قلق دولي من تزايد معدلات الجوع في اليمن

قلق دولي من تزايد معدلات الجوع في اليمن

25 أكتوبر 2016
مخاوف من تفاقم الجوع (الأناضول)
+ الخط -



أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن قلقه المتزايد إزاء تزايد معدلات الجوع وسوء التغذية لدى الأطفال في اليمن، لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم.

وتحدّث البرنامج، في بيانه اليوم، عن زيارة فريق رفيع المستوى من الموظفين إلى بعض الأحياء الفقيرة، ولقاء بعض العائلات والسلطات المحلية في محافظة حجة شمال غرب اليمن ومحافظة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر.

كما زار الفريق مستشفيات ومراكز للتغذية والصحة وطالعوا العديد من حالات الأطفال المصابين بسوء التغذية الذين وصلوا إلى تلك المراكز من مناطق نائية.

ونقل البرنامج عن إحسان، أم تبلغ من العمر 26 عاماً، "اقترضت أموالاً من جيراني وعائلتي حتى أتمكن من إحضار ابني من مديرية التحيتا لعلاجه من سوء التغذية هنا في المستشفى في الحديدة".

وأضافت: "أنا أرضعه، ولكنه يزداد ضعفاً ويفقد المزيد من الوزن كل يوم. لا أجد طعاماً يكفي لأطفالي، ناهيك عن إيجاد ما يكفيني".

وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا، مهند هادي، إنّ النزاع في اليمن يسبب خسائر فادحة، وخاصة للأشخاص الأكثر احتياجاً، لا سيما النساء والأطفال.


وأضاف، "يزداد الجوع كل يوم وقد استنفد الناس كل ما لديهم من استراتيجيات للبقاء، وهناك الملايين من الناس لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة دون الحصول على مساعدات خارجية".

وتقول فاطمة (45 عاماً) وتعيش في ضواحي صنعاء: "نقتات على الخبز فقط لأني لا أملك أي شيء آخر لإطعام أطفالي، ونعتبر أنفسنا محظوظين إذا كان لدينا ما يكفي من الخبز للجميع".

وتضيف، "ارتفعت أسعار المواد الغذائية وزوجي لم يعد يتلقى راتبه".

وكشف البرنامج أنه وفي بعض المناطق مثل محافظة الحديدة، تم تسجيل معدلات مرتفعة للإصابة بسوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة بلغت 31 في المائة، أي أكثر من ضعف حد حالة الطوارئ الذي يبلغ 15 في المائة.

ولفت إلى أن "حوالى 50 في المائة من الأطفال في مختلف أنحاء البلاد من التقزم وصل إلى مرحلة لا يمكن تداركها".

وأشار البرنامج إلى أن تأثير الصراع على الوضع الاقتصادي في اليمن، الذي هو أفقر بلد في منطقة الشرق الأوسط، يمثل كارثة، فالملايين من موظفي القطاع العام لم يعودوا يحصلون على رواتبهم ويكافحون من أجل تغطية نفقاتهم.

وتزايدت معدلات الجوع، خلال الشهرين الماضيين، وخصوصاً بعد توقف صرف رواتب موظفي الدولة لشهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول، جراء الصراع المالي بين حكومة الرئيس، عبدربه منصور هادي، وجماعة "أنصار الله" (الحوثيون) على البنك المركزي، وكذلك انعدام مصادر الدخل الأخرى.

من جانبه، قال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، توربين دو، إن "هناك جيلاً كاملاً يمكن أن يصاب بالعجز بسبب الجوع (..) نناشد المجتمع الدولي دعم الشعب اليمني".

وأعلن البرنامج، أنه يحتاج إلى ما يزيد على 257 مليون دولار أميركي لتوفير المساعدات الغذائية الملحة حتى مارس/آذار 2017، لافتاً إلى أن الأمر يستغرق 4 أشهر من وقت تلقي البرنامج الأموال حتى يمكن شحن الغذاء إلى البلاد، ووصوله إلى أيدي الأسر التي تحتاج إليه.

ويقول برنامج الأغذية، إن 14.1 مليون شخص في اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 7 ملايين يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي، وفي بعض المحافظات، يكافح 70 في المائة من السكان لإطعام أنفسهم.

ويشهد اليمن حرباً منذ أكثر من عام ونصف العام بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بقوات التحالف العربي من جهة، ومسلحي جماعة أنصار الله "الحوثيين" وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة أخرى، مخلّفة آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن أوضاع إنسانية صعبة.


 (العربي الجديد)