تلوث المياه والغذاء يتسبب بمئات حالات التسمم بالباب السورية

تلوث المياه والغذاء يتسبب بمئات حالات التسمم في الباب السورية

28 يونيو 2017
بين الحالات أطفال وكبار سن (عمر حاج قدور/Getty)
+ الخط -
تستقبل مشافي مدينة الباب السورية في ريف حلب عشرات الإصابات بالتسمم من أهالي المدينة، تجاوز عددها الـ 200 إصابة حتى يوم أمس وفق مصادر محلية في المدينة.

وكان مشفى الحكمة قد أعلن في بيان صادر عنه، استقبال 145 حالة تسمم غذائي خلال اليوم الثاني للعيد فقط، مؤكداً أن حالات التسمم حدثت بسبب المياه الملوثة والأطعمة الفاسدة التي تباع خلال فترة العيد على رأسها "المثلجات والشاورما والفروج".

وأوضح عمار محمد وهو ناشط سوري في مدينة الباب، أنّ "حالات التسمم بدأت منذ اليوم الأول للعيد، وعدد المصابين في ازدياد مستمر، هناك جدل حول المسبب لحالات التسمم، البعض يرجح تلوث إحدى آبار المياه التي يعتمد عليها السكان كمصدر رئيسي لمياه الشرب، وآخرون يشيرون إلى وجود أطعمة فاسدة في متناول الناس أو في أحد المطابخ الجماعية التي نشطت في رمضان، وأيضاً إلى ألواح الثلج الجاهزة التي يشتريها الناس بكثرة بسبب الحر وعدم وجود برادات".

وأضاف "يعاني الناس هنا من مشكلة تلوث المياه منذ فترة طويلة، فالمياه الرئيسية مقطوعة منذ فترة طويلة، لذا لجأ الأهالي لحفر الآبار السطحية لاستخراج المياه، وكون هذه الآبار ليست بالعمق الكافي لضمان نقاوة المياه، فاحتمال تلوثها كبير. للأسف لا يوجد أي بديل للأهالي حتى اليوم عن مياه الآبار سواء لتأمين مياه الشرب أو للاستخدام المنزلي".




وأشار يوسف محمد علي وهو مسعف من مدينة الباب إلى أن "الحالات الواردة للمشافي تعاني من الإقياء والإسهال والإعياء، بينهم أطفال وكبار في السن، ويتم تدبيرها من خلال المضادات الحيوية وتزويد المرضى بالسوائل والراحة"، وأضاف "لتدارك الأزمة ننصح الناس بشرب مياه معلبة وعدم الاعتماد على مياه الآبار إلا لأغراض التنظيف المنزلي، وغلي المياه وتبريدها قبل شربها في حال اضطروا لاستخدام مياه الآبار".

من جانبه، قال الطبيب أحمد عابو الذي يعمل في أحد مشافي الباب، إنّ "عدم وجود مصدر ثابت ونقي للمياه اضطر الأهالي لحفر آبار، جزء كبير منها ما يزال ملوثا، لذا انتشرت الحمى التيفية والتهاب المعدة والأمعاء في المدينة لمدة طويلة، إلى أن قام المجلس بحملة لتعقيم المياه قلصت من توارد الحالات التيفية والالتهابات. أما ما حدث خلال فترة العيد فمن المرجح أنه مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود برادات تسببت مادة غذائية فاسدة بحالات جماعية".

ويشتكي أبو صلاح وهو أحد أهالي مدينة الباب قائلاً: "لا توجد أي رقابة على الأطعمة التي تباع في الأسواق، تسمم طفلاي الصغيران منذ أول أمس، ولا يزالان مريضين حتى اليوم، الباعة يشترون الأطعمة من أي كان ويخزنونها دون برادات، لا نعلم الشاورما التي تناولها أطفالي كم بقيت دون براد حتى فسدت، همهم الوحيد الربح ولا أحد يراقبهم، يجب على المجالس المحلية تعيين هيئات رقابة صحية على كل ما يباع ويشترى في الأسواق، وأيضاً مراقبة صلاحية المياه للشرب".

دلالات

المساهمون