هذه مخاطر الحيوانات الأليفة

هذه مخاطر الحيوانات الأليفة

07 مايو 2016
لا تنسوا التحقّق من مصدرها (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
هي صرعة العصر، إذا صحّ القول. يكثر اقتناء الحيوانات الأليفة في المدن اللبنانيّة، من دون أن تُحدّد الأسباب التي تدفع في هذا الاتجاه. قد تختلف بالتأكيد، إلا أنّ سؤالاً ملحّاً يُطرح: هل يُدرك هؤلاء الذين قرّروا تربية حيوانات أليفة في منازلهم، المخاطر التي قد تتسبب بها، لا سيّما على صحة الأطفال، إذا لم تُتّخذ الإجراءات الوقائية اللازمة؟

قبل كلّ شيء، "لا بدّ من التحقق من مصدر الحيوان الأليف" الذي قرّرنا تربيته في منزلنا. هذا ما يشدّد عليه الاختصاصي في الطب البيطري وعلم نفس الحيوانات الأليفة الدكتور ناجي إليان، الذي يضيف لـ"العربي الجديد"، أنّ "من الضروري تحصين الحيوان بكلّ لقاحاته وتزويده بدواء مضاد الدود. في حال لم يحصل عليه، فإن الدود قد ينتقل إلى الصغار في المنزل ذوي المناعة الضعيفة. كذلك، فإنّ الفطريات التي قد نجدها على جلد الهرّ، قد تنتقل إلى الأطفال بمجرّد اللمس، في حال لم تُغسل اليدَين جيداً. من هنا، نؤكد على أهميّة النظافة الشخصية عند اقتراب الإنسان من أيّ حيوان أليف، خصوصاً لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو المصابين بالربو أو الإيدز".

ويعود إليان ليؤكد على "أهمية اللقاحات. أبرزها اللقاح ضدّ داء الكلَب الذي يُعدّ الإصابة الأخطر على حياة الإنسان. في أغلب الأحيان، نجد الناس يهرعون إلى غرف الطوارئ للحصول على حقنة ضدّ الكزاز (تيتانوس)، في حال تعرّضوا إلى عضة كلب. هذا لا ينفع الإنسان. جرثومة الكزاز غير موجودة في فم الكلب أو الهرة، ما نجده هو جرثومة الكلَب. لذا نشدّد على أنّه في حال تعرّض الإنسان إلى مثل هذه الحالات، لا بدّ له من التوجّه إلى أقرب مركز صحي للمعالجة من داء الكلَب ومراقبته على مدى 15 يوماً". يضيف: "لا تجوز تربية أيّ حيوان أليف في المنزل من دون تحصينه ضدّ داء الكلَب، بهدف حماية أهل البيت".

من جهة أخرى، يحذّر إليان من أنّه "في حال لاحظ أهل المنزل لجوء حيوانهم الأليف إلى الأذيّة، سواء أكان هراً أم كلباً، يجب اصطحابه إلى مركز متخصص في تدريب الحيوانات وإجراء فحوص طبية له، لا سيّما تلك الخاصة بالهورمونات. وقد يتطلّب الأمر أحياناً إخصاء الحيوان الذكر. المهمّ ألا نصل إلى مرحلة يشكّل فيه الحيوان الأليف مهما كان نوعه، خطراً على صحة أهل البيت". ويلفت أيضاً إلى "أهمية دراسة طباع حيواننا الأليف وتطبّعه، حتى نعرف كيفيّة التعامل معه بطريقة صحيحة".



من جهته، يشدّد الاختصاصي في الطب البيطري الدكتور فضل الله منيّر على "أهميّة التوعية المسبقة حول كيفية التعامل مع الحيوان الأليف". يقول: "بعد أخذ حيواننا الأليف في نزهة، لا بدّ من أن نغسل قوائمه عند العودة إلى المنزل، على سبيل المثال. الطرقات مليئة بالجراثيم". ويحذّر من "تقبيل الكلب أو الهرّ في فمه، خصوصاً من قبل الأطفال، لتفادي إصابات عديدة، أبرزها داء الكلَب، لا سيّما في حال لم يكن الحيوان محصناً. إلى ذلك، لا بدّ من أن يغسل الطفل يديه كلما لعب مع حيوان أليف ولمسه. من الممكن أن يلتقط جراثيم من وبره. وهنا نؤكّد على ضرورة تمشيط وبر الكلب أو الهرّ من دون أن ننسى عدم جواز إدخاله إلى المنزل إن لم يكن محصناً وإن لم نكن نعرف مصدره".

أما الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتور إيلي فرح، فيتوجّه إلى الأهل من خلال "العربي الجديد"، قائلاً إنّ "أمراضاً عديدة قد يلتقطها الأطفال من الحيوانات الأليفة، ومن حيث لا تدرون. يكمن الخطر في حال تسبّب حيوان أليف غير محصّن، في خدش طفل أو امرأة حامل أو أيّ شخص ذي مناعة ضعيفة". ويشرح أنّ "الإنسان يُصاب حينها بحرارة مرتفعة. بالتالي لا بدّ من معالجته فوراً، عبر المضادات الحيوية المناسبة، للحدّ من تفاقم أيّ عدوى قد يُصاب بها. داء الكلَب مثلاً، يؤثّر مباشرة على عضلات الإنسان ويدفع إلى شللها. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكلب المصاب بهذا الداء ينفق في خلال عشرة أيام".

في السياق ذاته، يدعو الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور إلياس الهراوي "المرأة الحامل إلى أخذ الاحتياطات اللازمة، في حال كانت تربّي في منزلها حيواناً أليفاً، مهما كان نوعه". وقد يصل الأمر إلى حدّ التخلّي عن الحيوان. ويوضح أنّ "ذلك خوفاً من التقاط أيّ جرثومة أو فيروس، خصوصاً الطفيلي الذي يتسبّب بداء المقوسات (توكسوبلاسموزيس). المرأة الحامل تواجه خطراً أكبر من غيرها، إذ قد تنقل العدوى إلى جنينها في حال التقطتها من هرّ مصاب أو أيّ نوع من الطيور".