وزير الصحة الجزائري: الوضع مقلق وأمامنا أشهر للتعايش

وزير الصحة الجزائري: الوضع مُقلق وأمامنا أشهر للتعايش مع كورونا

06 مايو 2020
تم تسجيل ارتفاع لافت في عدد الإصابات (العربي الجديد)
+ الخط -
حذّر وزير الصحة الجزائري عبد الرحمان بن بوزيد، من موجة ثانية لانتشار فيروس كورونا، ووصف وضع الأزمة الوبائية في الجزائر بالمقلق، بعد تسجيل ارتفاع لافت في أعداد الإصابات منذ قرار السلطات إعادة فتح المحلات التجارية قبل أسبوعين، والتراجع عنه لاحقا. وقال الوزير في برنامج بثّته الإذاعة الجزائرية، إنّ "الجزائر تمكّنت من تجاوز مرحلة الخوف من تفشي فيروس كورونا، لكن الوضع مقلق، وعدد المصابين يمكن أن يرتفع أكثر مما هو عليه اليوم".
وكشف الوزير بن بوزيد أن "هناك أشخاصاً يحملون الفيروس ولا يتوجهون إلى المستشفيات، ولا يؤمنون بوجود المرض أصلاً، مع أن أغلبية الجزائريين يدركون أن كورونا حقيقي". وعزا ارتفاع الإصابات في الفترة الأخيرة إلى زيادة المختبرات التي تقوم بالتحاليل عبر مختلف الولايات، إلى جانب حركة المواطنين في شهر رمضان.

وكانت الجزائر قد سجلت أكثر من ألف إصابة خلال الأيام الستة التي أعقبت قرار السماح بمزاولة أنشطة تجارية وحرفية؛ ما دفع السلطات الجزائرية إلى إعادة إغلاق المتاجر تلافيا لما وصفه خبراء بكارثة محتملة. وأمس الثلاثاء، كشفت البيانات الرسمية عن تسجيل 190 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما رفع الحصيلة إلى 4838 إصابة، وتسجيل خمس وفيات، ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 470 وفاة، فيما تعافى2067 شخصاً.
ولمّح المسؤول الجزائري إلى إمكانية مبادرة الحكومة إلى اتخاذ قرار بإجبارية وضع واستعمال الكمامات، قائلا "شخصياً أرجو أن تصبح الكمامة كحزام الأمان في السيارة يدفع من لا يضعها غرامة، لأن أمامنا عدة أشهر للتعايش مع الوباء، ومازالت الفترة طويلة للقضاء عليه". وحذّر الوزير الجزائري من موجة ثانية للفيروس، بخاصة بعد استبعاد فرضية فعالية الحرارة في القضاء عليه، وقال "لا نعلم إن كانت هناك موجة ثانية للإصابة بالفيروس، الخبراء في العالم لا يعلمون بهذا أيضا، قيل إنه سيزول مع فترة الصيف لكن حين نرى عدد الحالات في السعودية والإمارات حيث درجات الحرارة عالية ندرك أنه ليست هناك علاقة بين القضاء على الفيروس وارتفاع درجة الحرارة".

وبرغم هذه المعطيات، فإن وزير الصحة الجزائري يعتبر أن بلاده نجحت حتى الآن في التحكم في انتشار فيروس كورونا، مشيراً إلى أنّ الأمر يقاس بتراجع عدد الوفيات وليس بزيادة عدد الإصابات، "الوضع متحكم فيه ويتجلى ذلك من خلال انخفاض عدد الوفيات، وهذا يدل على أن العلاج المطبق فعال وأعطى نتائج جيدة"، مشيراً إلى أنّ اللجنة العلمية المتابعة لوضعية تفشي وباء كورونا في الجزائر تقدم كل الأرقام الحقيقية للوضع الوبائي، وليس لديها ما تخفيه.

من جهته، قال الطبيب أسير طيبي لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على تصريحات الوزير، إنّ مخاوف وزير الصحة مشروعة وواقعية، بسبب ما تمت ملاحظته في الفترة الأخيرة من تهاون في الوقاية واحترم التدابير الصحية، مشيرًا إلى أنه بقدر ما يتم احترام التدابير بقدر ما تتقلص فترة الأزمة الوبائية. وذكر طيبي أن "الوضع الوبائي في الجزائر مستقر مقارنة مع دول أخرى على صعيد الأرقام، لكن هذا لا ينفي أنّ البلاد تسير نحو ارتفاع كبير في معدلات الإصابة بدلاً من أن يتقلص".

المساهمون