مدرسون سوريون يرفضون العودة إلى مناطق النظام

مدرسون سوريون يرفضون العودة إلى مناطق النظام

26 ديسمبر 2018
صف دراسي في دير الزور (فيسبوك)
+ الخط -

أبدى معلمون سوريون في محافظات الساحل ودمشق والسويداء، ممن تم تعيينهم في المحافظات الشمالية والشرقية، قلقا على مستقبلهم بعدما وصل إليهم قرار وزارة التربية القاضي بإنهاء تحديد مركز عملهم في محافظاتهم، أو المحافظات التي يسكنون بها، وإعادتهم إلى أماكن تعيينهم بداية العام الدراسي الجديد، بعد أن أعاد النظام سيطرته عليها.

وقالت المدرسة سعاد لـ"العربي الجديد": "بعد أن عينت في العام 2012 بريف دير الزور، توتر الوضع الأمني، فتقدمت بطلب للعمل في مدينة دمشق، واليوم أكاد أكمل عامي الخامس، حتى كدت أنسى أنني معينة في دير الزور. اليوم لا أعلم ماذا سأفعل بعد أن أبلغنا أنه سيتم إعادتي إلى منطقة التعيين الأساسية، فمن المستحيل أن أعود إلى تلك المنطقة بالرغم من كل التطمينات التي تتحدث عنها الوزارة".

وأضافت "حتى ماديا لا يمكن أن يكفينا الراتب، فاليوم أعيش في منزل عائلتي، والمدرسة التي أدرس بها في الحي نفسه، ما يوفر علي أجر التنقل، ورغم ذلك يكاد راتبي الشهري لا يكفي لتأمين احتياجاتي، وفي الشهر الماضي، أخذت من والدي ضعف راتبي لشراء ملابس شتوية وحذاء".

أما المدرّسة ثراء، المعينة في ريف حلب، وتحدد مركز عملها في السويداء، فقالت لـ"العربي الجديد" "سأقدم استقالتي في نهاية العام الدراسي، فمن المستحيل أن أعود إلى ريف حلب، ولا أثق في الوضع الأمني هناك، حتى إن استقر فأعتقد أن هناك حواجز كثيرة في عقول المجتمع".

وأضافت "تلك المناطق ليس بها كثير من الخدمات، فضلا عن الدمار المنتشر، ووجود مخلفات الحرب التي تودي بحياة الناس. ربما أعود إلى التدريس عقب استقالتي عبر عقود الوكالة. هذا سيخفض راتبي إلى النصف تقريبا، كما سأحرم من التأمين والضمان الصحي، لكن يبقى أفضل من الجلوس في المنزل، كما أن الدروس الخصوصية ستساعدني لتحسين دخلي".
كذلك هو حال المعلمة فاطمة، التي نزحت من دير الزور، التي قضت فيها 25 سنة في التدريس، وبعد انتقالها إلى دمشق، قامت بتحديد مركز عملها، وهي تشارك زميلاتها في خيار عدم العودة، وقالت لـ"العربي الجديد": "إلى أين أعود؟ لم يعد لدينا شيء في بلدتنا، فمنزلنا دمر، وعائلتي هجرت، ونحن اليوم مستقرون في دمشق، زوجي يعمل وابنتي كذلك، ولدي ابن في الجامعة".

وتابعت "لا أعتقد أننا سنعود قريبا إلى بلدتنا، فقد زرنا البلدة لنطلع على الوضع، وتكاد تكون الحياة متوقفة فيها بسبب الدمار وقلة المواصلات، ومازالت المنطقة موحشة".

دلالات

المساهمون