حكاية بطل من "الخوذ البيضاء" قتله قناصة النظام بالغوطة

وخرج حسان عند الفجر مع فريق الخوذ البيضاء لإجلاء المدنيين، ونقلهم من المناطق القريبة من الجبهات نحو أماكن أكثر أمنا، حيث كانوا عالقين في الملاجئ، بالتزامن مع تقدّم قوات النظام في محيط مدينة سقبا. أصابته إحدى رصاصات قناصة قوات النظام المتمركزة هناك، لتوافيه المنية بعد ذلك بدقائق.

حسان كان من أشجع متطوعي الدفاع المدني وأكثرهم إقداما في معركة انتشال المدنيين المصابين. لم يكن يأبه بالقصف الجوي، ويصل إلى مكان الغارة لتأدية واجبه الإنساني، رغم علمه بالسياسة التي يتبعها النظام بقصف المكان الذي استهدفته الغارة مجدداً، بهدف قتل المسعفين ورجال الإنقاذ.

غادر حسان الغوطة إلى دنيا أخرى، تاركا خلفه ولديه وزوجته محاصرين في الغوطة مع آلاف المدنيين، بعد صحبة دامت سنوات داخل الحصار الذي يفرضه النظام على الغوطة، وهو نازح بالأساس من مدينة دمشق هرباً من قوات النظام.

ذو التاسعة والعشرين عاماً لم تثنه دراسته ونيله ‏بكالوريوس تقانة المعلومات‏ في ‏جامعة رشد الافتراضية، ‏عن التطوع مع فرق الدفاع المدني، لإنقاذ المدنيين من نيران النظام والطيران الروسي والمليشيات الإيرانية.



ودعا حسان الحسيني قبل موته بيوم واحد، على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك"، الناس في أنحاء العالم، إلى مقاطعة كأس العالم المزمع إقامته في روسيا، العام الجاري، تضامنا مع الغوطة المحاصرة، كما انتقد سياسة الأمم المتحدة في التعامل مع إجرام النظام السوري في الغوطة.


وقال منصور أبو الخير، المتطوع في مديرية الدفاع المدني، في حديث مع "العربي الجديد"،  إن "حسان الحسيني رفض البقاء عاملاً إدارياً في مديرية الدفاع، وفضّل العمل على الأرض في إخلاء المدنيين وإنقاذ الجرحى"، مضيفا: "كان حسان مفعماً بالنشاط والإنسانية دوماً، ومحباً للخير، تلقى رصاصة غدر من قوات النظام، خلال عمله في إجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمنا في الغوطة".

عمل حسان جاهداً على تطوير نفسه كمتطوع في الدفاع المدني، وشارك في دورات تطوير عناصر الدفاع المدني التي أقيمت في الغوطة مع رفاقه الذين شهدوا على شجاعته، وأخلاقه السمحة.



ونعى أصدقاء الدرب في الدفاع المدني بالغوطة، حسان. وقالت مديرية الدفاع في ريف دمشق إن "الإنسانية خسرت بطلاً جديداً قضى إثر تعرّضه لرصاص من قناصة قوات النظام السوري التي تستهدف المارين في الأحياء السكنية في مدينة سقبا".

وكتب المتطوع منصور أبو الخير على "فيسبوك"، "كلّ يوم عم نودع غالي من أصحاب الهمم العالية وأصحاب القلوب البيضاء، الشهيد حسان الحسيني أحد أبطال الخوذ البيضاء بالغوطة، إنا لله وإنا إليه راجعون".

وقضى 11 متطوعاً من الدفاع المدني، واثنان من الكوادر الطبية، نتيجة القصف من النظام على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة، في الآونة الأخيرة.