الأعشاب بدل "الفيزيتا"

الأعشاب بدل "الفيزيتا"

22 اغسطس 2016
تجمع الأعشاب التي تحتاجها (Getty)
+ الخط -
في ظلّ ارتفاع أسعار الأدوية و"فيزيتا" الأطباء (تعرفة المعاينة) التي وصلت إلى أكثر من 300 جنيه مصري (نحو 33 دولاراً أميركياً) في بعض العيادات الطبيّة في مصر، لجأت عائلات كثيرة، خصوصاً الفقراء في القرى والأرياف، إلى الطبّ البديل والتداوي بالأعشاب، أملاً في الشفاء من أمراضهم، وقد يئسوا بسبب عدم قدرتهم على شراء الأدوية.

لدى المعالجين بالأعشاب، وصفات طبيّة كثيرة انتشرت في مختلف محافظات مصر. وتستخدم لمعالجة أوجاع القولون، والروماتيزم، وآلام الظهر والمفاصل، والدوالي، والنقرس، وفقر الدم، والعقم، والأمراض الجلدية، والأمراض الباطنية، والصرع، وارتفاع ضغط الدم، والضعف الجنسي، وأمراض القلب، والكبد، والسكري، وغيرها.

يستغلّ كثيرون حاجة الناس، فيبيعونهم مستحضرات طبيّة يروَّج لها عبر القنوات الفضائيّة، علماً أنّها تسبب مضاعفات لدى مستخدميها وقد تؤدّي إلى وفاتهم. فهذه المستحضرات مجهولة المصدر ولا تخضع لأي رقابة أو تفتيش. من جهة أخرى، تنتشر المراكز الشعبية لعلاج مشاكل العظام من خلال استخدام "الخشبة"، على غرار ما يفعله محمد جمال ربيع في منطقة إمبابة في محافظة الجيزة، وقد ورث عن والده "سرّ" ذلك العلاج من خلال استخدام الخشب. يومياً، يتوافد المئات إلى منزله من جميع المحافظات، إذ لا تتجاوز تعرفة معاينته عشرين جنيهاً (نحو دولارَين). وهذه الظاهرة انتشرت في عدد من المحافظات الأخرى مثل المنوفية والفيوم.

ويتنافس أصحاب الطبّ البديل في العلاج. في هذا السياق، يقول صاحب محلّ أعشاب مشهور في شارع السودان في حيّ المهندسين، أحد أرقى أحياء القاهرة الكبرى: "لا نبيع الأوهام للفقراء. أجلب المواد الطبيّة هذه من الدول الأفريقيّة وسيناء، وباتت لديّ خبرة كبيرة في علاج جميع الأمراض"، لافتاً إلى أنّه لا يبيع أي دواء إلّا بعد إجراء تحاليل طبية، محذراً من شراء الأعشاب من أشخاص غير متخصّصين. يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ الطلب على الأعشاب تضاعف خلال الفترة الماضية، بسبب غلاء أسعار الأدوية ونقص كثير منها، مشدداً على أن العلاج بالطب البديل "ليس نصباً كما يروّج البعض، أو ضاراً بالصحة كما يرى الأطباء. هو علاج حقيقي وفعّال وخالٍ من أي مواد قد يكون لها تأثيرات جانبية". ويؤكّد أنّ ثمّة إقبالاً غير مسبوق من قبل المرضى على شراء الأعشاب.

من جهته، يرى طبيب المسالك البولية عادل حسين أنّ "إقبال الناس على الطب البديل أو الأعشاب يزداد في هذه الأحيان، في ظل الترويج لهذه المستحضرات على الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، من قبيل الشاي الصيني وغيره". يضيف أنّ "يأس المرضى دفعهم إلى طرق أبواب أخرى للعلاج، وإن كان الأمر خطراً ومن الممكن أن يودي بحياتهم".

يلجأ المرضى عادة إلى الطب البديل، بسبب الفقر وغياب الاهتمام الحكومي. تقول حميدة علي، وهي ربة منزل، إنّها كانت تعاني من آلام شديدة في عمودها الفقري. قصدت أحد الأطباء ودفعت 50 جنيهاً (نحو خمسة دولارات) من دون أن تلقى تحسّناً. لاحقاً، نصحها البعض بالتوجّه إلى طبيب آخر، تعرفة معاينته أعلى وتصل إلى 350 جنيهاً (نحو 39 دولاراً). ولأنّها لا تستطيع تحمّل هذه الكلفة، قرّرت التوجّه إلى الطب البديل الذي "لا يكلفني إلا 20 جنيهاً (نحو دولارين)".

من جهته، يقول حجاج محمد، الذي يعاني من الضغط، إنّ كلفة العلاج التي ارتفعت كثيراً، هي التي دفعت بعض الناس إلى التداوي بالأعشاب أملاً في الشفاء. أمّا محمد، وهو نجّار، فيخبر أنّه قصد طبيباً طلب منه سبعة آلاف جنيه (نحو 790 دولاراً) لقاء عمليّة جراحية لعلاج الحصى في الحالب، فنصحه أحد أقربائه بالتداوي بالأعشاب. يضيف: "أتناول الأعشاب منذ أكثر من شهر على أمل التخلّص من الحصوة".

فشل كلوي
يرفض طبيب المسالك البولية عادل حسين التداوي بالأعشاب، مشيراً إلى أن الكثير من المرضى يأتون إلى عيادته، وقد تسبّبت الأعشاب بإصابتهم بفشل كلوي وغيرها من الأمراض في الأمعاء. ويشير إلى أن الأعشاب مجهولة المصدر، ولا يمكن وصفها بدلاً عن العقاقير الطبية، مؤكداً أنّ في الأمر خطورة كبيرة، ولا يمكن الاعتماد على هذه الأعشاب في العلاج، خصوصاً علاج الحصى.

دلالات