أميركيون يبحثون عن علاج أرخص خارج بلادهم

أميركيون يبحثون عن علاج أرخص خارج بلادهم

21 أكتوبر 2019
فيكتوريا ميريل خلال التجهيزات لسفرها (غييرمو آرياس/ فرانس برس)
+ الخط -

عندما قررت فيكتوريا ميريل أن تخضع لجراحة في المعدة على علاقة بخسارة الوزن، عثرت على خيارين: الأول أن تدفع 12 ألف دولار أميركي في الولايات المتحدة بالذات حيث تعيش، أو أن تجريها في المكسيك بالشروط والمواصفات نفسها مقابل 4 آلاف دولار. وهكذا جهزت حقيبة سفرها.

في حالات البدانة، لا تغطي بوليصة التأمين إلّا جراحة الأشخاص الذين لديهم بدانة مفرطة مترافقة مع داء السكري، وارتفاع ضغط الدم. وهو ما لم يكن يتوافق مع الحالة المرأة ذات الخمسين عاماً، التي يبلغ وزنها 95 كيلوغراماً، وتطمح لتخفيضه إلى 72.5 كيلوغراماً، بهدف عدم الوصول إلى تلك الأمراض أساساً. تقول ميريل، التي تقود باصاً مدرسياً في ريف أريزونا، وتنتقد بشدة النظام الصحي في الولايات المتحدة، باعتباره الأغلى في العالم: "من المحزن والمحبط أن أضطر للسفر إلى بلد آخر للعلاج".

بعد البحث في الخيارات، وفّرت المال اللازم، واتصلت بوكالة متخصصة لتنظيم رحلتها عبر الحدود إلى تيخوانا المكسيكية، حيث تحظى عمليات إنقاص الوزن وعلاج الأسنان بشعبية. ويسافر آخرون إلى المدينة المكسيكية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، بالإضافة إلى جراحات العظم، وعلاج الخصوبة، فضلاً عن شراء الأدوية. تعلق ميريل في حديث إلى وكالة فرانس برس: "تمنيت لو كان بإمكاني القيام بذلك في الولايات المتحدة، لكن لا يمكنني دفع هذا المبلغ الكبير، وفي الوقت نفسه أريد أن أكون في صحة كاملة".




يقدر عدد السائحين الطبيين بنحو 20 مليوناً سنوياً، حول العالم، فيما يبلغ عدد الأميركيين من بينهم نحو مليون و900 ألف. وتعتبر المكسيك وكولومبيا - اللتان ترتبطان في المخيلة الجماعية للأميركيين بتهريب المخدرات أكثر من الرعاية الصحية - من أكثر الوجهات شعبية، إلى جانب كوستاريكا وجمهورية الدومينيكان، إذ توفر جميع هذه الدول وغيرها الخدمات عالية الجودة بسعر أرخص. ولا تقتصر الوجهات السياحية الطبية للأميركيين على هذه الدول، بل تمتد خارج القارة الأميركية بأقسامها الثلاثة، إلى أوروبا بالرغم من ضعف عروض الجذب، على العكس من العوامل الجاذبة في دول مثل سنغافورة وتايلاند والفيليبين في جنوب شرق آسيا.

في المقابل، تستقبل الولايات المتحدة سائحين طبيين، بفضل جودة نظامها الطبي، لكنّ هؤلاء يكونون عادة من العرب والآسيويين القادرين على تحمل كلفة السفر والإقامة والإجراءات الطبية، وهي كلفة مرتفعة جداً.

المساهمون