غوتيريس: حقوق الإنسان ليست ترفاً بل مسؤولية جماعية

غوتيريس: حقوق الإنسان ليست ترفاً بل مسؤولية جماعية

27 فبراير 2018
الغوطة الشرقية(تويتر)
+ الخط -
أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في افتتاح الدورة السابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أمس الإثنين، أن حقوق الإنسان ليست ترفاً، بل مسؤولية الدول الأعضاء جميعها، مؤكداً أن احترام حقوق الإنسان ينقذ الملايين من الأرواح.

وأوضح غوتيريس أن "قرارات مجلس الأمن لا تكون ذات مغزى إلا إذا نفذت تنفيذا فعالا، لا سيما ضمان تقديم المعونة والخدمات الإنسانية فوراً وبشكل آمن وبدون معوقات، وإجلاء المرضى والجرحى، والتخفيف من معاناة الشعب السوري".

وكرر الأمين العام استعداد الأمم المتحدة للقيام بدورها في دعم تنفيذ القرار، مركزاً في كلمته على الوضع في الغوطة الشرقية وانتهاكات حقوق الإنسان هناك، وقال: "الغوطة الشرقية على وجه الخصوص لا يمكن أن تنتظر. حان الوقت لوقف هذا الجحيم على الأرض. وأذكـّر جميع الأطراف بالتزامها المطلق بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان فيما يتعلق بحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية في جميع الأوقات".

وفيما يتم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عامه السبعين هذا العام، حذر الأمين العام من تنامي "موجة كراهية الأجانب والعنصرية والتعصب، بما في ذلك معاداة السامية وكراهية المسلمين؛ وانبعاث الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة من جديد".

وتطرق الأمين العام إلى معاناة اللاجئين والمهاجرين حول العالم قائلا إن "اللاجئين والمهاجرين كثيرا ما يحرمون من حقوقهم ويتعرضون للظلم، وينظر إليهم باعتبارهم تهديدات للمجتمعات التي يسعون للانضمام إليها، على الرغم من الفوائد التي يجلبونها".
وخصّ غوتيريس بالذكر أزمة الروهينغا، وقال: "اسمحوا لي أن أستعرض محنة المسلمين الروهينغا في ميانمار. الروهينغا هم من أكثر الفئات السكانية استضعافاً في العالم، وكان ذلك قبل أزمة العام الماضي. حرموا من الجنسية وتعرضوا لقسوة ووحشية من جانب القوات العسكرية وغيرها، وأخرجوا من ديارهم وبلدانهم في مثال واضح على التطهير العرقي. مجتمع الروهينغا يحتاج بإلحاح إلى مساعدة فورية منقذة للحياة، وحلول طويلة الأجل، وعدالة".

وتابع غوتيريس، أن "جعل حقوق الإنسان حقيقة واقعة للجميع، يحتاج إلى عمل أكثر حزما وتماسكا، والتحدث عن حقوق الإنسان بطريقة نزيهة دون ازدواجية في المعايير". ودعا إلى الاستثمار في حقوق الإنسان والاعتراف بها كقيم وأهداف في حد ذاتها.

وأضاف: "حقوق الإنسان ليست ترفا. فهي مسؤولية جماعية وقعت عليها جميع الدول الأعضاء".

ودعا الأمين العام إلى وضع حقوق الإنسان على رأس الأعمال في الأمم المتحدة على جميع المستويات، مشددا على أنها تكمن في صميم منع نشوب الصراعات "لو أولينا اهتماما أكبر بكثير بحقوق الإنسان على الصعيد العالمي خلال العقدين الماضيين لكان من الممكن إنقاذ ملايين الأرواح".

وأشار مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، إلى تقهقر قيمة حقوق الإنسان لدى بعض الدول، في حين أنها واحدة من ركائز الأمم المتحدة الثلاث.
وقال: "الكثيرون في نيويورك ينظرون إلى حقوق الإنسان بتعال باعتبارها ركيزة جنيف الضعيفة والعاطفية، وليست مهمة بما فيه الكفاية بالنسبة لبعض الواقعيين المتشددين في مجلس الأمن الدولي".

وتابع أن "القمع اليوم أصبح مألوفا مرة أخرى، وعادت الدولة الأمنية إلى الظهور مجددا، وفيما تراجعت الحريات الأساسية في كل مكان حول العالم، تراجع معها الشعور بالعار والخزي أيضا. كراهية الأجانب والعنصرية في أوروبا تخلصت من أي إحساس بالحرج".

(العربي الجديد)

المساهمون