احتفالات المولد النبوي في الجزائر ..حرائق وجنون المفرقعات

احتفالات المولد النبوي في الجزائر ..حرائق وجنون المفرقعات

12 ديسمبر 2016
للاحتفال بإطلاق المفرقعات (آنديا/Getty)
+ الخط -
لم تمر الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف برداً وسلاماً على الجزائريين، إذ سجلت مصالح الدفاع المدني، الليلة الماضية، ثمانية حرائق في العاصمة الجزائرية بسبب الألعاب النارية.

وتحولت الاحتفالات، التي تعود عليها الجزائريون كل سنة، إلى أشبه بـ" الحرب" بحسب العديد من المواطنين في تصريحات متفرقة لـ " العربي الجديد"، إذ غزت الشوارع نيران المفرقعات بمختلف الأحجام، تخللتها الأصوات المدوية والمخيفة أيضا، فيما سجلت العشرات من الحرائق في العديد من المناطق الجزائرية.

" مفارقة عجيبة أن نحتفل في الجزائر بإحراق أنفسنا"، قال محمد أوعمران لـ" العربي الجديد" وهو رجل في عقده الخامس، مؤكدا أن الآلاف من الدينارات أحرقت ليلة المولد النبوي الشريف، فيما يشتكي المواطن من التهاب الأسعار.

وأضاف المتحدث متحسرا: " في بعض الأحيان أشك في أننا نعاني من أزمة اقتصادية عندما أرى هذا النوع من البذخ في الاحتفال بمثل هذه المناسبات".

وتكلف المفرقعات أزيد من خمسة آلاف دينار جزائري أي ما يعادل 30 دولاراً أميركياً، بالنسبة للمفرقعات البسيطة والشموع، أما مختلف الأنواع فإنها تكلف أزيد من 10 آلاف دينار أي نصف أجرة شهرية لموظف في مؤسسة حكومية. 



في المقابل، يبرر الكثيرون هذه المشاهد التي تكتنف الاحتفال بذكرى المولد بمحاولات لرسم الفرحة على وجوه الأطفال، وحتى الشباب وكبار السن، لأن الأمر يتعلق بتقليد متوارث لدى الأسر الجزائرية، بالإضافة إلى تحضير عشاء المولد الذي يختلف من منطقة لأخرى في عادات وتقاليد جزائرية محضة.

غير أن فئة أخرى، تتحفظ على طريقة الاحتفال عبر إشعال المفرقعات، وتفضل البقاء في البيوت مخافة الإصابة بحروق، بحسب السيد كمال (43 سنة)، الذي قال لـ" العربي الجديد" إنه سبق أن جرب السنة الماضية احتراق محل شقيقه بسبب إحدى المفرقعات، من يومها صار يخاف من الخروج ويمنع الأبناء أيضا خلال هذه المناسبة.

من جهته، ذكر المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الدفاع المدني، الملازم الأول خالد بن خلف الله، أنّ أكثر الحرائق سجلت في العمارات بمنطقة " باب الوادي " و" بئر خادم " و"بوشاوي "، كما شب حريق ضخم في ورشة لإنتاج الفخار ببلدية الكاليتوس.

ولفت المصدر إلى أنه "لحسن الحظ تم إخماد الحريق من طرف أفراد الحماية المدنية، قبل أن تمتد ألسنة اللهب إلى قارورات الغاز التي كانت بداخله". 

كما شهدت العديد من العمارات حرائق بسبب المفرقعات والألعاب النارية والشموع، وامتدت ألسنة اللهب إلى أثاث المنزل عبر العديد من البلديات بالعاصمة الجزائرية، أما في ما يخص الإصابات بالحروق نتيجة استعمال الألعاب النارية فقد سجل مستشفى باستور في العاصمة أكثر من 10 حالات متفاوتة الخطورة.

وتمكن الأمن الجزائري من حجز نحو مليوني وحدة من الألعاب النارية والمفرقعات مختلفة الأحجام والأشكال في العديد من الأحياء الشعبية، خصوصا بباب الوادي بقلب العاصمة الجزائرية ومنطقة الحميز، وهي كميات قامت الأجهزة الأمنية باحتجازها مخافة إغراق السوق بها.

دلالات