طالبو التأشيرات الأميركية في روسيا قيد الانتظار

طالبو التأشيرات الأميركية في روسيا قيد الانتظار

22 ابريل 2018
السفارة الأميركية في موسكو (العربي الجديد)
+ الخط -
ما كان للأزمة الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن، التي تعد الأسوأ منذ حقبة "الحرب الباردة"، أن تمر من دون أن تلقي بظلالها على المواطنين العاديين الروس من طالبي تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة بهدف الدراسة أو السياحة.

منذ قرار موسكو طرد مئات الدبلوماسيين الأميركيين رداً على توسيع رقعة العقوبات في الصيف الماضي، وتراجع الطاقة الاستيعابية للقنصلية الأميركية في موسكو، اضطر طالبو التأشيرات الانتظار أشهرا طويلة لإجراء مقابلة مع الموظف المختص من دون أي ضمانات في اتخاذ قرار إيجابي بشأنهم.

في هذا الإطار، تشير مُؤسّسة موقع "روبيك يو إس" المعنية بشؤون الحياة في الولايات المتحدة، كاتيرينا بانوفا، إلى أن هناك طالبي تأشيرات يضطرون للانتظار ستة أشهر لإجراء المقابلة، ووصل الحال ببعض الطلاب إلى التأخر عن حضور صفوفهم الدراسية نتيجة طول الانتظار. وتقول بانوفا لـ "العربي الجديد": "أعداد أكبر من الروس تتوجه إلى دول ثالثة مثل أوكرانيا أو بلدان البلطيق لاستخراج التأشيرة الأميركية. وهناك حيلة قد يلجأ إليها بعض الطلاب، وهي السفر إلى الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية، في حال كانوا يحملونها، ثم تعديل صفتهم بعد انقضاء 90 يوماً على تاريخ الوصول. إلا أن هذه الطريقة معقدة، لأنهم يضطرون لانتظار الرد من مصلحة الهجرة الأميركية نحو شهرين. وخلال هذه الفترة، ليس في وسعهم السفر إلى بلدهم لقضاء العطلة".

مع ذلك، لم تؤثر الأزمة الدبلوماسية وتدهور العلاقات بين البلدين على فرص الروس في الحصول على التأشيرة الأميركية، في حال تحلوا بالصبر لانتظار موعد المقابلة.




وبحسب بيانات عام 2017، فإن المواطنين الروس هم الأوفر حظاً بين حاملي جوازات سفر الجمهوريات السوفييتية السابقة، لناحية فرص الحصول على التأشيرة الأميركية. وبلغت نسبة رفض منح التأشيرات السياحية للروس أقل من 12 في المائة، بينما زادت هذه النسبة عن 20 في المائة في بعض الدول حديثة العضوية في الاتحاد الأوروبي مثل ليتوانيا وإستونيا، وعن 50 في المائة في الجمهوريات الأقل رخاء من الناحية الاقتصادية مثل جورجيا وقرغيزيا وأرمينيا وطاجيكستان وأوزبكستان.

وتعزو بانوفا تدني نسبة رفض طلبات الروس إلى العوامل الاقتصادية وليس السياسية. تضيف: "على مدى السنوات العشر الماضية، مرت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بمنعطفات كثيرة. لكن نسبة رفض منح التأشيرات للروس ظلت منخفضة جداً وتترواح بين 5 و12 في المائة. وعلى الرغم من أن علاقات أوكرانيا وجورجيا مع الولايات المتحدة أفضل، إلا أن نسبة الرفض بلغت 61 و35 في المائة على التوالي". تضيف: "أعتقد أن نسبة الرفض لا علاقة لها بالعقوبات والسياسة، بل تتعلق بدخل السكان. كلما كان البلد أكثر فقراً، تتأنى الولايات المتحدة في منح التأشيرة السياحية لمواطنيه خوفاً من نوايا انتهاك نظام الإقامة أو محاولة الهجرة أو العمل".

ويبدو أن الأزمة الدبلوماسية بين البلدين طاولت الطيارين الروس أيضاً، لتضع استمرار الرحلات الجوية بين روسيا والولايات المتحدة على المحك. وحذرت قناة "ماش" على "تيليغرام" من أن الناقلة القومية الروسية "أيروفلوت" قد توقف الرحلات إلى الولايات المتحدة بحلول الصيف في ظل تقلص عدد حاملي التأشيرات الأميركية الصالحة بين طاقم الشركة يوماً بعد يوم.

وأكد مصدر في "أيروفلوت" لصحيفة "إر بي كا" وجود مشكلة تتعلّق بتحديد مواعيد المقابلات لطواقم الطائرات، شأنهم في ذلك شأن جميع المواطنين الروس. مع ذلك، استبعدت الشركة احتمال توقف الرحلات الجوية، مشيرة إلى أن هناك عدداً كافياً من طواقم يحمل تأشيرات سارية لضمان استمرار حركة الطيران على المدى البعيد.

وبعد قرار شركة "دلتا" الأميركية العزوف عن تسيير رحلات مباشرة إلى روسيا خلال الصيف، قررت "أيروفلوت" زيادة عدد رحلاتها إلى الولايات المتحدة وتوظيف طائرات أكثر سعة لهذا الغرض.

وبدأ المواطنون الروس يواجهون مشاكل في إجراء المقابلات بالقنصلية الأميركية في أغسطس/ آب الماضي، إثر طلب السلطات الروسية من واشنطن تقليص 755 من موظفي بعثتها الدبلوماسية في روسيا. وقررت الولايات المتحدة آنذاك تعليق إصدار التأشيرات في قنصلياتها في سانت بطرسبرغ ويكاتيرينبرغ وفلاديفوستوك لأجل غير مسمى، ما اضطر سكان المدن النائية للسفر إلى موسكو لإجراء المقابلات.




ومع تفاقم الأزمة حول تسميم العميل المزدوج الروسي سيرغي سكريبال، وتوجيه أصابع الاتهام إلى موسكو، قررت الولايات المتحدة طرد 60 دبلوماسياً روسياً تضامنا مع بريطانيا، لترد روسيا بالمثل، إضافة إلى إغلاق القنصلية العامة الأميركية في سانت بطرسبرغ، ما قضى على جميع الآمال في الانفراجة في أزمة العلاقات في الأفق المنظور.