التشديدات الأمنية للقمة العربية تزعج الموريتانيين

التشديدات الأمنية للقمة العربية تزعج الموريتانيين

14 يوليو 2016
الإجراءات استعداداً للقمة العربية (العربي الجديد)
+ الخط -
رفعت موريتانيا من مستوى التأهب الأمني في العاصمة نواكشوط، استعداداً للقمة العربية المرتقبة في 25 و26 يوليو/ تموز الجاري، وشملت الإجراءات الأمنية إغلاق العديد من الشوارع في ولاية نواكشوط الغربية وقرب السوق المركزية.

وشرعت مجموعة نواكشوط الحضرية (البلدية المركزية) بحملة ضد توقيف السيارات في الشوارع القريبة من قصر المؤتمرات وملتقى كافور المحاذي لسوق العاصمة، ووجد العديد من المتسوقين أنفسهم بلا سيارات بعد أن قامت فرق البلدية باحتجاز سياراتهم ورفض تسليمها إلا بعد دفع غرامات.

وتم إغلاق التقاطع الرئيسي المحيط بالسوق المركزية في وجه السيارات، وتمنع عناصر أمن الطرق وعمال البلدية أصحاب السيارات من الاقتراب منه وترابط شاحنات ضخمة تابعة للشركة الوطنية لصيانة الطرق مكلفة بنقل السيارات المتوقفة إلى مرآب خاص ببلدية نواكشوط المركزية.

محمد يحيى ولد القاضي، ركن سيارته قرب منزله في منطقة كافور "تاتا" لتأتي فرق المجموعة الحضرية وتحملها على ناقلة ضخمة.

يقول ولد القاضي، لـ"العربي الجديد": "ظننتُ أن سيارتي سرقت قبل أن يبلغني صاحب بقالة مجاورة أنه تمت مصادرتها إلى موقف سيارات للمجموعة الحضرية، وبعد أن ذهبتُ إليه قلت لهم أنا تركت سيارتي على الشارع القريب من منزلي، فقالوا لا بد من دفع الضريبة أولاً، وإذا أوقفت سيارتك على أي شارع كبير فسيتم احتجازها".

يعقوب ولد السيد، موظف جاء لسوق العاصمة من أجل شراء بعض الملابس، وترك سيارته بالقرب من كافور "bmd "، وعند عودته وجد أن عمال البلدية حملوها على شاحنة ضخمة ودخل في حوار معهم قبل أن ينزلوها بعد أن دفع الغرامة.

ويقول ولد السيد لـ"العربي الجديد": "هذا غير معقول ولا مبرر له، مازالت تفصلنا 15 يوماً عن القمة، والسوق المركزية بعيدة عن مكان انعقادها"، واتهم عمال المجموعة الحضرية بالفساد والمحاباة، "إنهم يريدون جمع الأموال ويستغلون الإجراءات الأمنية للاعتداء على سيارات الناس، الأمر أقرب إلى السرقة، إذ لا يوجد مبرر مقنع لما يقومون به مجرد غير جمع المال".

غير أن محمود ولد غال، وهو أحد عمال مجموعة الحضرية المكلفين الحملةَ، يرى أن هذه الإجراءات ضرورية وتأتي في إطار حملة شاملة للبلدية لنظافة العاصمة وإخلاء بعض الشوارع المهمة تهيئة للحدث المهم، وهو القمة العربية التي تعقد لأول مرة في موريتانيا.

ويقول ولد غال لـ"العربي الجديد": "الناس فوضويون ويفضلون ترك سياراتهم بطريقة مخالفة للقانون ومعرقلة للسير". مضيفاً أن الإجراءات لم تشمل جميع الشوارع، وأنها لا تهدف إلى التضييق على المواطنين، وإنما من أجل حماية الضيوف وتطبيق بعض قوانين السير التي كانت غير مطبقة".

ويضيف ولد غال، "الشوارع مفتوحة بالكامل، ولكن ركن السيارات ممنوع خاصة أمام قصر المؤتمرات وبعض الشوارع المهمة، وهو أمر طبيعي واحترازي ولا بد للمواطنين أن يحاولوا تحمله، نحن أمام حدث وطني كبير يتطلب من الجميع تكاتف الجهود والتحمل حتى نظهر العاصمة بأبهى حلة أمام ضيوفنا العرب".

وقد كثفت موريتانيا من إجراءاتها الأمنية، حيث يتم تفتيش القادمين إلى العاصمة بشكل دقيق فيما تقوم دوريات الأمن بالتدقيق في هويات المواطنين بعد منتصف الليل.

عبدالله ولد السنهوري، نشر على صحفته عبر "فيسبوك" صورة سيلفي من داخل مفوضية الشرطة وكتب: "الآن في مخفر الشرطة مع بعض الزملاء بسبب السياقة ليلاً. متى كانت السياقة ليلاً جريمة"؟.

ويتوقع مراقبون أن تتصاعد الإجراءات الأمنية مع قرب موعد انعقاد القمة العربية، فيما أكدت مصادر مطلعة لـ "العربي الجديد" أن الجيش سيكلف الإشرافَ أمنياً على خطة تأمين العاصمة، خلال أيام انعقاد القمة العربية، وذلك على سبيل الاحتراز ومنعاً لأي اختراقات أو عمليات "إرهابية".

دلالات