لوح برايل.. بالعربي

لوح برايل.. بالعربي

06 مارس 2015
تنفيذ الفكرة لم يكن سهلاً في البداية (محمد الحجار)
+ الخط -

على مدى أربعة شهور، عملن بلا كلل وبدقة متناهية، متحديات كل المعوّقات. أما هدفهنّ فابتكار تكنولوجي يساعد المكفوفين على الانخراط في المجتمع.
هنّ غدير أبو شعبان وآيات أبو نقيرة وإسراء الأشقر ونور الوادية أربع طالبات من كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلاميّة في غزّة، شكّلن مجموعة للعمل على مشروع تخرّج مشترك، هو "برايل بورد" أو "لوح برايل". والمشروع كناية عن تطبيق إلكتروني يعتمد على لوحة مفاتيح بنظام كتابة طريقة برايل للغة العربيّة. وهو مبرمج للهواتف الذكية العاملة بنظام التشغيل "أندرويد"، حتى يستفيد منه المكفوفون عندما يرغبون بتصفّح مواقع الإنترنت.

تقول غدير أبو شعبان وهي متخصصة في تطوير البرمجيات لـ "العربي الجديد"، إن "إلزاميّة مشروع التخرّج دفعتنا إلى البحث عما من شأنه أن يفيد المجتمع من جهة ومستقبلنا في الحياة العمليّة من جهة أخرى. ورحنا نبحث عن فئة في حاجة إلى اختراع تكنولوجي، لنخصّص لها تطبيقاً للهواتف الذكيّة، يسهّل عليها بعض الأمور".
فقصدت أبو شعبان مع زميلاتها الثلاث مؤسسات عدّة تهتمّ بذوي الاحتياجات الخاصة قبل البدء بالمشروع. وفي خلال تلك الزيارات، لاحظن نقصاً كبيراً لدى الأشخاص المكفوفين في ما يتعلق بالتعامل مع الوسائل التكنولوجيّة، وتحديداً الهواتف الذكيّة. وتوضح أن "الشخص الكفيف يُضطر إلى حفظ مواضع مفاتيح أحرف وأرقام هاتف محمول عادي. ففكرنا في حلّ المشكلة، وتمكينهم من استخدام الهواتف الذكيّة بشكل أكبر".

وأتى التطبيق الذي يقوم على استبدال لوحة مفاتيح الهاتف الذكي بنظام كتابة برايل الخاص بالمكفوفين. وكل مجموعة من المفاتيح تمثّل حرفاً من نظام برايل. بالطريقة نفسها، وضعت المجموعة برنامجاً يتألف من ست نقاط افتراضيّة، يمكّن الكفيف من الكتابة والبحث عبر الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي.
وتلفت أبو شعبان إلى أن الهواتف الذكيّة سبق أن دعمت الكفيف لجهة القراءة والتحكّم، وذلك عن طريق اتباعه تعليمات الهاتف من خلال إعدادات يجريها شخص مبصر. أما لوح برايل، فهو "يتيح له استخدام الهاتف بسهولة من دون حاجة إلى أي إعدادات".

ومستخدم التطبيق لا يحتاج إلى أكثر من خمس دقائق قبل أن يتمكّن من كتابة النصوص وتعديلها وحذفها بسهولة. كذلك، بإمكانه قراءة كل ما يكتبه عبر السماعات الخاصة. وقد استفادت المجموعة من مدرّس كفيف يعمل في "مدرسة النور والأمل" في غزّة، لتجعل التطبيق أكثر سلاسة بالنسبة إلى المكفوف، ولكسب الوقت بعدما واجهت مشاكل تقنيّة عدّة.
من جهتها، تقول آيات أبو نقيرة المتخصصة في علم الحاسوب إن "تجربتي كانت جميلة وصعبة. فتنفيذ الفكرة لم يكن سهلاً في البداية، لكننا انتهينا بإنجاز لم يكن متوقعاً".
تضيف أن "التطبيق نجح في دخول عالم المكفوفين، وأقبل مكفوفون وجمعيات عدّة تُعنى بشؤونهم على شراء الهواتف الذكيّة وتنزيله. وكثر هم الذين يبعثون برسائل إلينا اليوم، معبّرين عن حاجتهم إلى التطبيق".
وتشير أبو نقيرة إلى أن التطبيق الذي رأى النور في يونيو/حزيران الماضي، ما زال في مرحلة التطوير. وستضاف إليه اللغة الإنكليزيّة من نظام برايل، وكذلك رموز العلامات والترقيم والفواصل. وهنّ بحاجة إلى شهر واحد قبل الانتهاء من ذلك، على أن يُباع إلى مؤسسات يستفيد منها المكفوفون بطريقة مباشرة، بعيداً عن أسواق الإلكترونيات.

وتعمل المجموعة في الوقت الحاضر على بحث يتيح للمكفوفين طريقة البحث الأنسب لهم في خلال تصفحهم الإنترنت. وهي تطمح أيضاً إلى زيادة عدد اللغات المتاحة في التطبيق، بهدف زيادة الإقبال العالمي عليه، بعدما تأهلت المجموعة إلى نهائيات جائزة القمة العالميّة لمحتوى الهاتف المحمول.

دلالات