عطش في بلد النيل.. مصريون يستغيثون من انقطاع المياه

عطش في بلد النيل.. مصريون يستغيثون من انقطاع المياه

15 يونيو 2016
ارتفاع درجة الحرارة والصوم ضاعفا المعاناة (GETTY)
+ الخط -

افترش الأهالي في عدد من المحافظات المصرية، أخيراً، الأرض، وقطعوا الطرق بجذوع النخيل، وأشعلوا إطارات السيارات، وردّدوا هتافات معادية للنظام، احتجاجاً على معاناتهم مع انقطاع المياه أياماً عدة متواصلة، خصوصاً مع ارتفاع درجة الحرارة وصوم شهر رمضان.

وعبّر كثير من الأهالي في محافظات الصعيد، مثل أسوان وقنا والأقصر وسوهاج والوادي الجديد، ومحافظات الوجه البحري مثل البحيرة والدقهلية والإسكندرية والشرقية والقليوبية، عن غضبهم الشديد من استمرار انقطاع المياه، مؤكدين أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى والبلاغات إلى المسؤولين، ولكن دون جدوى.

وأدت تلك الاحتجاجات بالمحافظات، إلى توقف حركة المرور داخل عدد من المحافظات بشكل تام، وتكدس عدد من السيارات كيلو مترات عدة، كما توقفت حركة المرور بين المحافظات.
فيما أكد مسؤول حكومي أن ارتفاع درجة الحرارة في مصر حالياً كان سبباً في انقطاع التيار الكهربائي، بسبب شدة الأحمال، ما أثر سلباً على عمل بعض محطات المياه التي تعتمد بشكل كلي على رفع المياه بالكهرباء.

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن كثيراً من شبكات الكهرباء، خصوصاً في محافظات الصعيد، في حاجة للصيانة أو التجديد، إما بسبب انتهاء عمرها الافتراضي أو الأعطال الجسيمة، وعلى الرغم من ذلك يتم التعامل معها كوحدات منتجة، منوهاً إلى أن مصر مهددة بشح مياه وكهرباء، على الرغم من تصريحات المسؤولين المغايرة لذلك.
ويتساءل مواطنون مصريون عن خطط الإحلال والتجديد، ومليارات الجنيهات التي أعلنتها الدولة لتمويل إحلال مواسير المياه في عدد من المحافظات، وعجز الشركة القابضة للمياه عن توفير كوب ماء نظيف لكل مواطن.
ويقول مصطفى إبراهيم، وهو عامل من إمبابة بمحافظة الجيزة: "نعاني من انقطاع المياه، منذ قبل شهر رمضان، وعلى الرغم من قيام الشركة بإحلال وتجديد شبكة المياه بالمنطقة، إلا أن المياه ما زالت ضعيفة ولا تصل للأدوار العليا، بالإضافة إلى تلوثها ورائحتها الكريهة".
ويرى محمد مصطفى، وهو موظف بمدينة الخصوص بمحافظة القليوبية، أن انقطاع المياه يعد بمثابة استخفاف بعقلية المواطن، متسائلاً: "ألا يوجد مياه في منزل المسؤول؟"
فيما يقول منصور فاضل (مهندس من حي شبرا بالقاهرة): "نعاني من شرب المياه الملوثة، والتي أصابت أولادنا بالأمراض"، منوهاً إلى أن شركة المياه تطالب بدفع فواتير المياه بانتظام على الرغم من عدم وجود مياه، ولا تأتي إلا لمدة تتراوح ما بين 4 و5 ساعات طوال اليوم.

من جهته، يطالب أبو الحجاج أحمد، وهو مقاول من محافظة الأقصر، مسؤولي شركة المياه بسرعة التحرك، ويقول: "سنموت عطشاً لو استمر ضعف المياه كما هو عليه، في ظل ارتفاع درجات الحرارة الحالية وصوم شهر رمضان". فيما يحذر رمضان عمر (موظف بالأقصر)، من انتشار الأمراض، خصوصاً الجلدية، بسبب انقطاع المياه.
وتعاني هدى محمد (ربة منزل من سكان روض الفرج بالقاهرة)، من ضعف المياه وعدم صعودها للأدوار العليا على الرغم من وجود مولدات كهربائية، مؤكدة أن شركة المياه تقدر قيمة الفواتير دون الرجوع للعداد الذي تم تركيبه كديكور في البيت، وأن كل شقة في العقار تسدد ما يقرب من 130 جنيهاً مصرياً كل شهرين في حين أن المياه دائماً ضعيفة.

دلالات