ناريمان التميمي... أم فلسطينية تتحدى الاحتلال

ناريمان التميمي... أم فلسطينية تتحدى قمع الاحتلال

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
11 يناير 2018
+ الخط -
أبعد الاعتقال السيدة الفلسطينية ناريمان التميمي (42 سنة)، من سكان قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، عن أسرتها وقريتها، منذ توقيفها وابنتها عهد (16 سنة)، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

تجربة الاعتقال، كما يروي زوجها باسم التميمي، لـ"العربي الجديد"، ليست الأولى، "ناريمان اعتقلت أربع مرات سابقة، كل مرة كانت لعدة أيام، وأصيبت عدة مرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل، كما أصيبت بالرصاص الحي قبل أربع سنوات، خلال فعاليات المقاومة التي تشهدها قرية النبي صالح منذ سنوات".

ويؤكد الزوج أن ناريمان هي الأكثر معاناة في المعتقل: "قبل أيام بعثت إلينا برسالة أم مشتاقة لأبنائها وعائلتها، أوصلتها لنا ابنة أخي نور التميمي، يوم الإفراج عنها الخميس الماضي، وقالت فيها: أحبكم جدا وجدا وجدا، نحن بخير كونوا بخير من أجلنا، وَعْدي الحبيب (ابنها الكبير) ثابر وانجح لأنك مستقبل، محمد الغالي ركز في دروسك ولا تتهور، سلام الروح اعتن بنفسك وكن قويا، سلامنا للجميع، ولأحلام ونزار كل الحب، أحبكم جدا. صامدون دوما، باسم الحياة بقوتك نقوى، كن للأحبة كل شيء، من عينيك الأمل يا سيد الحضور، رغم عتمة الزنزانة أحبكم".

وتابعت في الرسالة: "قبلاتي للدْهُل الغالي (لقب الطفل محمد فضل التميمي)، وعزاؤنا لوالديّ مصعب ولروحه الرحمة (الشهيد مصعب التميمي من قرية دير نظام المجاورة)، سلامي للجميع، عهد كل يوم بتدرس 9 حصص برنامج ممتاز توجيهي، وأنا كمان بسجل توجيهي بشهر 3، روح على الصليب سجل وشوف تصريح، أو مع مين ممكن الأولاد وكالة وفي الوزارة، آخر لحظة كتبتلكم".

ناريمان، كما يصفها زوجها، تقاتل في كل الجبهات، وهي نشيطة بقيادة الفعاليات بشكل عام، وفي فعاليات التضامن مع الأسرى، وكانت في مقدمة فعاليات المقاومة التي شهدتها قرية النبي صالح، "تارة تتسلم مهام التصوير لتوثيق اعتداءات الاحتلال، وتارة أخرى تتولى مهام الإسعاف، ومن أصعب اللحظات التي مرت عليها في عام 2012، استشهاد شقيقها رشدي الذي كان يعمل في الشرطة الفلسطينية، حيث كانت تصور في إحدى الفعاليات واستشهد شقيقها أمام عينيها".

ويعتبر باسم التميمي أن استهداف عائلته "يتعرض له كل أبناء الشعب الفلسطيني، وفي ظل الاحتلال هو مشهد طبيعي، وما حدث جزء من المعاناة الفلسطينية في النبي صالح، القرية ذات الإطار النضالي المتواصل تاريخيا، والتي تؤمن بالمقاومة التي لا تنطلق من ردات فعل بل من حالة الاشتباك الدائم، فالنبي صالح ترفض أن تكون صامتة، وتصر أن تبقى فاعلة سياسيا، وليس كما يروج الاحتلال وبعض وسائل الإعلام الخانعة بأن المقاومة تجلب المعاناة للفلسطينيين".

منذ عام 1967، استشهد أكثر من 20 فلسطينيا من أهالي قرية النبي صالح البالغ عدد سكانها 650 نسمة، وتعرض كثير من أبنائها للاعتقال، وتعرضت أراضيها للمصادرة لصالح المستوطنات، وتقتحم قوات الاحتلال القرية بشكل شبه يومي، وتشهد اندلاع مواجهات.

ووجهت نيابة الاحتلال لناريمان وابنتها عهد لائحتي اتهام تتضمنان "التحريض ورشق الحجارة والإهانة"، وهما تنتظران محاكمتهما في محكمة عوفر الإسرائيلية غرب رام الله.


ويروي باسم التميمي أن "ما حدث مع عهد ونور وناريمان، جاء بعد دقائق من مشهد لم توثقه الكاميرات، لجنود الاحتلال الذين حاولوا قتل أحد أبناء العائلة، وهو محمد فضل التميمي (15 سنة). صفع الجندي الإسرائيلي، ومحاولة وصف هذا الجندي بأنه ضبط نفسه أمام ما تعرض له كاذب. ناريمان ونور وعهد حاولن منع الجنود من قتل الشبان خلال مواجهات شهدتها القرية في 15 ديسمبر/ كانون الأول، احتجاجا على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأصيب محمد فضل التميمي برصاصة مطاطية معدنية اخترقت وجهه واستقرت في الدماغ، وأجريت له عملية صعبة، وكادت الإصابة أن تودي بحياته، ومكث بعدها عدة أيام في المستشفى إلى أن استقرت حالته الصحية، لكنه لا يزال يعاني.

ويؤكد باسم أن "ما حدث مع ناريمان وعهد ونور ناتج عن التحريض ضد العائلة من الإعلام الإسرائيلي، فتارة يتهموننا باللاسامية، وتارة ينشرون صورا لنا مع ابن شقيقتي الأسير المحرر نزار التميمي وزوجته ابنة خالي الأسيرة المحررة أحلام التميمي، اللذين يعيشان في الأردن منذ الإفراج عنهما بصفقة وفاء الأحرار وإبعادهما خارج فلسطين، ويتهموننا بالإرهاب".



ذات صلة

الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.
الصورة

مجتمع

يضطر سكان شمال قطاع غزة إلى الانتظار لساعات طويلة للحصول على مساعدات إنسانية، جراء اشتداد الجوع بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر...