مدرّسو غزّة في الشارع

مدرّسو غزّة في الشارع

غزة

يامن سلمان

avata
يامن سلمان
08 سبتمبر 2015
+ الخط -
يبدو أن العام الدراسي الحالي في قطاع غزة سيشهد مطبات عدة، في ظل الأزمة التي تعاني منها المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، بالإضافة إلى مشكلة المدرسين في المدارس الحكومية، الذين بدأوا اضراباً بسبب عدم تقاضيهم رواتبهم، وعدم الاستجابة لمطالبهم طوال العام الماضي.

ومنذ صباح أول من أمس، أضربت عدد من المدراس مع بداية الدوام المدرسي، فيما بدأت أخرى إضرابها بعد ثلاث حصص دراسية. وعلى الأرجح، قد يطول الإضراب في ظل استمرار تهميش موظفي غزة من قبل حكومة الوفاق الوطني، علماً أن هؤلاء يحصلون على سلفة مالية كل شهرين تقدر بنحو ألف شيكل (260 دولاراً)، إلا أنه ليس لديهم مصدر دخل آخر.

لم يتقاض المدرّس زياد مطر راتبه كاملاً منذ عام ونصف العام، وهو أب لخمسة أطفال، ما يضطره إلى الاستدانة. كان يجلس على مقربة من بوابة المدرسة، وراح يفكر في مستقبل عدد كبير من التلاميذ في ظل عدم حصوله وغيره من الأساتذة على حقوقهم.

يقول لـ "العربي الجديد": "كوني مدرساً ولدي واجب حيال التلاميذ، تحملت عاماً ونصف العام، وحرصت على أن يدرس التلاميذ بعيداً عن أزمات الحكومة. لكن لم أعد قادراً على المتابعة في ظل ظروفي الاقتصادية الصعبة".

ويحمّل مطر المسؤولية الكاملة "لحكومة الوفاق الوطني والرئاسة التي يمكنها التدخل لحل هذه الأزمة". يضيف أنه في حال عدم اتخاذ موقف جدي سينعكس الأمر على مئات آلاف التلاميذ، ما قد يهدد المسيرة التعليمية.

وتوجه آلاف المدرسين، بعدما تجمعوا في مدارسهم، إلى المجلس التشريعي بهدف الضغط على حكومة الوفاق الوطني لإنهاء أزمتهم، وقد رفعوا عدداً من الشعارات، منها "معلم بلا راتب". وطالبوا بعدم زجهم في الخلافات السياسية بين حكومة غزة وسلطة رام الله السابقة.

من جهته، يطالب نقيب المعلمين خالد المزين المجلس التشريعي التدخل العاجل لحل أزمة آلاف الأساتذة، قائلاً إن آلاف المدرسين ليس لديهم مصادر أخرى لتأمين الدخل، الأمر الذي يؤثر على أبنائهم، والمشكلة أنه ليس هناك أي موقف جدي لحل قضيتهم حتى اللحظة.

ويرى المدرّس في المرحلة الإعدادية أحمد سعد الله، أن معلمي غزة هم ضحايا سياسات الفصائل والحكومات، لافتاً إلى أن هذا الواقع يؤثر سلباً على التعليم ويقلل من نسبة التفوق الدراسي. ويؤكد لـ "العربي الجديد" أن "هناك تراجعاً في مستوى التلاميذ الدراسي، ولا يجب لوم المدرّس الذي يعاني أولاده من الجوع فيما هو عاجز عن سد جوعهم. لذلك، يجب على العالم أن يساهم في إيجاد حل لواقع التعليم في غزة".

وبطبيعة الحال، فإن الفئة الأكثر تأثراً من الإضرابات هم تلاميذ الثانوية العامة، بسبب حاجتهم للدروس بالإضافة إلى عدم قدرتهم على دفع بدل تكاليف الدروس الخاصة. كما أن تقليص عدد الحصص الدراسية والإضرابات يعني عدم حصولهم على الوقت الكافي لفهم الدروس والتحضير للامتحانات.

ويقول تلميذ التوجيهي مؤمن الصواف لـ "العربي الجديد" إنه خلال العام الماضي، "تأثر أخي بسبب الإضرابات. ولم تكن عائلتي قادرة على الاستعانة بمدرسين لإعطائه الدروس الخصوصية، ما أثر على معدله في المدرسة". ويرى أن هذه الأزمة ستكون صعبة عليه وعلى زملائه. وفي الوقت الحالي، يلجأ إلى بعض المدرسين الذين يعطون دروساً مجانية في المسجد القريب من منزله. يضيف أننا "لا نلوم المدرسين الذين لا يتقاضون رواتب تشجعهم على الاستمرار في تعليمنا".

ويوافق أحمد القرشلي زميله، واصفاً الوضع في قطاع غزة بـ "الجحيم"، لافتاً إلى أن استمرار التدخلات السياسية وعدم منح المدرسين والتلاميذ حقوقهم، سيجعل الجيل الجديد يبتعد عن التعليم. يضيف أن "غزة تعبت من المشاكل. صحيح أن التلاميذ يشعرون مع المدرسين لكنهم يريدون واقعاً أفضل".

221 ألف تلميذ
يقدر عدد تلاميذ المدارس الحكومية في قطاع غزة بـ221 ألفا، 70 ألفا منهم في الثانوي، ونحو 20 ألفا من بينهم في المرحلة النهائية، أي الثانوية العامة. ويتوقع هذا العام أن تتأثر هذه الفئة أكثر من غيرها. وخلال العام الماضي، انخفضت معدلات النجاح بالمقارنة مع السنوات الماضية، وقدرت نسبة النجاح بنحو 66 في المائة في الثانوية العامة، وقد انخفضت المعدلات العالية بنحو 14 في المائة.

إقرأ أيضاً: تلاميذ غزّة يعودون إلى مدارس الأونروا

دلالات

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.