منظمات فلسطينية تطالب بتحقيق دولي بشأن تعذيب الأسرى

منظمات فلسطينية تطالب بتحقيق دولي عاجل بشأن تعذيب الأسير سامر العربيد

30 سبتمبر 2019
الأسير الفلسطيني سامر العربيد (تويتر)
+ الخط -


طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ومجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية اليوم الاثنين، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بفتح تحقيق فوري، وانتداب لجنة طبية للتحقيق في ظروف التعذيب، خصوصاً ما تعرض له الأسير سامر العربيد من تعذيب أدى لتدهور حالته الصحية ودخوله بمرحلة صحية خطيرة.

وفي الوقت الذي دانت فيه المنظمات الفلسطينية، في بيان لها، تعذيب الأسير سامر العربيد خلال التحقيق، حملت دولة الاحتلال المسؤولية عن حياته وسلامته البدنية، بعد توارد أنباء موثقة عن تعرضه للتعذيب الشديد، بما يعرض حياته للخطر. واستنكرت هذه الجريمة، واعتبرتها محاولة اغتيال وتصفية للأسير سامر العربيد.

وطالبت المنظمات الفلسطينية اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيئات الأمم المتحدة بالضغط الفوري والحقيقي على دولة الاحتلال للإفراج الفوري عن سامر العربيد، للمباشرة في تقديم العلاج اللازم له، ووقف جريمة التعذيب المستمرة بحقه.

كما طالبت الأمين العام للأمم المتحدة والهيئات واللجان في الأمم المتحدة باتخاذ قرارات تلزم دولة الاحتلال بإنهاء سياسة التعذيب والاعتقالات التعسفية ومساءلتها ومحاسبتها على هذه الجرائم.

وطالبت المنظمات الفلسطينية، أيضا، الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة بالتحرك بشكل سريع، لاحترام الاتفاقية وضمان احترامها وفقا للمادة الأولى المشتركة بين الاتفاقيات الأربع، واتخاذ إجراء سريع لوقف هذه الجرائم لأن الصمت عن جرائم الحرب هو شراكة بالجرم، وعدم مساءلة دولة الاحتلال ومحاسبتها وفق اتفاقية جنيف هو إخفاق في تحمل المسؤولية، ويشجع دولة الاحتلال على المضي بسياساتها، وخصوصًا أن التعذيب يعتبر نهجا في السجون الإسرائيلية، وأن العديد من المعتقلين الفلسطينيين كانوا قد قتلوا أثناء التحقيق معهم جراء التعذيب في سجون الاحتلال.



وأشارت المنظمات إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت صباح 25 سبتمبر/ أيلول الجاري، الأسير المحرر سامر العربيد (44 عاماً) من مدينة رام الله من أمام موقع عمله، وأن زوجته وبعض شهود العيان الذين تواجدوا لحظة الاعتقال، أفادوا بأنه تعرض للضرب الشديد والتنكيل منذ لحظة اعتقاله، ومن ثم اقتادته قوات الاحتلال إلى قسم التحقيق في معتقل المسكوبية، وأصدرت أمراً يقضي بمنعه من لقاء المحامي بشكل فوري، حسب ما أفاد محامو مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.

ووفق البيان، يأتي هذا الاعتقال في إطار تكثيف قوات الاحتلال الإسرائيلي لحملات الاعتقال التي تقوم بها يومياً بحق الفلسطينيين، إذ أفادت تقارير مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية لشهر أغسطس/ آب 2019، بأن قوات الاحتلال اعتقلت 470 مواطناً. في حين أفادت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، قبل صدور تقرير شهر سبتمبر/أيلول الجاري، بأن المؤشرات الأولية لديهم تقول "إن قوات الاحتلال قامت باعتقال أكثر من 500 مواطن، الأمر الذي يدل على تكثيف الاحتلال لحملات الاعتقال في الآونة الاخيرة، وما يرافق هذه الاعتقالات من اقتحامات وترهيب للمدنيين والآمنين في بيوتهم".

وحسب ما أفاد محامو مؤسسة الضمير، "في يوم السبت 28 من الشهر الجاري، تلقى محامو الضمير اتصالاً هاتفياً من أحد عناصر التحقيق في المسكوبية، ليعلمه أنه تم نقل العربيد إلى مستشفى هداسا في مدينة القدس المحتلة، وهو في حالة صحية سيئة، فاقداً للوعي ويتنفس بصورة اصطناعية من خلال أجهزة التنفس".

وأكد محامي الأسير العربيد، عندما سمح له برؤيته فجر أمس الأحد، أن سامر وصل إلى المستشفى بحالة فقدان للوعي، وكسور في القفص الصدري، ورضوض وأثار ضرب في أنحاء جسده وفشل كلوي شديد.

واعتبرت شبكة المنظمات ومجلس المنظمات أن ما أورده المحامون، يشكل دليلاً قاطعاً على استخدام التعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة القاسية واللاإنسانية، والتي قد تتسبب بالقتل، الأمر الذي يشكل انتهاكًا خطيرا للقانون الإنساني الدولي العرفي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك المادة 2 (1) من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، التي صادقت  عليها إسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 1991، إضافة إلى المادة 14 (3) (ز) من "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" والمبدأ 21 من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن، والتي تحظر"استغلال حالة الشخص المحتجز أو المسجون استغلالا غير لائق بغرض انتزاع اعتراف منه أو إرغامه على تجريم نفسه"، كما أن التعذيب يندرج ضمن القواعد القانونية الآمرة التي لا يجوز الإجماع على مخالفتها.

يذكر أن التعذيب في السجون الإسرائيلية شائع وممنهج يعكس سياسة الدولة، وقد يصل لمستوى الجرائم ضد الإنسانية، وخصوصا أن التقارير تشير إلى أن 221 معتقلا فلسطينيا كانوا قد قضوا في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967 منهم 73 معتقلا قضوا نتيجةً للتعذيب، وفق البيان.

على صعيد منفصل، يواصل سبعة أسرى فلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري، وهم: الأسيرة هبة اللبدي، والأسير أحمد غنام، الأسير إسماعيل علي، الأسير طارق قعدان، الأسير مصعب الهندي، الأسير منير باسل صوافطة، الأسير أحمد زهران.

من جانب آخر، حذَّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الاثنين، من مواصلة سياسة الإهمال الطبي بحق الأسير المريض كمال أبو وعر (46 عاما) من بلدة قباطية جنوبي جنين، والقابع حاليا في سجن "جلبوع".

والأسير أبو وعر معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن 6 مؤبدات و50 عاما، يعاني من مرض السرطان في الحلق، ومن تكسر صفائح الدم، وحالته الصحية تتدهور بشكل ملحوظ، من دون أن تقدم له إدارة سجون الاحتلال أية أدوية أو جرعات علاجية متخصصة لمرضه. فيما أكدت هيئة الأسرى أن المماطلة في إعطائه الجرعات أو العلاجات اللازمة قد يؤدي إلى فقدان صوته في الوقت القريب.