تسارع وتيرة انتشار وباء كورونا عالمياً

تسارع وتيرة انتشار وباء كورونا عالمياً

20 مارس 2020
+ الخط -
يواصل العالم تعزيز إجراءاته الوقائية في مواجهة فيروس كورونا الذي ما زالت أوروبا، وفي مقدمتها إيطاليا، في خط المواجهة الأول في مكافحته، على غرار ولاية كاليفورنيا الأميركية والأرجنتين، اللتين أعلنتا حجرا "وقائيا وإلزاميا" على السكان. فيما تجاوز عدد الوفيات 5 آلاف بسبب فيروس كورونا في أوروبا.

ويزداد القلق أيضاً بالنسبة للدول الأكثر فقراً في العالم، حيث يستحيل فرض حجر، خصوصاً في الأحياء العشوائية الشاسعة في آسيا. فضلاً عن ذلك، يحذر خبراء في الأمم المتحدة من أن نحو ثلاثة مليارات شخص لا يملكون الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس مثل المياه والصابون.

نقص معدات الحماية

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من نقص في التضامن حيال الدول الفقيرة يمكن أن يكلف ملايين الأرواح. وحتى في الدول الغنية أيضاً، مثل فرنسا والمملكة المتحدة، يندد أطباء وموظفون طبيون بنقص معدات الحماية والفحوصات. وقال طبيب بريطاني إنه يشعر "بخوف شديد" من نقص الوسائل المتاحة للطواقم الطبية.

وكتب في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية: "قد لا يكون الأمر بالنسبة لي خطيرا، فأنا شاب وصحتي جيدة، لكن لا أحتمل فكرة نقل عدوى لمرضى يمكن أن تؤدي إلى وفاتهم". وتشمل القيود على حرية التنقل أكثر من نصف مليار نسمة بعدما دعت السلطات السكان إلى ملازمة المنازل.

البقاء في البيوت

في كاليفورنيا، فرض على أربعين مليون شخص البقاء في بيوتهم حتى إشعار آخر إلا للضرورة القصوى، وكذلك الأمر بالنسبة لسكان الأرجنتين البالغ عددهم 44 مليون نسمة، بينما أغلقت شواطئ ريو دي جانيرو الشهيرة لأسبوعين على الأقل، اعتباراً من السبت.

واتخذت فرنسا من جهتها إجراءات لمنع التنزه على شواطئ الكوت دازور التي يتوجه إليها عدد كبير من الزوار للاستمتاع بالشمس على الرغم من تعليمات الحكومة.

ويرجح أن يمدد قرار الحجر المعلن في فرنسا أساسا لمدة أسبوعين، على ما ذكرت السلطات الصحية في البلاد.

إيطاليا في خط المواجهة

وأصاب فيروس "كوفيد-19"، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "عدو البشرية"، أكثر من 240 ألف شخص عبر العالم مع زيادة وتيرة الوفيات اليومية المسجلة.

وتجاوزت حصيلة الوفيات في إيطاليا الخاضعة للحجر الكامل 3400، وباتت تتقدم على الصين في هذا التصنيف المحزن.

ويزداد يوماً بعد يوم عدد الكهنة المتوفين جراء الفيروس، الذين يتوجهون إلى المستشفيات لمباركة المصابين. وروى كاهن رعية في بيرغامو، في شمال إيطاليا: "مرتدين أقنعة وقبعات وقفازات ورداءات واقية ونظارات، نسير نحن الكهنة كموتى أحياء بين الغرف".

من جهته، قال أسقف المدينة فرانشيسكو بيشي: "لم نعد نعرف أين نضع الموتى. استخدمت بعض الكنائس لهذا الغرض". ولم تسجل في الصين، حيث توفي 3250 شخصاً، الجمعة، أي إصابة جديدة محلية المصدر لليوم الثاني على التوالي.

علاج محتمل للوباء

وتوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اللجوء قريبا إلى الكلوروكين المستخدم لمعالجة الملاريا، كعلاج محتمل للمصابين بعد تسجيل نتائج مشجعة في الصين وفرنسا. إلا أن عددا من الخبراء دعوا إلى توخي الحذر، خصوصا في ظل غياب بيانات سريرية تؤكد فعالية الكلوروكين.

وتعهدت شركات أدوية عالمية، الخميس، توفير لقاح ضد كوفيد-19 "في كل أرجاء العالم" في مهلة تراوح بين 12 و18 شهرا على أقرب تقدير. وأشار نائب رئيس اللجنة التنفيذية في شركة "جونسون أند جونسون" إلى إمكانية تبسيط المعاملات الإدارية، مثل تراخيص تسويق اللقاحات وتسريعها في هذا المجال، مشددا على أن الموارد متوافرة، فيما تسمح شراكات بين القطاعين العام والخاص بتخفيف العبء المالي الناجم عن الاستثمارات الهائلة التي تتطلبها الأبحاث والإنتاج.

إسبانيا في أصعب الأيام

وتستعد إسبانيا المتضررة جدا بانتشار الفيروس لمواجهة "أصعب الأيام" في مكافحة الوباء من خلال الاستعانة بآلاف العاملين في مجال العناية الصحية. ويزداد التضامن في المناطق المعزولة في البلاد. وكما العديد من الشباب في قريته الصغيرة في كاستيليا، يقوم سيرجيو كامينيرو (30 عاما)، بشراء الحاجيات لجيرانه المتقدمين في السن، ويقدم لهم البيض من حديقته الخاصة، فيما يمنح آخر حليب الماعز التي يقوم بتربيتها.


ووصل عدد الوفيات بفيروس كورونا في إسبانيا إلى ألف وشخصين، الجمعة، بعد تسجيل 235 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة في البلاد. ووصل عدد الإصابات كذلك إلى 19980 بعدما تأكّد وجود 2833 إصابة بالفيروس خلال الفترة ذاتها، بحسب ما ذكر منسّق الطوارئ لدى الوزارة فرناندو سيمون.


(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة

مجتمع

من يكون خوسيه أندريس، الطاهي الذي يقف وراء وصول أول سفينة مساعدات محملة بالمواد الغذائية من قبرص إلى قطاع غزة الذي يئن تحت وطأة المجاعة..
الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة

منوعات

تراجعت مجلة فوربس عن حفل تكريم أكثر 40 امرأة تأثيراً في فرنسا، وذلك بعد حملة تحريض في باريس، على المحامية من أصول فرنسية ريما حسن
الصورة
أطفال فلسطينيون جرحى في غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يمثّل غياب اللقاحات الدورية عن محافظَتي غزة وشمال غزة خطراً إضافياً يهدّد حياة الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 98 يوماً.

المساهمون