"كلنا مريم" تنطلق في الدوحة بمحاضرة عن معاناة المقدسيات

حملة "كلنا مريم" تنطلق في الدوحة بمحاضرة عن معاناة المقدسيات

29 يناير 2019
جانب من المحاضرة (معتصم الناصر)
+ الخط -


انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، مساء أمس الإثنين، حملة "كلنا مريم"، لتسليط الضوء على معاناة المرأة المقدسية التي تواجه شتى أنواع الظلم، وتُمارس تجاهها مختلف أنواع السياسات القهرية.

وأولى فعاليات الحملة الممتدة حتى الثامن من مارس/ آذار، يوم المرأة العالمي، كانت محاضرة بعنوان "نساء على عتبات الحياة، أن تلدي وأن تموتي في القدس"، ألقتها الأستاذة في جامعة قطر والباحثة الفلسطينية سهاد ظاهر خشان، في مقر منتدى العلاقات العربية والدولية، في الحي الثقافي"كتارا".

وعن اختيارها لعنوان المحاضرة، قالت سهاد ظاهر خشان لـ"العربي الجديد": "اخترت تجربتي الولادة والموت لأن تجارب الحياة تتكثف فيهما، ولأن كل الصعوبات التي يمكن أن تواجهها المرأة في حياتها تصادفها خلال الولادة أو خلال الموت، وفي السياق المقدسي تتكثف هذه التجارب عند النساء بسبب أنهن مقدسيات وبسبب رغبة الاحتلال الإسرائيلي وطموحه بأن يمحو المرأة الفلسطينية من الوجود".

وفي ما يتعلق بالحملة ومدى تأثيرها، رأت خشان أنه "من المهم دائما أن نسمع أصوات النساء، والحملة قد لا تحدث التغيير المطلوب لما نراه من تجاهل على الساحة الإعلامية، وما تشهده المؤسسات الحقوقية العالمية من خذلان، فالجميع يعلم معاناة المرأة المقدسية والشعب الفلسطيني عموما، لكن يُقابل ذلك بغض البصر عن تلك المعاناة، فمن الممكن أن تكون حملة (كلنا مريم) مجرد صرخة أو صوت".

وتطرقت المحاضِرة إلى الصعوبات التي تمر بها المرأة المقدسية التي تحمل هماً غير الهم الذي تحمله المرأة العربية عند ولادتها، فما يضاعف آلام الولادة هي المعاناة عند الحواجز الإسرائيلية والتي من الممكن أن تلد المرأة المقدسية على أحدها بسبب كثرتها. وذكرت خشان أنه بالإضافة إلى الجدار العازل الذي يمتد على طول 142 كيلومتراً هنالك 13 حاجزا عسكريا للاحتلال تطوق القدس، ويستخدم معظم المقدسيين على جانبي الجدار العازل هذه المعابر يوميا في تنقلاتهم، سواء للعمل في مدينة رام الله أو للوصول إلى البلدات التي أبقاها الجدار خارج القدس.

وأشارت إلى بحث أجرته جمعية الشبان المسيحية المقدسية عام 2012، بيّن كيفية تأثير العوامل الجغرافية والسياسية على فترة الحمل والإنجاب، وعلى الصحة الجسدية والنفسية للمرأة الحامل والنّفاس أيضا.

وقالت خشان: "إن أكثر من نصف المقدسيات المشاركات بالبحث، ونسبتهن 54.7 في المائة، أشرن الى تحديدهن لحركتهن أثناء فترة الحمل بسبب خوفهن من فقدان حقوق المواطنة ومن مواجهة الحواجز، والعنف السياسي، واستنشاق الغاز المسيل للدموع، أو الحاجة للوقوف والانتظار لساعات طويلة تحت حر الشمس أو برد الشتاء القارس في القدس من أجل التمكن من المرور".

كما لفتت إلى أن جميع المشاركات في البحث باستثناء أربع نساء تعرّضهن لاستنشاق الغاز المسيل للدموع والتعرض لممارسات عسكرية أثناء فترة حملهن، في حين ذكرت 70 في المائة من النّساء أن الحواجز العسكرية كانت محددة لحركتهن و17 في المائة أشرن إلى أن هويتهن المقدسية حددت حركتهن وتنقلهن من مكان إلى آخر.

كما لفتت إلى أن الأغلبية بنسبة 67 في المائة كان أزواجهن الداعمين الأساسيين لهن عند مواجهة القيود والعنف السياسي، وفي أكثر من نصف الحالات تولى الأزواج الأمور البيتية بعد الإنجاب.

ومن أصل 118 مجيبة، 66 من النساء تحدثن عن كوابيس مروعة ومتكررة، مثل فقدان أطفالهن، وولادة الجنين ميتا، وإنجاب أطفال معاقين، والاضطرار لمواجهة الجنود على الحواجز أثناء فترة الحمل، والخوف من فقدان بيوتهن بسبب هدم المنازل أثناء فترة الإنجاب، ومصادرة بطاقات الهوية والأراضي وغير ذلك.

واختتمت الباحثة خشان المحاضرة بقولها "في القدس، إن كنت حية عليك الاختفاء للبقاء، وإن كنت مختفية فأنت حيّة، وكوننا شعب يحب الحياة، إن استطعنا إليها سبيلا، فمحاولات الإخفاء والمحو مستمرّة".

بدورها، أكدت ممثلة منظمة قدس العالمية للثقافة والبحوث التركية، "أوكاد"، ومنسقة الحملة في قطر، إسراء صالح، أن حملة "كلنا مريم" ستبقى مستمرة و"ستتوج بمؤتمر عالمي عن معاناة المرأة المقدسية يعقد في منتصف إبريل/ نيسان المقبل، وكذلك العمل على تشكيل جبهة عالمية وحراك كبير وممتد لفضح ممارسات الاحتلال في مدينة القدس، وخاصة بحق المرأة والطفل، لمطالبة المجتمع الدولي بالوقوف مع الشعب الفلسطيني، وتحديدا مع المرأة الفلسطينية، في مدينة القدس، فالحقوق المدنية للمرأة والأطفال هي حقوق مكفولة في الأعراف والقوانين الدولية والشرائع السماوية".

وذكرت أن توصيات الحملة تشمل مطالبة منظمات حقوق الإنسان والمنظمات القانونية بتجريم الاحتلال على ممارساته ضد المرأة الفلسطينية في مدينة القدس، وتقديم لوائح اتهام بحق دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وتطالب الحملة المنظمات النسائية العربية والعالمية بالتضامن مع المرأة المظلومة في مدينة القدس من خلال عقد الفعاليات المشتركة والمؤتمرات والندوات والتي تعمل على كشف ما تتعرض له المرأة الفلسطينية من ممارسات واعتداءات اسرائيلية في مدينة القدس وباقي المناطق الفلسطينية الأخرى.

وتواصل الحملة فعالياتها في الدوحة، ويعقد، اليوم الثلاثاء، لقاء بالتنسيق مع رابطة سيدات الأعمال القطريات لمناقشة رواية "باب العمود"، للكاتبة نردين أبو نبعة، بمشاركة عدد من المثقفين والمهتمين. ويقام معرض لرسومات مقدسيين، وتعرض أفلام وفيديوهات من قلب المعاناة في القدس المحتلة، إضافة إلى معرض للزي الفلسطيني وإحياء التراث، كما تحيي فرقة للدبكة الفلسطينية أمسية تراثية.

المساهمون