"الماء والتمر" حملة شبابية للترحم على أرواح شهداء فلسطين

وفي بلدة العبيدية شرقي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، ثمة شارع رئيسي يفصل مدن جنوب الضفة عن وسطها، وهو حيوي وفيه الآلاف من المركبات المارة بشكل يومي، ما يجعله شارعا مهما لا ينقطع من المركبات حتى في وقت الإفطار.

وفريق "هنا العبيدية" قرر أن يكرس وقت متطوعيه، عند أذان المغرب، لتقديم الماء وبعض التمر، على المركبات التي فاتها وقت الإفطار، وذلك هبة من أصحاب الخير عن أرواح شهداء فلسطين.

يقول عبد الله العصا، أحد متطوعي فريق "هنا العبيدية"، لـ"العربي الجديد"، إنهم قرروا في هذا العام أن يقدموا شيئاً للشهداء كي لا يغادروا الذاكرة، فالتمر والماء من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام، ويفيان بالغرض لأناس فاتهم وقت الإفطار وهم يمرون من شوارع البلدة.

يترك أعضاء الفريق موائد الإفطار في منازلهم، ويتناولون بحسب "العصا" بعض الماء والتمر، وينتشرون على الطريق الرئيسي، ويفطرون الصائمين في مركباتهم، وهذا ما يعزز روح التواصل والترابط الاجتماعي بين الفلسطينيين، أحد الأهداف المتطوعين.

وعادة ما تكون المحال التجارية مغلقة وقت الإفطار، وتتحلق الأسر حول موائدها، عدا من خانهم الوقت أثناء تنقلهم من مدينة إلى أخرى، وتلك التمور وعبوة الماء قادرة على سبيل المثال أن تمنح السائق بعض القوة حتى يصل إلى مدينته، والتي قد تكون على بعد أكثر من ساعة في مدينتي الخليل وبيت لحم.

بادرة شبابية لمساعدة الصائمين (العربي الجديد)

ويتفاعل السائقون والناس مع الفعالية، فالماء والتمر جاء في وقته، هذه اللفتة التطوعية تجعل الشهداء حاضرين في ذاكرة الكل، وكذلك تعزز من روح العمل التطوعي لشباب بلدة العبيدية، وإبقاء صورة النخوة والكرم الموجودة عن الأهالي هناك.

الحملة ستستمر طيلة شهر رمضان (العربي الجديد)

الحملة التي ستستمر طيلة أيام شهر رمضان المبارك، وفق ما يقول العصا، أثبتت أن أعمال الخير يتسابق عليها الناس، بهدف إرضاء الله سبحانه وتعالى ورغبة في كسب المزيد من الأجر في تلك الأيام المباركة، أما أعضاء فريق هنا العبيدية، سيواصلون أعمالهم التطوعية، لا سيما تلك التي تتعلق بالشهداء والأسرى كبادرة بسيطة لردّ الجميل لمن ضحوا لأجل وطنهم فلسطين.

تفاعل السائقون مع المبادرة (العربي الجديد)

تقديم الماء والتمر لمن في الطريق (العربي الجديد)

الهدف الترحم على أرواح شهداء فلسطين (العربي الجديد)