في مختلف المواد والمعارف الأخرى، وهو ما يتطلب تكويناً خاصاً، للتحرر من الرداءة التي تجني المنظومة التعليمية ثمارها عند كل إعلان عن تقارير وطنية ودولية بشأن واقع الحال".

من جهتها، لفتت الجمعية الوطنية "بوابات الفلسفة والثقافات" إلى أن "إقصاء مادة الفلسفة من البكالوريا سيؤثر على ناشئة المغرب، خصوصاً في المسالك المهنية، والذين سيتم إقصاؤهم من حقهم في الوعي بمواطنتهم، ما سيكون له أثر على الأدوار المنوطة بهم وطنياً في المستقبل".

واعتبرت الجمعية القرار "يؤدي إلى ضرب عمق الاختيارات الإستراتيجية الكبرى للمغرب، والتي غايتها خلق مواطن يقظ"، داعياً الفعاليات المدنية والجمعيات المهنية، وعلى رأسها جمعيات المدرسين، والأحزاب السياسية، والنقابات، للانخراط في "الدفاع عن مغرب حداثي ديمقراطي إنساني".

وأوضح الخبير التربوي محمد الصدوقي، لـ"العربي الجديد"، "تعميم مادة التربية الإسلامية تدريساً وتقويماً في معظم شعب البكالوريا، في حين تحضر الفلسفة تدريساً في الجذع المهني المشترك، وتغيب في الامتحان الموحد. وفي شعب البكالوريا المهنية تظهر التربية الإسلامية في الامتحان الوطني الموحد وتغيب الفلسفة".

وأورد المتحدث أن مسألة تعميم مادة التربية الإسلامية وعدم تعميم الفلسفة، "يعكس توجهاً بيداغوجياً (سياقاً تربوياً) يعطي القيمة بالدرجة الأولى لمادة التربية الإسلامية، ويقلل من مكانة الفلسفة، بسبب خلفيات إيديولوجية وسياسية" وفق تعبيره.

وتابع أنه "عند مقارنة الهندسة البيداغوجية السابقة للبكالوريا بالقرار الوزاري الأخير، لا يتعلق الأمر بتعويض أو حذف، بل تكريس لمكانة مادة التربية الإسلامية في بعدها القيمي والعقائدي والإيديولوجي، وتغييب مادة الفلسفة كمادة تربي على الوعي بأنواعه وبناء الفكر العقلاني النقدي".

المساهمون