نازحو معرّة النعمان السورية: نفتقد الأهل وأجواء رمضان

نازحو معرّة النعمان السورية يشكون بعدهم عن مدينتهم في رمضان

02 مايو 2020
يشكي النازحون انعدام الاستقرار(عمر حاج قدورة/فرانس برس)
+ الخط -
فرّق النزوح عوائل وأهالي مدينة معرّة النعمان السورية، وأجبرهم على استقبال شهر رمضان وهم بعيدون عنها، يتطلّعون للعودة إليها بترقب وصبر.
محمود المر، مدير المركز الصحافي في معرّة النعمان، يحكي عن حال أهل المدينة بعد النزوح، ويوضح لـ"العربي الجديد" أنّ الأرض التي نزحوا إليها ليست أرضهم، والأجواء مختلفة عن أجوائهم، ويضيف: "لا رحمة في النزوح، نعاني من ارتفاع متزايد وتدريجي لإيجارات البيوت والمحلات، وكذلك غلاء الأسعار".
ويضيف المرّ: "معظمنا عاطل عن العمل، إذ تخلّت المنظّمات الإنسانية عن معظم من كان يعمل معها، وغدر القائمون عليها بهم. هذا ما حصل معي أيضاً، إذ نقلنا محتويات المركز الصحي إلى خارج مدينة معرة النعمان قبل سقوطها لنتابع العمل، لكن المنظمة المشغّلة حجزت على المحتويات كلّها، وأوقفونا عن العمل".
وحول شهر رمضان، قال المرّ: "لم نلحظ ولم نعش أجواء رمضان هذه السنة. إذ إننا نفتقد الأجواء التي اعتدنا عليها في معرّة النعمان الحبيبة، وبسبب النزوح، يغيب نصف أفراد العائلة، تقريباً، عن كلّ مائدة إفطار. الأب في مكان، والابن في مكان آخر. أنا شخصياً اعتدت الجلوس على مائدة  الإفطار مع أهلي، أصطحب زوجتي وأطفالي إلى منزلهم لنفطر يومياً عندهم، أمّا هذه الأيام فأنا محروم من الاجتماع مع أهلي، وأجلس إلى مائدة الإفطار مع زوجتي فقط، إذ إنّ أولادي ووالديّ غائبون".
 يحكي المرّ عن مآسي الغربة والنزوح، ويقول: "نعيش الغربة والنزوح بكلّ مرارتهما و قسوتهما، فنحن نعيش مثل السجناء هنا. أمنيتي ألاّ يمضي منتصف هذا الشهر إلاّ ونحن قد عدنا إلى معرّة النعمان، نصلّي في الجامع الكبير. لا نريد الانتظار حتى رمضان المقبل، إذ إنّ الأيام التي تمرّ علينا، ونحن بعيدون عن مدينتنا، صعبة جداً".
وكان أهالي المدينة قد نزحوا عنها قبل أيام من سيطرة قوات النظام السوري عليها، في يناير/ كانون الثاني الماضي، وذلك بعد قصف متواصل وغارات جويّة مكثفة، تسبّبت بدمار كبير فيها، وأوقعت عشرات الضحايا من أبنائها.
ويعود رامي ازميرلي بالذاكرة ليجوب في خياله شوارع مدينته، ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ الحياة صعبة بالنسبة إليه خارجها، فهو يتذكر على الدوام أسواق المدينة وصوت أذان المغرب، كما يذكر موائد الإفطار وصلاة التراويح، ومسجد المدينة الكبير الذي يغصّ بالمصلّين.
وتابع ازمرلي: "كلّ دقيقة تمرّ خارجها، نعيشها بغصّة ودمعة في العين. لدي أمنية واحدة أتشاركها مع كلّ شخص من مدينة معرّة النعمان، هو أن يكون عيد الفطر لنا فيها".
بدوره يوضح أبو عمّار، 55 عاماً، أنّه تعب من النزوح، وهو أمر صعب عليه، خاصة في ظلّ الظروف الحالية في المنطقة المحرّرة من محافظة إدلب. ويشكي لـ"العربي الجديد" انعدام الاستقرار، الأمر الذي يزيد من صعوبة ما يعيشونه، خاصة مع بدء شهر رمضان، إذ هو اضطر للتنقّل بين عدّة بيوت في ريف إدلب الشمالي.
وعدد سكّان مدينة معرّة النعمان، الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، كان نحو 50 ألفاً قبل الحملة العسكرية الأخيرة، التي سيطرت فيها قوات النظام السوري على المدينة. وكانت المدينة تحتضن نازحين ومهجّرين من عدّة مناطق في سورية.

المساهمون