أهالي سرمين وبنش متخوفون من تقدّم النظام السوري

أهالي سرمين وبنش متخوفون من تقدّم النظام السوري

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
07 فبراير 2020
+ الخط -
تشير الأحداث المتسارعة في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، إلى استمرار مأساة النزوح ومعاناة المهجّرين، فالتحذيرات التي كانت تطلقها جهات محلية من أنّ النزوح قد يطاول مناطق تُعَدّ آمنة باتت أمراً واقعاً في المحافظة. ومدينة سرمين، على سبيل المثال، التي كانت تبعد عشرات الكيلومترات عن خطوط المواجهة، باتت قاب قوسين أو أدنى من مدفعيّة النظام السوري، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مدينتَي بنش وإدلب.

قبل أربعة أيام، مع اشتداد المعارك في محيطها، أخليت مدينة سرمين من المدنيين. هذا ما يؤكده مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي للمدينة نصر الدين حسون لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنّه "مذ صارت سرمين خطّ اشتباك على جبهتَي النيرب وسراقب، أُفرغت من أهلها بشكل كامل. ونحن كمجلس محلي، عملنا على نقل معداتنا إلى خارجها لنضمن متابعة شؤون الأهالي". يضيف حسون أنّ "قوات النظام تبعد اليوم نحو ثلاثة كيلومترات عن مدينة سرمين من جهة بلدة النيرب، وما بين أربعة كيلومترات وخمسة من جهة سراقب"، شارحاً أنّ "المدينة محاطة حالياً بقوات النظام من جهتَين، فيما المدنيون غادروها كلّها من جرّاء القصف الذي استهدفها، وتوجّهوا إلى مخيمات للنازحين وإلى مناطق ريف حلب الشمالي مثل مدن أعزاز والباب وعفرين".

عبد الرحمن عبود، من النازحين الذين اضطروا إلى الخروج من سرمين، يقول لـ"العربي الجديد" إنّه لم يجد خياراً أمامه إلا التوجّه إلى أقارب له في بلدة معرة مصرين. ويخبر أنّه "بعد الاطمئنان على أنّ أطفالي وزوجتي صاروا بمنأى عن القصف، استفدت من الهدوء فجر اليوم وقصدت المنزل لجلب بعض احتياجاتنا". ويوضح عبود أنّه تمكّن من ذلك "بعدما راح الأهالي ينشرون عبر إحدى المجموعات الخاصة بنا على فيسبوك أخباراً عن حالة هدوء"، لافتاً إلى أنّه صادف عدداً من الأهالي يقومون بالمثل. ولا يخفي عبود أمله بأن تكون "عودتنا إلى منزلنا قريبة".
أمّا مدينة بنش، فلم تشهد حتى الساعة أيّ موجة نزوح، على الرغم من المخاوف الكبيرة التي يعشيها أهلها في الوقت الحالي. ومخاوفهم تلك تترافق مع توسّع دائرة سيطرة قوات النظام، وإمكانية مدفعيتها الثقيلة من قصف منازل المدنيين. ويقول أحمد حاج علي، وهو من الأهالي، لـ"العربي الجديد": "يوم أمس، عشنا حالة رعب حقيقة وكأنّنا في حرب عالمية. الأرض راحت تهتزّ بنا، ولا شيء يعلو على قصف الطائرات والمدفعية. كان يوماً مخيفاً جداً. أمّا اليوم، فالحال أهدأ نسبياً لكنّنا خائفون من اقتراب النظام وسيطرته على عدد أكبر من المناطق". ويضيف أنّه "حتى الآن، لدينا خيار البقاء في بيوتنا، غير أنّنا لا نعلم إلى متى يبقى هذا الخيار قائماً، وإذا كنّا سوف نسلم من القصف"، متابعاً أنّه "قد لا يتوفّر لنا مكان ننزح إليه في حال اضطررنا إلى ذلك. فالمخيمات تغصّ بالناس فيما قوافل المهجّرين تملأ الطرقات. الوضع سيئ بالفعل".

ذات صلة

الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
المعروك: أكلة رمضان التراثية في شمال غربي سورية / العربي الجديد

منوعات

يعتبر المعروك وجبة رئيسية في رمضان عند معظم السوريين، سواء بعد الإفطار أو على مائدة السحور، حيث تنتج الأسواق هذه الأكلة الشعبية بأشكال مختلفة.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.