هوس المرأة بالزواج... هل هو حقيقي؟

هوس المرأة بالزواج... هل هو حقيقي؟

03 يناير 2020
الفستان الأبيض حلمها (هولي آدمز/ Getty)
+ الخط -

يظنّ الناس بمعظمهم أنّ الرغبة في الزواج والاستقرار تأتي أكبر لدى المرأة بالمقارنة مع الرجل، غير أنّ دراسات حول الاختلافات بين الجنسَين وجدت أنّ الرجال هم الذين يحتاجون إلى الزواج أكثر من النساء. ويربط كثيرون الأمر بالسعادة، لكنّ المتخصصة في علم النفس، بيلا دي باولو، تؤكّد أنّ الإنسان لا يصير أكثر سعادة ولا صحّة عندما يتزوج، وتتحدّث عن مؤشّرات إلى تدنّي المستوى الصحي بشكل عام.

ثمّة من يستغرب كيف تحقّق النساء نجاحات على الصعيد المهني ويثبتنَ استقلالهنّ أكثر فيما يتمحور تفكيرهنّ حول الزواج، كأنّما الأمر ينقض الآخر. ويشير أشخاص إلى رغبة لدى المرأة في الإحساس بالأمان، الأمر الذي يدفعها إلى الارتباط. وتاريخياً، في الغرب والشرق على حدّ سواء، كان الرجال هم الذين يديرون شؤون العائلة المالية ويعملون لتأمين المال، بالتالي يمكن للمرأة أن تستقرّ في منزل وتحصل على ما يكفي من طعام وملبس وغيرهما والمحافظة على راحتها على مدى العمر من خلال الزواج. لكنّ المرأة اليوم تعمل وتؤمّن قوتها وقوت عائلتها، بالتالي لم يعد "الأمان" هدفاً من وراء الزواج. ونسأل: ما هو سبب تشبّث لا بل هوس نساء كثيرات بالزواج؟ ثمّة نظريّة حول البحث عن الرفقة والحبّ. يُذكر أنّ المرأة، تماماً كما الرجل، تأمل بالعثور على شخص تثق به ويثق بها، شخص يمكنها مشاركته انتصاراتها وخيبات أملها. لكن، هل من الضروري أن يكون هذا الشخص زوجاً؟ ويُحكى عن أنّ السبب الحقيقي وراء رغبة المرأة في الزواج أبعد من مجرّد الحصول على رفقة جيّدة، فالهدف هو العثور على رفيق للروح وإكمال حياتها معه.

وماذا عن الرجل؟ على الرغم من أنّ التصوّر السائد يشير إلى أنّ الرجال لا يأبهون بالزواج كما النساء، فإنّ الأمر يختلف بحسب الفئات العمرية. وثمّة دراسات تبيّن أنّ الرجال الأصغر سناً يميلون إلى العيش وحدهم أكثر من النساء. ويعيد المعنيون ذلك إلى أنّ المرأة تتزوّج عادة في سنّ أصغر من الرجل، ما يمنح الأخير سنوات إضافية للاستمتاع بحياة العزوبية. أمّا بالنسبة إلى الرجال الأكبر سناً، فالأمر معاكس، وبالتالي نرى نساء من جيلهم يعشنَ بمفردهنّ أكثر منهم. ويعود ذلك إلى أسباب عدّة، منها أنّ عدد النساء يفوق عدد الرجال.




بالنسبة إلى نينا، وهي شابة في الثالثة والعشرين من عمرها تعيش في لندن وتحمل شهادة جامعية، فإنّ "ضغوط المجتمع التي تواجهها الشابة هي التي تدفعها إلى وضع الزواج من ضمن أولوياتها". تخبر "العربي الجديد": "بدأت العمل في وظيفة تُعَدّ جيدة لمن في مثل سنّي ومن دون خبرة، وأنا أستمتع بالتعرف على الحياة المهنية واكتشافها"، مشيرة إلى أنّ "موضوع الزواج يتكرّر في بيئتي كأنّما هو الهدف الأهمّ في حياة كل امرأة. صحيح أنّني ولدت وعشت في بريطانيا طوال حياتي، غير أنّ أصولي عربيّة". لكنّها تؤكد: "لا أفكّر بالأمر مطلقاً، ثمّة ما هو اليوم أكثر أهميّة بالنسبة إليّ من الزواج، في الحياة".

المساهمون