أختر غول: قلق على مستقبله في أفغانستان

أختر غول: قلق على مستقبله في أفغانستان

27 يناير 2017
لا يرغب بالعودة إلى بلاده (العربي الجديد)
+ الخط -
"عاد والدي قبل فترة إلى أفغانستان ليس رغبة منه في العيش فيها، ولكنه عاد قسراً بعد أن قرّرت السلطات الباكستانية ترحيل اللاجئين الأفغان". هكذا يتحدث اللاجئ الأفغاني أخترغول (40 عاماً) عن أحوال أسرته التي توزّعت بين أفغانستان وباكستان بسبب الوضع في أفغانستان والسياسات الباكستانية إزاء اللاجئين الأفغان.

لا يرغب أختر، الذي عاش 20 عاماً في باكستان، في العودة إلى بلاده كما هو شأن كثير من أفراد أسرته بسبب الوضع الأمني المتدهور في البلاد، ولكنه رغم ذلك يتأهب لذلك. يقول: "في باكستان تلاحقنا الشرطة كل ساعة وكل يوم. أما في أفغانستان فالأمن مفقود ولا وسيلة للعيش. بالتالي نحن قلقون إزاء المستقبل".

يؤكد أختر، أن الشرطة الباكستانية اعتقلته قبل فترة وأخذته إلى أحد مراكزها. وبعد أن دفع والده ألف روبية (10دولارات) في مركز الشرطة أفرج عنه. بالتالي قررت الأسرة أن يرحلَ أبوه مع أمه إلى أفغانستان لكي يمهّدا لعودة باقي أفراد الأسرة إلى أفغانستان في الربيع المقبل.

اشتغل أختر في مهن كثيرة وشاقة قبل أن يجد لنفسه موطئ قدم في تجارة الفواكه. حالياً هو يشتريها من المستوردين من مختلف مناطق البلاد، ثم يبيعها لأصحاب المحلات في إسلام أباد وراولبندي، ويكسب في اليوم نحو ألف روبية (عشرة دولارات). كما أنه شريك في تجارة للإسمنت مع أحد رفاقه. وتمكن بمساعدة إخوته وبعض أقاربه من شراء قطعة أرض بمدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد، وبنى فيها بيتاً يعيش فيه هو وأخوه الأصغر محمد روزي.

لم يكن الشابان يظنان أنهما سيتركان هذا المنزل أو البلد في يوم من الأيام. الآن يحاولان أن يجدا شخصاً يشتري منهما المنزل بسعر مناسب كي يتمكنا من إعادة إعمار المنزل، في إقليم كرديز، مسقط رأسهما في جنوب أفغانستان.

يقول أختر، إن العائق الوحيد في سبيل عودته إلى أفغانستان حالياً هو البرد القارس فيها، وإنه يريد أن يبيع المنزل بسعر مناسب. فمنزله في أفغانستان قد دمّر بفعل الحروب الدامية وإعادة إعماره تحتاج إلى مبلغ كبير. إضافة إلى أن أسرته بحاجة إلى تأسيس عمل جديد كي يكون لديها مصدر دخل هناك.

محمد روزي هو الآخر قلق بشأن مستقبله ولا يرغب بأية حال العودة إلى أفغانستان. يؤكد أن الأوضاع هناك مأساوية. يقول محمد روزي: "في بلادنا لا شيء مهيئاً للحياة. لا الوضع الأمني ولا الوضع الاقتصادي يسمحان بالعيش فيها، ولكن لا مفرّ".

المساهمون