احتفالات وعادات الأضحى حول العالم

احتفالات وعادات الأضحى حول العالم

25 سبتمبر 2015
المعمول من أصول العيد في لبنان (فرانس برس)
+ الخط -
لبنان مشغول هذا العيد بحراك شعبي يطالب بحلّ لأزمة النفايات، بالإضافة إلى ملفات أخرى. وعلى الرغم من ذلك، ومن وقوع عيد الأضحى في أواخر الشهر في ظل أزمة اقتصادية مستمرة، سيحتفل اللبنانيون المسلمون بعيدهم الكبير بما توفر.

في العيد يزور اللبنانيون قبور موتاهم في المدن والقرى. وتباع أوراق شجر الريحان العطرية على مداخل المقابر. أما في الداخل فيوزع أهل الميت حلويات المعمول بالجوز والفستق الحلبي والتمر عن روحه. وينشط كثير من الأطفال يحملون أكياساً بأيديهم ويدورون على كلّ قبر ليجمعوا ما تيسر لهم من المعمول في كيسهم وهم يرددون لأهل الميت "عظّم الله أجوركم".

في مصر، وبعد صلاة العيد التي تقام في المساجد والشوارع والحارات ويشترك فيها عدد كبير جداً من المصلين، تُقدّم أطباق الحلوى وزينتها الكعك أو الكحك. ويخرج المراهقون إلى دور السينما التي تُطلَق فيها الأفلام الجديدة، والملاهي، والحدائق العامة. بينما يؤدي أهلهم زيارات اجتماعية معهودة لا سيما للأقارب. ومن العادات السيئة في القاهرة انتشار التحرش بالفتيات بكثافة طوال أيام العيد، ما يرفع من حدّة حملات التوعية ومطالبة السلطات باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد منه.

الصلاة في فلسطين هي الأهم في العيد كمناطق إسلامية أخرى حول العالم. لكنّ نكهة العيد لا تكتمل إلاّ بالصلاة في المسجد الأقصى المخطوف في أيامنا هذه أكثر من العادة. وعدا عن الصلاة وتأدية زيارات صلة الرحم، تتميز فلسطين بأنواع عديدة من الحلوى المناسبة للعيد لا سيما الكنافة النابلسية. كذلك، فإنّ أسواق أغنام الأضاحي تجد رواجاً كبيراً خصوصاً في اليوم الأول للعيد وما يسبقه.

في قطر، نال الموظفون والتلاميذ سبعة أيام إجازة للعيد هذا العام. وتقام في البلاد عادة عروض ترفيهية وفنية مختلفة طوال أيام العيد. وهو ما يندرج هذا العام في إطار مهرجان عيد الأضحى 2015، الذي يتنقل ما بين كثير من المجمعات التجارية، حيث يخصص للأطفال الجزء الأكبر من فعالياته.

وفي مدينة أغادير المغربية يرتدي الشبان جلود الأضاحي، في اليوم الأول من العيد، ويضعون على وجوههم طلاء أسود يخفي ملامحهم، ويغيرون نبرة أصواتهم في احتفالية يطلق عليها اسم "بيلماون، و"بوجلود". وتعود أصول الاحتفال إلى طقس أمازيغي قديم.

ويعرف عن السودانيين ارتفاع عدد الزيجات في الأعياد خصوصاً عيد الأضحى. فالمغتربون يستغلون أيام الإجازة من أجل "إكمال نصف الدين"، ليصبح الاحتفال مزدوجاً.

وعلى صعيد الأعراس أيضاً، فالإيرانيون يستغلون عيد "قربان" بحسب تسميتهم للأضحى، بالزيارات العائلية ويقدمون لكلّ عروس جديدة في العائلة هدايا خاصة.

في الصين، يعتبر الإسلام الديانة الثانية في البلاد، ومع انقسامهم إلى عشر قوميات تعتبر قومية الإيغور هي الأكبر. ويحتفل الإيغور بعد صلاة عيد الأضحى على طريقتهم الخاصة في تنظيم لعبة خطف الخروف أو الأضحية. وفيها يلاحقون على الخيل الخروف ويعلن الفائز بعد حين، ليقوم كبير العشيرة أو العائلة بتلاوة بعض الآيات وذبح الخروف تمهيداً لتوزيعه ثلاث حصص على إمام المسجد والأسرة المضحية والثلث الأخير للتصدق.

أما في الهند فتتميز نساء مدينة حيدر آباد بزخرفة الحنة على أياديهن، ويبالغ الرجال في التعطر للمناسبة. ويرتدي الجميع كباراً وصغاراً ملابس جديدة، كثير منها من تقاليد مسلمي الهند.

في روسيا يصوم المسلمون الملتزمون يوم وقفة عرفة. وهو من الأمور الراسخة في ثقافتهم وقد نقلوها من مناطق القوقاز كداغستان والشيشان وأنغوشيا إلى المدن الكبرى كالعاصمة موسكو وسان بطرسبرغ. وبما أنّ التضحية بالأغنام في المنازل صعبة في المدن، يستبدلها المسلمون بذبح أضحياتهم أمام المساجد ومن بعدها توزع لحومها على الفقراء.

وبالانتقال إلى المقلب الغربي من العالم، قررت مدينة نيويورك اعتماد يوم عيد الأضحى يوم عطلة رسمياً لتلاميذ المدارس. وبذلك يحتفل التلاميذ مع أهلهم هذا العام من دون أن يضطروا إلى التغيب عن دروسهم كما السابق.

أما أيام ما بعد العيد وانتظار استقبال الحجاج العائدين من مكة فلها عاداتها أيضاً. وبالعودة إلى لبنان يحضّر أهل الحاج الكثير من الأمور أولها أضحية تذبح حال وصوله. كذلك، تُزيّن مداخل المنزل والشارع بسعف النخيل والملصقات الملونة والمنوعة والتي لا تغيب عنها لافتة خضراء عملاقة كتب عليها "حج مبرور وذنب مغفور" وأخرى كتب عليها "أهلاً وسهلاً بحجاج بيت الله الحرام". أما مع وصول الحاج، وعدا عن ذبح الأضحية ومروره فوقها، فهناك تقليد معروف في إطلاق المفرقعات النارية من أكبر الأحجام في السماء. حتى أنّ البعض لا يتورع عن إطلاق الرصاص. فكأنّ قيمة الحاج وحجته تحدد بقدر البارود الذي يمطر السماء.

اقرأ أيضاً: الجالية المسلمة في موسكو تحتفل بالأضحى المبارك