مدن ألمانية توفر وسائل نقل مجانية لمواجهة الزحام والتلوث

مدن ألمانية توفر وسائل نقل مجانية لمواجهة الزحام والتلوث

14 فبراير 2018
زحام مروري في ألمانيا (ناصر السهلي)
+ الخط -

تتجه خمس مدن ألمانية إلى اعتماد حلول غير تقليدية لأزمة المرور وزيادة استخدام المواطنين للسيارات الخاصة في التنقل، بينها خدمة النقل المجاني الجماعي باستخدام الحافلات والقطارات، وأكدت شخصيات عامة وحكومية ترعى المبادرة قدرتها على تخفيض نسب التلوث التي تعاني منها مناطق عدة.

وحسب ما تنقل مجلة "دير شبيغل"، فإن منح المواطنين فرصة التنقل المجاني من وإلى العمل وإلى الأسواق يهدف إلى تخفيض نسب التلوث نتيجة الانبعاثات الضارة، وتخفيف زحام المرور، وهو قضية لها أولوية كبيرة في ألمانيا.

وتهدف المبادرة إلى إقناع الناس بترك سياراتهم جانباً في مدن بون وإيسن وهرينبيرغ وروتلينغن ومانهايم، والاعتماد على وسائل النقل الجماعية، بعد دراسات أثبتت أن الاختناقات المرورية تسبب تأخر وصول الناس إلى أعمالهم، أو الأهداف التي يقودون سياراتهم الخاصة إليها، فضلاً عن الضرر الصحي الكبير التي تسببه الانبعاثات الناتجة عن السيارات.

ويرى الألمان أن غاز سيارات الديزل المنتشرة في البلاد سبب أساسي، إلى جانب انبعاثات أخرى، في تلوث بيئتهم وانعكاس التلوث على المواطنين، وبالتالي يندفعون نحو الاستفادة من توجيهات الاتحاد الأوروبي للبدء بمجانية التنقل في تلك المدن الخمس "على أمل أن تنتشر الظاهرة إلى كل المدن الألمانية بعد نجاح التجربة"، وفقاً لما تنقله "دير شبيغل" عن مدير موظفي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وأكد الاتحاد الأوروبي في يناير/ كانون الثاني الماضي أنه "ستتم معاقبة الدول التي لا تمتثل لتوجيهات مفوضية البيئة في ما يتعلق بالحد من انبعاث غاز نوكس".

والمبادرة الألمانية، وفقاً للرسالة الموجهة لمفوضية البيئة في الاتحاد الأوروبي، تذهب إلى جانب تنفيذ مجانية النقل، واتخاذ تدابير إلزامية بحق المركبات التي تتسبّب بالتلوث و"تعزيز دور المركبات الكهربائية في المجتمع".
وعلى الرغم من إيجابية المبادرة إلا أن مسؤولين، بينهم وزير النقل في بادين - فورتنبيرغ، يعتقد أن "الحكومة الاتحادية يجب أن تتحمّل تكاليف هذه المبادرة، أو على الأقل توفير دعم مالي للبلديات لتنفيذ مجانية النقل".

وتنتشر الأفكار غير التقليدية لخفض الانبعاث الغازي لمحاربة التلوث والحفاظ على صحة الإنسان، ففي تالين عاصمة إستونيا، يجري تنفيذ مشروع مجانية التنقل عبر المواصلات العامة منذ 2013، وتشير دراسات لاحقة لمجانية النقل إلى "انخفاض ملحوظ في أعداد السيارات التي تجوب شوارع تالين مع مشهد امتلاء الحافلات بالمواطنين، وتزايد أعداد مستخدمي الدراجات الهوائية".

أما في بريطانيا، فإن مخطط خفض التلوث ذهب باتجاه "وقف تسويق سيارات الديزل والبنزين لمصلحة سيارات بيئية وكهربائية عام 2014".
وفي الدنمارك، ظلّت الدعوات والمقترحات "لمنح المواطنين حق التنقل المجاني بالحافلات والقطارات" تتكرر على مدى سنوات من دون أن يجري تبنيها.

دلالات

المساهمون