تونسيون هاربون من الحرب الليبية وقعوا في فخ البطالة

تونسيون هاربون من الحرب الليبية وقعوا في فخ البطالة

09 فبراير 2016
عائدون من ليبيا (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -

تقدر المنظمات الدولية والتونسية عدد التونسيين العاملين في ليبيا قبل الثورة بنحو 120 ألف مهاجر، في حين غادر قرابة 50 ألف تونسي الأراضي الليبية، خلال السنوات الأربع الماضية، إلا أن نصفهم عادوا ليستأنفوا أشغالهم في الأماكن الآمنة بليبيا، حسب مصدر في جمعية إنقاذ التونسيين العالقين في الخارج.

ويستمر آلاف التونسيين في التنقل بين تونس وليبيا، حسب تطور الأوضاع الأمنية، للحفاظ على أعمالهم مقابل آخرين اختاروا الاستقرار في تونس رغم البطالة.

بين جحيم الحرب وجحيم البطالة

يعمل تونسيون في ليبيا في الأنشطة الفلاحية والبناء والتمريض والتدريس وغيرها من المهن. وكانت تعد وجهة محبذة للعمالة التونسية، قبل اندلاع الثورة فيها، نظراً للارتباط التاريخي بين البلدين، وقربها الجغرافي وغياب حاجز اللهجة.

سالم أحد العائدين من ليبيا، وواحد من بين مئات التونسيين الذين اختطفوا منذ ستة أشهر أثناء عودتهم إلى البلاد، وأطلق سراحهم بعد تدخل السلطات التونسية، قال لـ"العربي الجديد": "اشتغلت في طرابلس تقني كهرباء في إحدى الشركات البريطانية لمدة سنتين قبل اندلاع الثورة. لكن بعد أن أصبحت الأوضاع خطيرة جداً أغلقت الشركة أبوابها وأصبح العثور على عمل جديد أمراً شبه مستحيل، فقررت العودة إلى تونس".

ويتحدث عن خطفه وزملاء له في طريق العودة من طرف مجموعات مسلحة، ويضيف "بعد إطلاق سراحنا عدتُ إلى تونس، وأمارس بعض الأعمال المؤقتة، على أمل العودة إلى ليبيا عند تحسن الأوضاع الأمنية".

صباح، التي عادت هي وزوجها منذ سنة من ليبيا، تخبرنا بأنها عملت في بيع الملابس النسائية التي كانت تجلبها من ليبيا إلى تونس، كما اشتغل زوجها ميكانيكي سيارات. تقول: "كان عملنا في ليبيا يدرّ علينا أرباحاً مقبولة، وكنا نخطط لبناء منزل، غير أننا عدنا لنواجه البطالة. حاولنا لمدة سنة ونصف البقاء في ليبيا، ولجأنا إلى المدن الأكثر أمنا، غير أن اتساع رقعة المعارك، واستهداف المواطنين، ووقوع حوادث اغتصاب واختطاف، جعلنا نفكر في العودة النهائية إلى تونس، في انتظار انتهاء الحرب، أو لعلّ الدولة تجد لنا حلولاً تمكننا من العيش بكرامة".

اقرأ أيضاً: الفقر في دول المغرب العربي ليس قضاءً وقدراً

الدولة عاجزة: لا حلول جدية

كانت السلطات التونسية قد خصصت سنة 2011 مساعدات مالية مؤقتة للتونسيين الذين فقدوا عملهم في ليبيا، تقدر بنحو 200 دولار لغير المتزوجين، ونحو 300 دولار للمتزوجين. كما قدمت السلطات الفرنسية مساعدات بنحو 450 ألف يورو لتشغيل التونسيين العائدين من ليبيا. وتكفلت مؤسسة آندا للتشغيل بتوزيع هذه الهبة على شكل قروض صغيرة على مئات العائدين.

وأكد الناشط الحقوقي والمهتم بالعلاقات التونسية الليبية، مصطفى عبد الكبير، لـ"العربي الجديد"، أن استقطاب وإدماج العمال العائدين من ليبيا إلى تونس أصبح أمراً شبه مستحيل، مع تفاقم نسب البطالة، إذ يبلغ عدد العاطلين عن العمل نحو 600 ألف.

وأضاف أن العمال العائدين كانوا في وضع صعب، ويعدون الآن من ضحايا الحرب، معتبراً أن على القوى الدولية تخصيص منح دائمة لهم، مع عدم قدرة الدولة على مساعدتهم. واعتبر أن قرار العودة إلى تونس هو قرار سليم، نظرا لوقوع عدد كبير من التونسيين في قبضة المليشيات المسلحة، لافتاً إلى فقدان 20 تونسياً، وسجن نحو 150 تونسياً في ليبيا.

من جهته، أكد رئيس جمعية إنقاذ التونسيين العالقين في الخارج، إقبال بن رجب، تجاهل وزارة الخارجية التونسية لكل القضايا المتعلقة بهذه الفئة وغلق أبوابها أمام العائلات التي تعاني البطالة، وعائلات الضحايا المساجين والمفقودين.

اقرأ أيضاً: تونس.. العاطلون عن العمل يهددون بثورة ثانية