حملة مغربية لحماية الطواقم الطبية في حربها ضد كورونا

حملة مغربية لحماية الطواقم الطبية في حربها ضد وباء كورونا الجديد

26 مارس 2020
التعقيم متواصل في المغرب (فاضل سنّا/ فرانس برس)
+ الخط -
مع تزايد القلق من انتشار وباء كورونا الجديد، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب حملات من أجل توفير الدعم والحماية للأطباء والطواقم الطبية، المتواجدين في خط المواجهة الأول مع الفيروس. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ الثلاثاء الماضي وسمي #ادعم_طبيبا، #ادعم_ممرضا، في ظل ارتفاع مضطرد للإصابات بفيروس كورونا الجديد في البلاد، والمطالبة بتوفير الدعم ووسائل الحماية الكافية من كمامات طبية ومعقمات داخل المستشفيات والمراكز الصحية، للأطباء والممرضين في معركتهم الصعبة وجهاً لوجه مع "عدو لا يُرى".

منسق حملة "ادعم طبيباً، ادعم ممرضاً" الصحافي عبد الصمد بنعباد، قال إنّ إطلاقه الحملة هو "تعبير عن دعم الكوادر الطبية والتمريضية واحتضانها وتقدير جهودها، عبر الاتصال بها من أجل تحفيزها والإشادة بها، وكذلك تشجيع من يمكنه أن يوفر لها وسائل العمل التي تحتاجها". وأوضح بنعباد، لـ"العربي الجديد" أنّ إطلاق الحملة جاء "بعد اتصاله بعدد من الأطباء، وبعد مشاهدة بعض رسائلهم التي تفيد بأنّ ظروف عملهم سيئة في مواجهة هذا الوباء، وأنّهم مستعدون لمواجهة الخطر شريطة تمكنهم من الحصول على ضروريات العمل التي حددوها من كمامات وملابس خاصة ومعقمات اليدين، مع تمكينهم من السكن قرب المستشفيات بما يجعلهم في مأمن من نقل العدوى للمجتمع".



وأكد بنعباد أنّ سلامة العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية ينبغي أن تكون مسألة أساسية، فالوضع الحالي يقتضي حملة لدعمهم تشمل الاتصال بهم بمختلف الوسائل، وتحفيزهم وتشجيعهم، ودفع الدولة لتوفير ما يطلبونه في مواجهة الوباء، خصوصاً أنّ متطلباتهم حاسمة لإشعارهم بالأمان بينما يعالجون المرضى ويواجهون الخطر. وأشار إلى أنّ على الأثرياء ومالكي الفنادق والبيوت الفارغة القريبة من المستشفيات، توفير كلّ الوسائل التي تساعد الكوادر الطبية على التواجد الدائم بالقرب من مراكز عملهم، لضمان سرعة عنايتهم بالحالات الطارئة، وعزلهم عن أسرهم حماية للطرفين من الأذى، وضماناً لراحتهم.



بالموازاة مع هذه الحملة، واصلت حملة "التمريض الآن بالمغرب" ضغطها من أجل توفير وسائل الحماية للممرضين وتعزيز المنظومة الصحية. وأوضح، منسقها زهير ماعزي، أنّ "الكوادر الطبية والتمريضية تعمل غالباً في ظروف صعبة من دون وسائل وقاية كافية بعد استنزافها، وفي سياق عدم استعداد المنظومة الصحية لمثل هذه التحديات، ومع خطر حقيقي لنقل العدوى إليهم وإلى أسرهم". وأشار بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنّه "في ظلّ هذه الظروف الاستثنائية لا نملك إلا توجيه الشكر وإعلان الدعم لكوادر التمريض المرابطة في الخط الأمامي من حربنا الجماعية ضد فيروس كورونا الجديد، وتجديد دعوتنا للمواطنين باحترام تعليمات وزارة الصحة في التزام منازلهم".



تابع ماعزي: "كنا أول من نبه إلى ضرورة اتخاذ إجراءات لتسهيل وصول الممرضين إلى المستشفيات في سياق الحظر الصحي ومنع التنقل بين المدن، وتوفير مساكن من أجل الوقاية وتفادي نقلهم العدوى إلى ذويهم وتسهيل وصولهم للمستشفيات، وتوفير وسائل الحماية؛ من السكن، إلى الكمامات والمعقمات". ولفت إلى أنّ "السياق الحالي أكد مصداقية اقتراحاتنا لتعزيز المنظومة الصحية المغربية عبر تعزيز أعداد الممرضين وتحسين تدريبهم الأساسي والمستمر وكذلك تحفيزهم. مؤخراً، جرى أخذ اقتراحاتنا على محمل الجد من قبل الصحة العسكرية التي أطلقت مباراة توظيف استثنائية لتعزيز استجابة مصالحها للوباء، وننتظر قيام وزارة الصحة بالخطوة نفسها في الأيام المقبلة".



دعوات توفير الحماية للطواقم الطبية في حربها ضد وباء كورونا الجديد لم تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، بل دخلت النقابات الصحية في المغرب على الخط، داعية وزارة الصحة إلى "التوفير الكافي والدائم لمستلزمات الوقاية والعلاج لكلّ الطواقم الصحية" معتبرة أنّه "لا يستساغ إضعاف جانب الطليعة الدفاعية من كلّ الإمدادات؛ مادية كانت أو معنوية". وقالت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، في بيان، إنّه "لا يمكن السماح بأيّ خطأ أو تقصير، قد ينقلب -لا قدر الله- إلى ما لا تحمد عقباه" داعية وزير الصحة إلى "فرض مخطط وطني عاجل لفضّ كلّ اكتظاظ قد تشهده مراكز التشخيص والمراكز الصحية".



من جانبه، وجه المكتب النقابي للجامعة الوطنية للصحة في المركز الاستشفائي "ابن سينا" بالرباط، رسالة إلى مديري المستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي، تنادي بـ"توفير الظروف العلمية وشروط الصحة والسلامة، ثم اعتماد مقاربة اجتماعية شاملة لتعبئة الموارد البشرية الصحية". وطالب المكتب النقابي بتوفير كمامات "اف اف بي تو" لكلّ العاملين "تماشياً مع ما توصي به وزارة الصحة، وتوفير الأقنعة الجراحية للمصابين المحتملين ومرافقيهم وجميع المصابين بالالتهابات التنفسية، والحرص على استبدالها كلّ أربع ساعات كما توصي به الوزارة".

المساهمون