جدل بشأن جدار لمنع مهاجري كاليه من التسلل لبريطانيا

جدل بشأن جدار لمنع مهاجري كاليه من التسلل لبريطانيا

12 سبتمبر 2016
أثار مشروع الجدار جدلا (ميلوس بيكانسكي/Getty)
+ الخط -

خلال أشهر، سيحمي جدار مداخل مرفأ كاليه في شمال فرنسا من المحاولات المتكررة للمهاجرين التسلل سرا إلى بريطانيا. مبادرة أثارت جدلا على ضفتي بحر المانش.

سيبنى هذا الجدار "المضاد للتسلل" الذي يبلغ طوله كيلومترا واحدا وارتفاعه أربعة أمتار على طرفي الطريق السريع المؤدي إلى مرفأ كاليه.

وسيشكل امتدادا للأسيجة التي وضعت منذ منتصف أغسطس/ آب 2015 لحماية موقع نفق المانش، ويبلغ طولها 39 كيلومترا وكذلك المرفأ والطريق المؤدي إليه (30 كلم).

وستثبت لوحات من الإسمنت المسلح في دعائم معدنية، مما سيسمح بتفكيكه إذا لم يعد هناك ضرورة له. وستزرع نباتات أمام الجانب الواقع على الطريق العام منه ويزوّد بكاميرات وبنظام إضاءة لمراقبة محاولات التسلل.

ويفترض أن تكلف هذه العملية التي ستمولها بريطانيا 2,7 مليون يورو.


ويعيش ما بين 6900 وتسعة آلاف لاجئ في المخيم الذي يسمى "الأدغال" في كاليه، وهو أكبر تجمع عشوائي في فرنسا. وبما أنه يقع بالقرب منه، يشهد الطريق المؤدي إلى المرفأ باستمرار عمليات اجتياح من قبل المهاجرين الذين يحاولون وقف الشاحنات للصعود عليها والانتقال سرا إلى المملكة المتحدة.

وقال رئيس مجلس إدارة مرفأ كاليه، جان مارك بويسيسو، إنّ "هذا الجدار سيمنع المهاجرين من غزو الطريق السريع كل ليلة".

 وأضاف "إنهم يضعون جذوع أشجار وأغصانا وقوارير غاز، لا يمكن مواصلة القبول بهذه الهجمات المتكررة".

وتؤكد شرطة كاليه أنّ "ضمان أمن المنصات عل جانبي المانش يجري وفق استراتيجية شاملة طويلة الأمد لخفض جاذبية المرفأ لمهربي المهاجرين".

لكن أعضاء المجلس المحلي يشكّكون في جدوى بناء الجدار. وقالت رئيسة بلدية كاليه، ناتاشا بوشار، إنّ بناء هذا الجدار "لم يعد ضروريا" بما أن الحكومة أكدت أنها تريد إغلاق "الأدغال" في "أسرع وقت ممكن".

من جهتهم، يعارض المتطوعون الذين يعملون في هذا المخيم المشروع. ويرى فيليب وانسون صاحب مدونة "باسور دوسبيتاليتيه" أنه "مشروع لا يفيد ومكلف" ويبعد "محاولات المرور لكيلومترين أو ثلاثة كيلومترات".

ويؤكد العضو في نقابة الشرطة، جيل ديبوف، أنّ الجدار سيسمح بتحرير "25 موظفا في الشرطة"، لكنه سيساهم في "نقل المشكلة إلى الطريق السريع آ-16" القريب.

في بريطانيا، أثار المشروع انتقادات عديدة. وقد وصفت النائبة المدافعة عن البيئة كارولاين لوكاس الجدار بأنه "خطير"، بينما طلبت منظمة "سيتيزنز" أن يتم إنفاق هذه الأموال على جلب قاصرين عالقين في كاليه ولديهم عائلات في بريطانيا.

يذكر أنه عند سقوط برلين، كان هناك 16 جدارا تحمي حدودا في العالم. اليوم هناك 65 جدارا أنجز بناؤها أو ما زال جاريا، كما تقول إليزابيث فاليه من جامعة كيبيك.

والأمثلة كثيرة في كل القارات من الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية إلى سياج الأسلاك الشائكة الذي يمتد أربعة آلاف كيلومتر، وأقامته الهند على طول حدودها مع بنغلادش، أو السد الرملي الهائل الذي يفصل بين المغرب والمناطق التي تسيطر عليها جبهة  (بوليساريو) في الصحراء الغربية.

ووعد المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب ببناء جدار طوله 1600 كيلومتر على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة إذا تم انتخابه.

(فرانس برس)

المساهمون