كورونا: الكمامة ضرورية في دول وغير مهمة في أخرى

كورونا: الكمامة ضرورية في دول وغير مهمة في أخرى

26 مارس 2020
بدأ الأمر في الصين (فرانس برس)
+ الخط -
بعد تفشي فيروس كورونا الجديد عالمياً، زاد الاقبال على شراء الكمامات بهدف تأمين حماية أقصى. وبالرغم من أنّ خبراء الصحة حصروا وضع الكمامات ببعض الفئات، فإنّ دولاً عدة ما زالت تعتبرها ضرورية، على عكس دول أخرى. فلماذا تعتبر الكمامة مهمة في دول مثل اليابان، وهونغ كونغ، وكوريا الجنوبية، بينما لا تعتبر ذات أهمية بالنسبة للمملكة المتحدة، وأستراليا، وسنغافورة؟


يشير تقرير بعنوان "لماذا تضع بعض الدول كمامات وأخرى لا تضعها؟" نشر على موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إلى أنّ الكمامة في دول معينة، خصوصاً اليابان، والصين، لا تتعلق بالتوجهات الحكومية، بل بثقافة المجتمع. فمنذ بداية تفشي الفيروس، كانت النصيحة الرسمية من منظمة الصحة العالمية واضحة: "يجب على المرضى، أو من تظهر عليهم علامات المرض وضع الكمامة، بالإضافة إلى العاملين بالرعاية الصحية"، فيما لا يحتاج بقية الناس إليها، لأسباب عدة، منها أنّ الكمامة لا يُنظر إليها على أنّها حماية موثوقة، بالنظر إلى أنّ الأبحاث الحالية تظهر أنّ الفيروس ينتشر عن طريق القطيرات وليس عن طريق الهواء. كذلك، تتطلب إزالة الكمامة عناية خاصة لتجنب تلوث اليد. ويمكن أن تولّد الكمامة شعوراً زائفاً بالأمان. وبالرغم من ذلك، ما زال يُنظر إلى الكمامة على أنّها وسيلة للحماية، ونوع من أنواع التضامن الاجتماعي.



معيار ثقافي
في الصين، وهونغ كونغ، وتايوان، يضع الجميع الكمامات انطلاقاً من فرضية أنّه يمكن لأيّ شخص أن يكون حاملاً للفيروس، وعملاً بقاعدة "روح التضامن" يضعها الجميع لحماية بعضهم بعضاً. كذلك، تعتبر الكمامة معياراً ثقافياً في تلك الدول حتى قبل تفشي الفيروس. ففي شرق آسيا، اعتاد كثيرون وضع الكمامات، بعد تفشي فيروس "سارس" عام 2003 لحماية أنفسهم، كما يضعها آخرون بسبب تلوث المناخ.

وكشفت دراسات سريرية في الصين واليابان أنّه يمكن للأشخاص أن يصابوا بالمرض، من دون وجود عوارض، وبالتالي يمكن لهؤلاء أن يكونوا ناقلين للعدوى، لذا لا بدّ من وضع الكمامة.



دافع سلوكي
يجادل البعض بأنّ وضع الكمامة في كلّ مكان يعد نوعاً من أنواع التذكير المرئي بمخاطر الفيروس، كما يمكن أن يكون بمثابة "دافع سلوكي" للناس من أجل النظافة الشخصية بشكل عام.

يقول بنجامين كاولينغ، عالم الأوبئة بجامعة "هونغ كونغ: "لا يمكننا الحسم في ما إذا كانت الكمامات فعالة أم لا، لكننا نفترض أنّ لها بعض التأثير الإيجابي في المجتمع". ويضيف: "إذا استخدمها كثيرون في المناطق المزدحمة، فسيكون لها تأثير على الوضع العام، ونشر التوعية بين الناس، ما يساهم في الحدّ من انتشار الفيروس".