محاربة البدانة مع "ميل يوميّ" في مدارس بريطانيا

محاربة البدانة مع "ميل يوميّ" في مدارس بريطانيا

18 أكتوبر 2018
يشاركان في النشاط في مدرسة لندنيّة (كارلا آدم/ Getty)
+ الخط -

في إطار استراتيجيتها الهادفة إلى مكافحة السمنة في مرحلة الطفولة، تلجأ الحكومة البريطانية إلى نشاط في المدارس يقضي بالركض لمسافة ميل واحد (1.609344 كيلومتراً) يومياً. وتهدف فكرة الركض اليومي لمدّة 15 دقيقة في الهواء الطلق إلى خلق نشاط روتيني مع زملاء الصف، من شأنه أن يحسّن لياقة الأطفال البدنية ويجعلهم أكثر صحة وكذلك أكثر قدرة على التركيز في الصف. وتستمرّ الحملة الخاصة بهذا النشاط منذ عام 2006، وقد حقّقت استجابة ليس فقط على الصعيد الداخلي، إنّما آلاف المدارس من حول العالم تشجّعت للانضمام إلى ذلك النشاط.

تفيد أبحاث أعدّتها جامعتَا "ستيرلنغ" و"إدنبرة" البريطانيتان بأنّ الركض لمسافة ميل واحد بصورة يومية، يعزّز مستوى النشاط ويحسّن لياقة الجسم، وهذه الفرصة متاحة أمام كل المدارس الابتدائية في كل أنحاء المملكة المتحدة. في السياق، تقول كورينا مايسون، وهي موظفة علاقات عامة في "ذي دايلي مايل" (الميل اليومي)، إنّه "نشاط بسيط وممتع ومجاني". وتشرح لـ"العربي الجديد" أنّ "تسجيل أيّ مدرسة لتكون جزءاً من مجتمع ذي دايلي مايل، يتطلب من مدير المدرسة أو أيّ مدرّس مخوّل من قبل المدير، ملء استمارة عبر الإنترنت على موقع النشاط، فيستلم حزمة ترحيب رقمية ونشرات إخبارية وتحديثات ذات صلة".

وتلفت مايسون إلى أنّ "نشاط ذي دايلي مايل صار عالمياً وينتشر اليوم في أكثر من خمسة آلاف مدرسة في 44 دولة مع مشاركة أكثر من مليون طفل". وإذ تؤكد أنّ هذا النشاط يتوسّع يوماً بعد يوم، تقول إنّهم يشجعون مدارس العالم، بما في ذلك مدارس الشرق الأوسط ودول الخليج على المشاركة. تضيف أنّه "من خلال الدعم الذي تقدّمه المدارس في كلّ مكان لهذا النشاط، يمكننا مواصلة تحسين صحة الأطفال ورفاههم وتشجيع العادات الصحية لديهم من أجل مستقبلهم".

وتتابع مايسون أنّ "المشاركة متاحة لجميع الأطفال، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة. ولا ينبغي على جميع التلاميذ أن يركضوا، بل يمكنهم التحرّك ببساطة بما يتناسب وسرعتهم الخاصة". وتشير إلى أنّه "على الرغم من أنّ الفكرة الكلية هي المشي أو الركض لمدّة 15 دقيقة بهدف دمج التمارين الرياضية في الروتين اليومي، فإنّ المسافة والوقت ليسا إلزاميَّين. وهذا النشاط تأثيره إيجابي ويخفف من اضطرابات اليوم الدراسي، ويظهر الأطفال من جرّائه تركيزاً أعلى في الفصل، فضلاً عن أنّهم يتناولون الطعام وينامون بصورة أفضل في المنزل، ويطوّرون روابط أقوى مع زملائهم في الفصل ومع المدرّسين كذلك".



وتؤكد مايسون أنّ "أيّ مشكلات صحية لم تنجم عن هذا النشاط منذ بدايته. وهو لم يبتكر ليشتمل على تمارين شاقة، بل فقط 15 دقيقة من الحركة تمكّن الأطفال من تحسين لياقتهم البدنية وسلامتهم العقلية. وعلى الرغم من أنّ الأطفال قد يترددون في البداية في المشاركة به، فإنّهم في النهاية سوف يستمتعون، وهذا ما حصل بالفعل، وصار كثيرون منهم يميلون بصورة طبيعية إلى الانخراط في الرياضة والنشاطات البدنية في المستقبل".

وكانت مطلقة هذه الفكرة، إيلاين وايلي، قد بدأت هذا النشاط قبل ستّة أعوام عندما كانت مديرة مدرسة ابتدائية صغيرة، لكنّ تلك الفكرة سرعان ما لقيت ترحيباً، فأقرّها عمدة لندن ورئيسة الوزراء. بالنسبة إليها فإنّ هذا النشاط ساهم في تحويل حياة آلاف الصغار، وهو اليوم يعمل على تخفيض مستوى السمنة في مرحلة الطفولة إلى النصف. تجدر الإشارة إلى أنّ رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، صرّحت في مايو/ أيار الماضي بأنّ "ذي دايلي مايل" هو "برنامج ممتاز وبسيط وشامل، ويمكن لغير المعتادين على ممارسة النشاط البدني أن ينخرطوا فيه بنجاح".

المساهمون