مطالب بتقييد حيازة الأسلحة بالولايات المتحدة بعد مجزرة فلوريدا

مطالب بتقييد حيازة الأسلحة بالولايات المتحدة بعد مجزرة فلوريدا

19 فبراير 2018
خلفت حوادث إطلاق النار عشرات القتلى (Getty)
+ الخط -

أثار حادث إطلاق النار في المدرسة الثانوية في فلوريدا، الذي أسفر عن مقتل 17 طالباً ومعلماً في مدرسة باركلاند، موجة احتجاجات شعبية قادتها حركة طلابية جديدة تدعو إلى فرض قيود مشددة على بيع الأسلحة الفردية في الولايات المتحدة، كما أثار الحادث انتقادات لما اعتبره الكثيرون، ومنهم الرئيس دونالد ترامب، فشلاً كبيراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي بمنع وقوع الحادث رغم سوابق منفذ المجزرة نيكولاس كروز، في إعلان نيته القيام بعملية إطلاق نار في مدرسة.

ويوجد في سوق السلاح الأميركي عشرة ملايين بندقية من طراز AR 15، وبإمكان أي مواطن أميركي يتجاوز عمره الثامنة عشرة شراء هذا النوع من البنادق الحربية الرشاشة المعروفة بفاعليتها وقدرتها على قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أقل وقت ممكن، ويمكن اقتناء هذا السلاح من أي من محال بيع الأسلحة المنتشرة في معظم الولايات والمدن الأميركية حيث يعيش سوق السلاح ازدهارا دائما.

وتشير التقديرات إلى أن عدد قطع السلاح في ترسانة الأسلحة الفردية، التي يتم تداولها بشكل قانوني في سوق السلاح الأميركي يتجاوز 300 مليون، بمعدل قطعة سلاح لكل أميركي، هذا بالإضافة إلى ملايين أخرى من قطع السلاح الفردي في السوق السوداء والتي يتم تداولها بشكل غير قانوني، وبعيدا عن عيون الشرطة الأميركية.

وتنص المادة الثانية من الدستور الأميركي على حق المواطن بحيازة الأسلحة الفردية عند بلوغه السن القانونية. ويقدس اليمين الأميركي المحافظ وشركات السلاح الكبرى الحق في اقتناء الأسلحة دون فرض أي شروط أو قيود على بيعها، فالمحافظون ينظرون إلى المسألة بمنظار أيديولوجي، ويعتبرون أن حق المواطن في اقتناء السلاح الفردي يدخل في صلب الهوية الثقافية والسياسية للولايات المتحدة.

فيما تحرص شركات السلاح على عدم المس بحرية شراء وبيع الأسلحة الفردية  التي تربح مليارات الدولارات جراء ازدهار سوق السلاح الفردي، مع تزايد المخاطر الأمنية التي يواجهها الأميركيون في حياتهم اليومية، من خطر تعرض الولايات المتحدة لعمليات إرهابية إلى انتشار عصابات الجريمة المنظمة وتفشي المخدرات، إلى ظاهرة "الذئاب المنفردة" وحوادث إطلاق النار الجماعية التي تفاقمت خلال الفترة الماضية، وبلغت ذروتها في مجزرة مدرسة باركلاند في فلوريدا.

وقد أظهرت مشاهد فيديو عن الحادثة  سجلتها هواتف طلاب الثانوية حجم الذعر الذي خلفته أصوات الرشقات النارية، التي كان يطلقها نيكولاس كروز من بندقيته الحربية AR15 على زملائه ومعلميه السابقين.

وبدا مشهد إخلاء رجال الشرطة للمدرسة، وخروج الطلاب رافعين أياديهم فوق رؤوسهم، وكأنه من بلد في العالم الثالث الغارق بحروبه الأهلية وليس من الولايات المتحدة. ويعزز هذا الانطباع مقولة أن رجال الشرطة الأميركية لم ينجحوا في منع منفذ المجزرة من الخروج متخفيا مع الطلاب، وإن كانوا قد نجحوا في اعتقاله لاحقا بعد تناوله وجبة غداء في مطعم بجوار المدرسة.

والأخطر من ذلك عدم قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بأي إجراء وقائي لمنع وقوع المجزرة رغم تبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي بما سبق ونشره نيكولاس كروز على مواقع التواصل الاجتماعي، عن عزمه تنفيذ عمليات قتل، من بينها تعليق على "إنستغرام" قال فيه إنه سيصبح محترف إطلاق النار في المدارس.

وقد أثار تنفيذ الشاب الأميركي المختل لجريمته ببندقية حربية يستخدم مثلها الجنود الأميركيون في معاركهم في أفغانستان والعراق مزيدا من الغضب، وأجج الحملة المطالبة بتشديد الإجراءات والقيود على شراء الأسلحة الفردية خصوصا أن مجرم لاس فيغاس ستيفن بادوك كان قد استخدم أيضا بندقية آي آر 15 في قتل 59 من جمهور الحفل الموسيقي.