فاطمة ديب... الحياة في المخيم "ذلّ وقلة"

فاطمة ديب... الحياة في المخيم "ذلّ وقلة"

25 يناير 2020
شجرتا الجوز والتين في بالها (العربي الجديد)
+ الخط -
تتمنى اللاجئة الفلسطينية في لبنان، فاطمة ديب، العودة إلى فلسطين، لتنعم بهناءة الحياة في وطنها الأصلي

ترددت عائلة فاطمة ديب بالخروج من وطنها فلسطين قبل أن تأتي إلى لبنان. كانت فاطمة تعيش حياة سعيدة مع عائلتها في بلدة الرأس الأحمر بفلسطين، قبل أن يغزوهم العدو الصهيوني ويطردهم من ديارهم. خرجت فاطمة من فلسطين وهي في العاشرة من عمرها، مع أبيها وأمها وإخوتها الخمسة. تقول الحاجة فاطمة لـ"العربي الجديد" اليوم: "كنا نملك أرضاً في فلسطين، وتريثنا بالخروج، فأخي كان من مقاتلي جيش الإنقاذ. لكن العدو الصهيوني دخل إلى المنطقة وأسر عدداً من الشباب الفلسطينيين وأعدمهم. خرجنا تحت قصف الطائرات الإسرائيلية، إلى أن وصلنا إلى منطقة قريبة من لبنان".

رحلة تنقل عائلة فاطمة داخل لبنان كانت بدايتها قرية يارون، جنوب لبنان، بعدها توجهوا نحو قرية مارون الراس لمدة شهر حيث كان لوالدها أصدقاء أقاموا عندهم. بعدها انتقلت العائلة إلى قرية بنت جبيل، حيث استأجرت منزلًا وكانت تبيع الماعز والأبقار التي أخرجوها معهم، لكن بثمن زهيد. تمكن رب العائلة بعد وقت أن يتعهد أرضاً، وزرعها بالخضار، وكان مدخولها بسيطاً جداً، فهو بالكاد يؤمن ثمن الطعام. بقيت فاطمة وعائلتها في بنت جبيل ما يقارب الأربع سنوات، "لكن الجيش اللبناني طلب لاحقاً من الفلسطينيين التوجه إلى مخيم عين الحلوة"، بحسب ما تقوله.



تصف فاطمة الحياة في المخيم بالذل والقلة، حيث بنوا "الجدران من طين، والأسقف كانت من الشوادر". تشير إلى أنهم عاشوا في المخيم لثلاث سنوات، وتضيف: "كان الناس في ذلك الوقت يعملون في بساتين الليمون، ساعتين في اليوم الواحد، وكان أجر العامل حينها ليرتين لبنانيتين، ولم يكن شقيقاي يعملان لأنهما كانا يتعلمان في المدرسة، ولم يكن عندنا أي مدخول مادي في ذلك الوقت سوى ما تقدمه أونروا من مؤن".

في الثامنة عشرة من عمرها، تزوجت فاطمة عاملاً في بساتين الليمون، وبعدها عمل في مطعم في بيروت، وكان يتقاضى تسعين ليرة لبنانية لقاء عمله، يدفع نصفها بدل نقل. أنجبت ست بنات، وأربعة صبيان، وجميعهم تعلموا، والصبيان التحقوا بالثورة الفلسطينية.

تتمنى فاطمة اليوم العودة إلى فلسطين، وتقول بحرقة: "أجلس عندها تحت شجرة التين وشجرة الجوز وأتأمل المساحات الكبيرة، وأنعم بهناء الحياة، فبلدتنا كبلدة صوفر في جبل لبنان؛ المنطقة جميلة، والمياه فيها متوفرة، والحياة فيها جميلة، بالإضافة إلى أن أهلها يكرمون الضيف".

المساهمون