محمّد غنام يبيع القهوة في عين الحلوة

محمّد غنام يبيع القهوة في عين الحلوة

08 يناير 2015
صار يبيع القهوة في شوارع المخيم (انتصار الدنان)
+ الخط -
عايش محمد غنام، وهو لاجئ فلسطيني يعيش في مخيم عين الحلوة، الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. كان ميكانيكي سيارات في ذلك الوقت. "لأن عملاء إسرائيل لم يتركوني وشأني"، على حد قوله، وكانوا يجبرونه على تصليح سياراتهم مجّاناً، ترك مهنته وصار يعمل في مجال المقاولات.

اليوم، صار يبيع القهوة في شوارع المخيم، وتحديداً في السوق بسبب كثافة الحركة فيه. أما عن سبب اختياره هذه المهنة، فيقول: "كنت أملك محلاً في المخيم لتصليح السيارات. أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، اضطررت إلى إقفاله للتخلص من العملاء الذين لم يكفوا عن مضايقتي. عملت في شركة للمقاولات لمدة ستة عشر عاماً. قدمت استقالتي لأسباب مهنية. حاولت العمل في مهنتي الأساسية لكنني لم أستطع لأنها تطورت، وصار هناك تقنيات حديثة باعتبار أن صناعة السيارات اختلفت عن السابق. حاولت التدرب على تلك التكنولوجيا الجديدة لكنني لم أستطع. كان الأمر يحتاج إلى تدريب طويل يمكن أن تصل مدته إلى نحو أربعة أعوام. وأنا لم أعد صغيراً ولا أستطيع قضاء كل هذا الوقت لتعلّم تصليح السيارات الجديدة. لذلك، كان لا بد أن أبحث عن بديل. قررت أن أعمل بائعاً متجولاً للقهوة في المخيم". يضيف: "أبيع القهوة منذ نحو 17 عاماً، وأعتاش منها أنا وعائلتي".

لكن غنام يوضح أن هذا العمل لا يسد جميع احتياجاته بطبيعة الحال. هو متزوج وله ستة أبناء. وبسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة، عجز عن تعليم أولاده لأن إمكانياته لا تسمح. ما زالت ابنته فقط في المدرسة، وهي في الصف التاسع الأساسي. أما أبناؤه الأكبر سناً، فقد اضطروا للعمل. يتابع أن "العديد من أبناء الشعب الفلسطيني في المخيم لا يستطيعون تعليم أبنائهم، بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة. يجبرون أولادهم على تعلّم مهن مختلفة. بعضهم يختارون العمل أيضاً كباعة متجولين حتى يتمكنوا من إعالة أسرهم".

يتابع غنام أن "الوضع الاقتصادي في المخيم يكاد ينهار. لا يوجد فرص عمل أو مستقبل. فاللاجئ الفلسطيني محروم من حق العمل والحقوق الاجتماعية. لا يستطيع التملك حتى لو كان باستطاعته شراء منزل". يضيف أن "الأحداث الأمنية التي يشهدها المخيم بين فترة وأخرى تؤثر على الوضع الاقتصادي. فعند حدوث أي طارئ أو مشكلة تتوقف حركة البيع والشراء في المخيم". يختم كلامه: "أنا مقيم في المخيم ولا أغادره". يسأل: "إلى أين سنذهب"؟

المساهمون