لافا مسلم... لاجئة تطرب الألمان مع زوجها

لافا مسلم... لاجئة تطرب الألمان مع زوجها

02 يونيو 2016
حين التقيا مصادفة من جديد تزوجا (العربي الجديد)
+ الخط -
بعد رحلة حب بدأت في سورية وانتقلت إلى تركيا ووصلت إلى ألمانيا، تعيش لافا مع زوجها بشار، شغفها الموسيقي

كلّ مرّة تصعد فيها إلى المسرح، تتذكر لافا مسلم ( 25 عاماً) كيف كانت تمسك ميكروفوناً وهمياً في طفولتها وتغني. حلم الفتاة السورية في دراسة الموسيقى والتخصص فيها بقي حلماً. تقول: "في المعهد العالي للموسيقى كان من المستحيل أن يُقبل أحدٌ من دون واسطة. وحين قررت التسجيل في معهد موسيقي خاص في حلب، صُعقت برسومه المالية الكبيرة. وقررت أن أنسى الأمر".

بداية عام 2011، تعرفت لافا ببشار إسماعيل (32 عاماً) وهو عازف وملحن سوري شاب. تقول: "حبي له أخرج كلّ الشغف الموسيقي من داخلي مجدداً. أحببنا بعضنا البعض وقررنا الارتباط".

قدر لافا الذي ساقها إلى دراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة حلب، حرمها من استكمالها. فبعد القصف الذي تعرضت له الجامعة بداية عام 2013، عادت إلى مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب. في تلك المرحلة افترق لافا وبشار عن بعضهما، وعانى كلّ منهما من التشرد والنزوح، وحال غياب الاتصالات عن منطقتهما في أن يعرف أحدهما عن الآخر شيئاً، وحين التقيا مصادفة من جديد تزوجا.

تقول لافا: "لم نكن نملك شيئاً. بسبب بشاعة الظروف تزوجنا من دون حفل زفاف. وبالرغم من كلّ هذا، كنا نصنع الفرح بأنفسنا. وفي أول يوم لنا كزوجين كنّا نتدرب على أول أغنية لنا".

بسبب سوء الظروف، خرج الزوجان إلى تركيا، عبر طرق التهريب، وعاشا في مدينة غازي عينتاب. إلا أن ظروفهما هناك لم تكن أفضل حالاً. استأجرا غرفة بثمن العقد الذي اشتراه لها زوجها، واشتريا جهاز كومبيوتر مستعملاً لمراسلة المنظمات، بهدف العمل أو الهجرة، لكن من دون جدوى.

تنقّل الزوجان بين أعمال مختلفة لكسب عيشهما في المدينة الجديدة. تقول لافا: "عملنا في تنظيف المدارس والبيوت لفترة، وبعدها عملت نادلة في مطعم، ومربية أطفال، بينما عمل بشار في البناء. أخيراً وجدت عملاً في إحدى الإذاعات المعارضة، فتحسنت أحوالنا قليلاً، واستطعنا أن نسجل موسيقانا عن طريق الإذاعة".

بعدها قررا الهجرة عبر قوارب الموت. ونجحا بالفعل، وحصلا على حق اللجوء في ألمانيا. ولم يمض وقت طويل على وصولهما حتى عاودا نشاطهما. يقدمان اليوم أمسيات وحفلات موسيقية في مدينتي باورانينبورغ وبرلين، بعضها بمقابل مادي وآخر من دونه.

تقول لافا: "عندما نصعد إلى المسرح، لا نلقى ترحيباً كبيراً من الألمان، لكن حين ننهي فقرتنا نحظى بتصفيق كبير ويبادر بعضهم إلى مصافحتنا، فتغمرنا الفرحة. أعتقد أنّ من المهم جداً أن نختلط بهم لنؤكد لهم أنّ الشرق ليس داعش".

المساهمون