نُدُل روسيا... إكراميات أقل في المطاعم

نُدُل روسيا... إكراميات أقل في المطاعم

03 يناير 2020
يستمتعان بوقتهما في العمل (ملادين أنتونوف/ فرانس برس)
+ الخط -
مع انتشار بطاقات الدفع في روسيا، وامتناع البعض عن حمل النقود، بات العاملون في الحانات والمطاعم يواجهون تراجعاً في الإكراميات التي كانوا يتقاضونها من الرواد في مقابل حسن الخدمة، والتي تشكل جزءاً أساسياً من مداخيلهم الشهرية. وما ينذر بتفاقم هذه الأزمة في الفترة المقبلة، أن حصة المدفوعات بالبطاقات في قطاع تجارة التجزئة الروسي تجاوزت 60 في المائة بحلول منتصف العام الحالي، بحسب أرقام المصرف المركزي الروسي.

إكراميات إلكترونية

ولم يعد الدفع بالبطاقات يقتصر على المطاعم والمتاجر الكبرى وحجز تذاكر الطيران عبر الإنترنت، بل بات متوفراً في كلّ المنافذ الصغيرة من دون استثناء تقريباً. دفع هذا الوضع ببعض سلاسل المطاعم الشهيرة إلى اختبار نظام الإكراميات الإلكترونية التي تدفع بواسطة البطاقات المصرفية، ثم تدخل في الحساب الشخصي للنادل. ويتضمن "غوغل بلاي" عدداً من التطبيقات الخاصة بدفع الإكراميات، مثل "يو تيبس" وغيرها، إضافة إلى عدد من التطبيقات التي طورتها مصارف روسية كبرى. وتؤكد نادلة في أحد المقاهي الشهيرة وسط موسكو إمكانية دفع إكرامية بواسطة بطاقة مصرفية.

مع ذلك، يرى نائب رئيس اتحاد مشغلي المطاعم والفنادق في روسيا، فاديم براسوف، أن انتشار بطاقة الدفع أمر طبيعي، وعلى سوق المطاعم مواكبة هذه التطورات. ويقول براسوف لـ"العربي الجديد": "بالفعل، هناك توجه عام إلى الدفع بالبطاقات المصرفية وتراجع قيمة الإكراميات. لكن في المقابل، نشهد تطوراً لتطبيقات دفع الإكراميات، وهذا أمر طبيعي، علينا مواكبة السوق".

ويشير إلى أنّ حصة الإكراميات من إجمالي دخل العاملين بالمطاعم تختلف من مطعم إلى آخر، لكنها قابلة للازدياد في المطاعم والحانات الفاخرة في ظل ارتفاع قيمة الفاتورة، وبالتالي إضافة الإكراميات إلى الحساب. و"كلما كان المطعم أغلى، زادت الإكراميات". وعلى الرغم من انتشار بطاقات الدفع بشكل متزايد في روسيا، إلا أن بعض المطاعم تشترط الدفع نقداً في الفترة المسائية من يومي الجمعة والسبت، ما يزيد من احتمال حصول العاملين على إكراميات".

ولا يخفي أرباب العمل الروس أن الإكراميات تشكل الجزء الأكبر من دخل العاملين في المطاعم. وبحسب أحد الإعلانات في موقع التوظيف "HeadHunter" بنسخته الروسية، فإن الراتب الثابت يبلغ ما يعادل نحو 300 دولار أميركي فقط، لكن الدخل الإجمالي قابل للارتفاع إلى نحو 1250 دولاراً تشمل الإكراميات، ما يعني أن تقليصها يؤثر سلباً على أوضاع العاملين في القطاع.

جدال

إلى ذلك، تثير قضية الإكراميات نقاشات ساخنة بين مستخدمي القطاع الروسي من الإنترنت، بين مؤيدين ومعارضين لهذه الفكرة من أساسها. ومن بين البراهين التي يذكرها المؤيدون لفكرة الإكرامية أن "النادل مهنة شاقة تتطلب مهارة التواصل مع الناس" ويجب إرضاؤهم، و"الإكرامية جزء أساسي من دخل النادل، وتحفز النادل على الارتقاء بجودة العمل مع الرواد".

أما المعارضون، فيرون أن أصحاب المهن الأخرى لا يحصلون على مثل هذه المكافآت، و"النادل يتقاضى راتباً في المطعم وعلى رب العمل أن يدفع له"، كما أن العاملين في المطاعم لا يدفعون أي ضرائب، وغيرها.

وأظهر استطلاع أجراه موقع "سوبر جوب" لإعلانات الوظائف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن 38 في المائة من الروس يتركون دائماً إكراميات للعاملين في قطاع المطاعم والحانات، و21 في المائة لسائقي سيارات الأجرة، و19 في المائة في صالونات التجميل وتزيين الشعر، و18 في المائة للعاملين في محطات التموين وغسيل السيارات، بينما يصر 18 في المائة على عدم دفع أي مبالغ فوق قيمة الفاتورة.


وبحسب الاستطلاع ذاته، فإن النساء الروسيات كن أكثر إقبالاً على دفع الإكراميات من الرجال، كما أن نسبة الممتنعات عن دفعها بين النساء تبلغ 13 في المائة فقط في مقابل 22 في المائة بين الرجال. وفي دراسة أعدّها أكبر مصرف روسي "سبيربنك"، فإن متوسط الإكراميات في المقاهي والمطاعم الروسية خلال الفترة من مارس/ آذار إلى سبتمبر/ أيلول من العام الجاري بلغ 7.5 في المائة من قيمة الفاتورة، بواقع 88.5 روبلاً (1.4 دولار تقريباً) في المتوسط.

دلالات