غزيات ينقذن الحيوانات الضالة

غزيات ينقذن الحيوانات الضالة

02 فبراير 2019
طموح الفريق كبير (محمد الحجار)
+ الخط -

تمكنت شابات فلسطينيات، في قطاع غزة المحاصر، من أداء دور في إطعام وإيواء حيوانات ضالة، من قطط وكلاب وغيرها، وذلك عبر تشكيل فريق وإطلاق مبادرات.

في ظلّ الأزمات التي تلاحق الغزيين في حياتهم اليومية، والصراع الدائر للحصول على لقمة العيش، يغيب الاهتمام الرسمي بالحيوانات الضالة التي تنتشر بشكل ملحوظ في شوارع القطاع. هذا ما دفع فريقاً من الشابات الغزيات لرعاية القطط والكلاب الضالة، من خلال جولات لإطعامها وعلاج المريض من بينها.

اجتمعت الشابات الأربع تحت اسم "سترايز أوف غزة" (Strays of Gaza) على فكرة العمل الجماعي لإطعام وإغاثة أكبر عدد ممكن من القطط والكلاب الضالة في شوارع غزة بشكل دوري، وبحسب الإمكانات المتاحة بشكل ذاتي، مع تنظيم حملات توعية وحملات إغاثة ميدانية عند المفترقات وبين الشوارع وحتى أسفل العربات في غزة.

آمنة السوسي (21 عاماً)، طالبة آداب اللغة الإنكليزية والفرنسية في جامعة "الأزهر" بغزة، بدأت الفكرة مع صديقتها مرام مكاوي عام 2015، وكانت تختصر نشاطها في التوعية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب مبادرتها الفردية لإطعام الحيوانات التي تصادفها في الشارع.



تقول السوسي إنّ واقع القطط والكلاب الضالة في غزة يرتبط بالواقع الاقتصادي السيئ، وهكذا باتت مبادرات إطعام القطط والكلاب منسية لدى كثيرين. ومن أبرز المواقف التي دفعت السوسي إلى إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة إطعام الحيوانات وإنقاذها، وذلك عام 2015، عندما عثرت على كلبين صغيرين كانا يجلسان في أرض تتبع لبلدية غزة بالقرب من مجمع جامعات غزة وكانا يلهثان من الجوع، فتوجهت هي وصديقتها لوضع الطعام الخاص بالكلاب لهما، وباتت تضع لهما الطعام يومياً.

لكنّ السوسي تعرضت لانتقادات من بعض الموجودين بالقرب من ذلك المكان، إذ علقوا على عملها التطوعي سلباً، مشيرين إلى أنّ في الكلاب جراثيم، وتسبب الأذى للناس. عندها فكرت مع صديقتها في الانتقال إلى مكان آخر، لكنّ ذلك لم يكن سهلاً بالنسبة لهما. مع ذلك، وجدت كلباً أخذته إلى مكان آمن.




تقول السوسي لـ"العربي الجديد": "كنت منذ صغري أطعم الحيوانات الضالة وأضع بقية طعام منزلنا على جوانب الشوارع. وبعد تصميمنا الصفحة شجعنا الناس على إطعام القطط والكلاب الضالة. وفي العام الماضي، انضمت إلينا لمياء البيومي ورزان النجار".

النجار، كانت بالرغم من رفض أسرتها تربية الحيوانات، نظراً للكلفة التي تتطلّبها والمسؤولية الواقعة عليها، تصر على تربية بعضها في المنزل، من خلال إنقاذها من الشوارع وإيوائها، خصوصاً القطط والكلاب الصغيرة، إلى حين إيجاد مكان آمن لها. لاحظت النجار، وهي خريجة تربية إنكليزية (28 عاماً)، قلة الأطباء البيطرين، وغياب الإمكانات الطبية المتطورة. لذلك، تحاول بما استطاعت عرض القطط والكلاب المصابة التي تنقذها على أكثر من طبيب وتكثيف العناية بها. تتولى أيضاً تربية الطيور، وفي كثير من المرات آوت طيوراً تعاني من كسر في قوائمها أو أجنحتها. تقول لـ"العربي الجديد": "هناك تفاعل جيد وردود فعل سلبية على عملنا كفريق، ومنها تعليقات أنّ الناس لا يجدون طعاماً. أنا أعلم هذا، ونحن في غزة نعيش أزمة اقتصادية صعبة جداً، لكنّي أقدم للحيوانات ما استطعت من بقايا المنزل، وهو أقل ما يمكن أن نفعله جميعاً".



أما لمياء البيومي (20 عاماً) التي تدرس أيضاً آداب اللغة الإنكليزية والفرنسية في جامعة "الأزهر"، وتعرفت إلى الفريق عندما كانت تحاول إنقاذ قطة لها، مصابة بكسر وتحتاج إلى رعاية خاصة. تقول لـ"العربي الجديد": "كنت أطعم القطط والكلاب في الشوارع، بحسب ما يتوفر لديّ من مال. والآن انتظمت في الفريق، وفي كثير من المرات نحصل على طلبات رعاية للحيوانات عبر صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي".

نجح الفريق العام الماضي في إنقاذ حياة كلب تلقت الشابات إشعاراً من أحد المتابعين حوله. كان جرواً صغيراً، وكان هزيلاً ومليئاً بالحشرات والبراغيث، فنظفته العضوات وأطعمنه ووضعنه في قماش ليحصل على الدفء، وفي النهاية حصل على رعاية طبية لدى أحد الأطباء البيطريين الذي أشار إلى أنّ سنّ الكلب 50 يوماً. وبعد علاجه نشر الفريق صوره على "تويتر" فحظي الكلب بمتابع تبناه.




حتى الآن، تمكن الفريق من إنقاذ 32 قطة و7 كلاب وعشرات الطيور كما تشير النجار، ونشرن صور الحيوانات وقصص النجاح في إنقاذها لتشجيع الناس على أداء دورهم. طموح الشابات الحالي تأسيس ملجأ خاص لاستقبال الحيوانات الضالة ورعايتها. وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نظم الفريق حملة لإطعام القطط والكلاب الضالة في شوارع غزة بعنوان "ارحم تُرحم"، وشارك 40 متطوعاً ومتطوعة في الحملة، وجرى إطعام عشرات القطط والكلاب في الشوارع.

دلالات

المساهمون