ذكرى مجازر "داعش" ضد الإيزيديين: مصير مجهول لآلاف الضحايا

الذكرى الخامسة لمجازر "داعش" ضد الإيزيديين: مصير مجهول لآلاف الضحايا

08 اغسطس 2019
واحدة من أبشع مجازر داعش (Getty)
+ الخط -


داخل مخيمات نزوح وقرى مُدمّرة، أحيى آلاف العراقيين الإيزيديين الذكرى الخامسة لاجتياح تنظيم "داعش" الإرهابي مدينتهم، وقيامه بقتل آلاف الرجال واختطاف النساء والأطفال، بواحدة من أبشع المجازر التي نفذها التنظيم في العراق.

ورغم اعتبار البرلمان العراقي منطقة "سنجار ومحيطها"، منكوبة وإقرار قانون خاص بالضحايا الإيزيديين، إلا أن الحال لم يتغير كثيراً عليهم عن السنوات الماضية، وما زال هناك قرابة الثلاثة آلاف شخص منهم غالبيتهم نساء وأطفال في عداد المفقودين، وسط تضاؤل فرص العثور عليهم منذ انتهاء معارك الباغوز آخر معاقل "داعش" في سورية.

ووفقاً لإيزيديين نجوا من المجزرة المروعة التي شهدتها سنجار، فإن الذكرى الخامسة للفاجعة التي خطفت ذويهم وأقاربهم تمر عليهم بألم في ظل وجود مئات المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم حتى الآن، مؤكدين لـ "العربي الجديد"، أنهم اضطروا للبقاء في إقليم كردستان بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في مدينة سنجار بمحافظة نينوى التي تعتبر معقل الإيزيديين في العراق.

وتقول أمينة قاسم وتُعرف أيضاً باسم أمينة خانم (67 عاماً)، إن ابنتها وحفيدتها من بين المختطفات وما زالتا في الغياب القسري"، وتضيف لـ"العربي الجديد"، إنها تريد أن تراهما قبل أن ينخر السرطان آخر ما تبقى من جسدها"، معتبرة أن جهود البحث عنهم ما زالت ضعيفة.

رئيس إقليم كردستان نيجرفان البارزاني يوضح بدوره في كلمة له بمناسبة الذكرى الخامسة لإبادة الإيزيديين، أنّ ما تعرض له الإيزيديون جريمة إبادة، مشيراً إلى أنه تمّ "تحرير 2225 من النساء الإيزيديات من سيطرة "داعش"، وما يزال مصير 1323 أخريات مجهولاً". وأوضح في حفل تأبيني أقيم في محافظة دهوك بإقليم كردستان، أن 1284 رجلاً تم تحريرهم، مع بقاء 1528 مختطفاً آخر لم يتم تحريرهم. معتبراً أن سنجار بحاجة الآن إلى الإعمار، لأن سكان تلك المناطق يستحقون حياة أفضل.

وفي آخر إحصائية أصدرتها مديرية شؤون الإيزيدية، أكدت أن عدد الإيزيديين في العراق قبل اجتياح تنظيم "داعش"، منتصف عام 2014 كان 550 ألف نسمة، موضحةً أن 360 ألفاً منهم نزحوا من مناطقهم، وأن الأيام الأولى لاحتلال التنظيم لمدينة سنجار أسفرت عن مقتل 1200 إيزيدي ما تسبب بوجود نحو 2745 طفلاً يتيماً، وأشارت إلى العثور على 71 مقبرة جماعية للإيزيديين، مبينة أن عدد المزارات ودور العبادة الخاصة الإيزيدية التي دمرت بلغ 68 مزاراً.

ولفتت إلى مغادرة نحو 100 إيزيدي إلى خارج العراق بسبب الأحداث الأمنية المتوترة في مناطقهم.

ويوجه إيزيديون انتقادات لبرلمان وحكومة بغداد بسبب عدم منحهم الاهتمام الكافي على الرغم من حجم المأساة التي لحقت بهم، وهو ما دفع الرئيس العراقي برهم صالح إلى مطالبة مجلس النواب بالتصويت على قانون الناجيات الإيزيديات من أجل ضمان حصولهن على تعويضات مادية ومعنوية، مؤكداً في بيان أن الإيزيديين تعرضوا لأسوأ المجازر على يد تنظيم "داعش".

ودعا الرئيس العراقي المجتمع الدولي إلى محاسبة تنظيم "داعش" على الجرائم التي ارتكبها والتي ترقى إلى أن تكون جرائم حرب لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.

في هذه الأثناء، لا يزال مستقبل أطفال النساء الإيزيديات المختطفات لدى تنظيم "داعش" واللواتي تم تحرير بعضهن مجهولاً في ظل رفض مؤسسات إيزيدية الاعتراف بهم.

وقال المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى في العراق في وقت سابق، إنه يرفض ضمّ أطفال النساء الإيزيديات المختطفات لدى "داعش" إلى الطائفة الإيزيدية، رغم أنه اعتبر ما جرى للنساء كان خارجاً عن إرادتهن.



ودعت النائبة الإيزيدية السابقة فيان دخيل، إلى تخيير الإيزيديات الناجيات بين الاحتفاظ بأطفالهن من عدمه، موضحة أن هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم، وهم ضحايا لآبائهم من "الدواعش".

يشار إلى أن الإيزيدية تعد طائفة غير مسلمة كما أنها غير عربية يتركز وجودها في شمال العراق باتجاه الحدود مع سورية، ويعتبر الإيزيديون أنفسهم طائفة تمتد إلى الحضارة البابلية في العراق، وأن ديانتهم هي عبارة عن خليط من ديانات قديمة متعددة.