لا داعي لإلحاق أطفالكم بالمدارس الخاصة

لا داعي لإلحاق أطفالكم بالمدارس الخاصة

21 يونيو 2019
في إحدى مدارس لندن (غيديون ميندل/ Getty)
+ الخط -
توجّه روبين بلومين، أستاذ علم الجينات السلوكي في مركز الطب النفسي الاجتماعي والجيني والتنموي في مجلس الأبحاث الطبية في جامعة "كينجز كوليدج لندن" في بريطانيا، إلى أولياء الأمور قائلاً إنهم لا يحتاجون إلى إرسال أطفالهم إلى المدارس الخاصة أو مدارس النخبة، لأن جينات الوراثة هي التي تحدّد بالفعل مدى نجاحهم الأكاديمي. ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن بلومين قوله إن المدارس المرموقة "لا تضيف أي شيء" إلى درجات الأطفال.

أضافت أن نجاح الطفل يتحدّد مسبقاً بواسطة جيناته، والطبيعة تلعب دوراً أكبر بكثير في حياتنا من الرعاية أو العوامل البيئية الخارجية. وحين سئل عن سبب إنفاق بعض الأهالي المال لإرسال أطفالهم إلى إيتون، قال: "التعليم أمر عالمي، ومحو الأمية فطري، ويحتاج الأطفال إلى تعلّم القراءة. بيد أنّنا نتحدث عمّا يجعلهم مختلفين. إذاً، السؤال هو: هل الاختلاف في جودة المدرسة قد يحدث فرقاً في النتائج، مثل درجات شهادة الثانوية العامة، أو الالتحاق بالجامعات؟".

ويسأل بلومين: "لماذا ترسلون أطفالكم إلى إيتون؟ لا تفعلوا ذلك إذا كان كل ما تسعون إليه هو العلم". يتابع أنّ الهدف قد يكون أبعد من ذلك بالنسبة إلى بعض أولياء الأمور الذين يحرصون على أن يوجد أطفالهم مع مستوى معين من التلاميذ، وبالتالي الوصول إلى مستويات اجتماعية أعلى، وليس الاكتفاء فقط بتحقيق إنجاز علمي فعلي. يضيف أن الالتحاق بمدرسة خاصة لا يضيف شيئاً إلى المستوى الأكاديمي. وضمت مدرسة إيتون التي تصنّف ضمن مدارس النخبة في بريطانيا، شخصيات من أمثال ديفيد كاميرون وإدي ريدماين وبوريس جونسون. كما درس فيها كل من الأمير هاري والأمير وليام. بيد أنّ بلومين يقول إنهم كانوا سيحققون الدرجات نفسها لو ذهبوا إلى مدرسة عامة.



ويوضح بلومين أن التلاميذ يختلفون بحسب الحمض النووي. وعلى الرغم من أن المدارس لها تأثير ضئيل على الفروق الفردية في التحصيل المدرسي، إلا أن بعض أولياء الأمور يقرّرون دفع مبالغ كبيرة من المال لإرسال أطفالهم إلى المدارس الخاصة من أجل منحهم امتيازات توفرها هذه المدارس.

في هذا السياق، يقول رجل الأعمال البريطاني دوغلاس (57 عاماً): "أنفقت أموالاً باهظة على تعليم ابنتَي في مدارس خاصة، ليس أملاً في حصولهما على تعليم أفضل، بل حتى تكونا في المكان الصحيح وفي مستوى اجتماعي أفضل. كما أنّ المدارس الخاصة تسهّل عملية قبولهما في جامعات أفضل. وحازت ابنة صديقي التي قصدت مدرسة عادية على درجات أعلى في اختبارات الثانوية العامة، ودخلت إحدى جامعات النخبة. أعتقد أن الالتحاق بمدرسة خاصة لا يساعد في الدرجات العلمية، لكنه بالتأكيد يحسن الفرص في الحياة للحصول على وظيفة مفيدة وبأجر جيد وما إلى ذلك".

المساهمون