مشافي إدلب تبحث عدم تسليم إحداثياتها لـ"الأمم" عقب قصفها

مشافي إدلب تبحث عدم تسليم إحداثياتها لـ"الأمم" عقب قصفها: العالم شريك بإبادتنا

04 يونيو 2019
يتجدد قصف المشافي في إدلب (Getty)
+ الخط -
يدور بين الأوساط الطبية في إدلب، جدل حول جدوى تسليم منظمة الأمم المتحدة إحداثيات المنشآت الصحية، عقب قصف جميع المنشآت التي سبق أن شاركت إحداثياتها وبشكل مباشر، الأمر الذي يثير سخط شريحة من العاملين في قطاع الصحة، في حين يذهب البعض إلى اعتبار منح المنظمة الدولية الإحداثيات، قد يساعد في تجريم النظام في المستقبل ولن يزيد من استهدافها. 

وقال الطبيب يحيى نعمة المقيم في إدلب لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك مداولات حول مسألة إعطاء إحداثيات المشافي للأمم المتحدة ما بين مديري المشافي في المنطقة، بينت أن هناك استياءً كبيراً لديهم، لكون جميع المشافي التي تمت مشاركة إحداثياتها مع الأمم المتحدة سابقاً تم قصفها بشكل مباشر".

وقال رئيس دائرة الإعلام في "مديرية صحة إدلب" عماد الزهران، لـ"العربي الجديد": "نحن لم نشارك إحداثيات منشآتنا الطبية مع أي جهة إقليمية أو دولية، لأننا متأكدون من أن كل هذا العالم شريك في قتلنا وإبادتنا وتهجيرنا، لذلك كنا وما زلنا نرفض تزويد أي جهة بإحداثيات نقاطنا الدولية".

وأضاف: "ما حدث مؤخراً من قصف للنقاط الطبية في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، من قبل الروس والقوات النظامية، كان لمشافٍ قامت بشكل فردي بتزويد نقاط إحداثياتها للأمم المتحدة، ما ساعد الروس على استهدافها بشكل مباشر وتدميرها".

وبيّن أنه "ليس هناك أيّ نية لمشاركة إحداثيات النقاط الطبّية على اختلاف أشكالها مع أي جهة دولية، وذلك لقناعتنا التامّة بعدم وجود أي جهة دولية جادّة بحمايتنا وحماية نقاطنا الطبّية".

وأوضح أن "هناك جهوداً تبذل لضبط مسألة التصريح عن الإحداثيات لأي جهة، التي تتم عبر المنظمات الداعمة للمشافي، ما يجعلنا نواجه صعوبات عديدة بسبب تعدد الجهات الداعمة للمنشآت الصحية، من خلال التنسيق مع إدارة المشافي والجهات الداعمة لها".

بدوره، قال مدير مشفى الإخلاص الدكتور زهير قراط، لـ"العربي الجديد"، "لا أعتقد أن هناك مشكلة في تسليم إحداثيات المنشآت الصحّية للأمم المتحدة، فالنظام يمتلك تلك الإحداثيات، والمشافي مناطق وجودها معروفة، وهو يعلم بدقة أنها منشآت طبية، وسبق أن استهدفت قبل تسليم الإحداثيات".

وأضاف: "لكن الهدف من تسليم الإحداثيات، هو تجريم النظام دولياً عندما يقوم بقصف المنشآت الصحية، فلا يكون لديه أي ذريعة بعدم علمه أن هذه المنشأة هي عبارة عن منشأة صحية".

وأعرب عن أمله أن "يخفف تسليم الإحداثيات من حجم استهداف المشافي، وتكرار قصفها، ولاحقاً قد يأتي يوم ما نستطيع أن نجرّم النظام بما ارتكبه، على اعتبار أن استهداف المنشآت الصحية هو جرائم حرب، ومحاسبته عليها، ولذلك أنا مع تسليمهم الإحداثيات لأن ذلك قد يخفف من قصف المشافي". 

المساهمون